اليوم وقد وضحت خطة الإخوان جلية باتخاذهم سياسة الأرض المحروقه منهاجا للفترة القادمة نكون قد وصلنا للمرحلة الأخيرة من المواجهة أو كما يقال الرمق الأخير من النزاع فقد خلصوا نجيا من كل الحيل والألاعيب والحشد والإشاعات والفتنة والترهيب والتمويل الى آخره من تلك السيناريوهات المحفوظة التى اعتادوا عليها عبر السنين ومنذ أمد بعيد. ولأن اليوم ليس كسابقه من الايام فقد تغير الشعب تجاههم تغيرا لم يكن فى حسبانهم ابدا حتى صار لقب إخوانى وحده يثير المخاوف والريبة لدى المواطن البسيط بل واصبح مجرما وفقا للقانون وذلك بما فعلته أيديهم وبما فعله غباؤهم السياسى منقطع النظير .. لذا وبعد ان ادركوا متأخرا هذا التغير الاجتماعى والسياسي الذى لن تجدى معه محاولاتهم الفاشلة فقد باتوا امام محاولة الخروج بأكبر خسائر ممكنه للعدو قبل أن يخسروا المعركة ... ولك ان تتخيل أن العدو اليوم هو الوطن !! نعم لا دهشه ان يكون الوطن بأرضه وشعبه وممتلكاته ومقدراته هو العدو الأول امام ابناه غير المخلصين الذين ما أن شعروا انهم منبوذون حتى وقاموا بالتشكيك فى كل شىء والتنكيل بكل معارض وتطور الأمر أخيرا إلى التضحية بالأرض ومن عليها وكأن لسان حالهم يقول المثل الشعبى الدارج " فيها ل أخفيها " !! وعلى الجانب الآخر نرى تحركات واسعة للإعمار والتعمير والبناء وإحياء مبادىء ماتت مع سنوات الظلام وتطوير مدن صارت عشوائيات بفعل الفساد والإهمال وإقامة شبكة بنيه تحتيه قويه تكون عونا لمصر الجديده فى مستقبل لن يكون إلا بفعل تضافر جهود ابنائها المخلصين لمواجهة تطرف اخوتهم غير الاشقاء الجاحدين .. نعم هناك قصور وخلل فى مجالات عدة .. نعم هناك الافضل دائما وهو مانشير اليه بالبنان ونطالب به يوميا .. نعم هناك السىء والقبيح الذى نصرخ من اجل ان نتلاشاه سريعا .. نعم مازال هناك ظلم وفقر وجهل ومرض وفساد ... ولكن ولنعترف ايضا ان هناك من يجتهد للحل ويعمل من اجل غد افضل بل ويحارب الزمن حتى لا يصل الى يوم يصرخ فيه الشعب من الجوع وحينها لن تجدى معه مسكنات . مصر اليوم بقيادتها السياسية تخلت عن سياسة المسكنات التى اتبعها كل الرؤساء والحكومات المتعاقبين عليها وانتهجت سياسة المواجهة والعمل ثم العمل ثم العمل ولا ننسى ابدا ان سياسة المواجهه هى سلاح ذو حدين فهى تعنى مصارحة انفسنا بأخطائنا وعيوبنا والعمل على حلها وقد يحدث فى سبيل ذلك اخطاءا وقد يقع البعض فى منتصف الطريق لأن عادة مواجهة الالم تكون اكثر ايلاما من تسكينه بمسكنات لاتشفى ولا تعالج ولكن فى النهايه المصلحه العامه تقتضى ان نكمل حتى نصل الى ذاك النور القادم من اخر النفق وحينها سنظل نتذكر اننا كنا يوما نواجه النار بالنور والتخلف بالعلم والعمل والصبر .. وأخيرا ولكى اكون منصفا فأنا اقر اننى وانا اكتب تلك الكلمات اكتبها متجنبا ومحيدا جانبا ملف الحريات والديمقراطيه التى اعلم تماما انها تعانى معاناه شديده هذه الايام ولكن ايضا وكما قلت اننا نمر بمرحله غير مسبوقه فى تاريخنا ينبغى علينا فيها التركيز على مصر كقوة اقتصاديه مؤثره ولن نصبح كذلك الا اذا كنا قوة عسكريه مؤثره ولن نصل الى مبتغانا الا بالوقوف صفا واحدا حول رأى واحد وخطه واحده وشخص واحد نثق فيه ولنكمل لأخر الطريق حتى نرى نورا فاذا رأيناه فقد اصبنا الاختيار وإذا لم نره فلكل مقامِ مقال .