قالت روسيا إنها مستعدة لقبول ترك الرئيس السوري بشار الأسد السلطة، لكنها لا تجري محادثات مع دول أخرى حول مصير الأسد، في وقت تصاعدت فيه الدعوات العربية والدولية لاستخدام الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة ضد النظام السورى. ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن جينادي جانيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله: "إنه من غير المرجح أن تنجح في سوريا خطة لانتقال السلطة على غرار ما حدث في اليمن لأن كثيرين من خصوم بشار الأسد غير مستعدين للتفاوض مع حكومته. وأكد جانيلوف من جديد موقف بلاده بأنها مستعدة لبحث خروج الأسد من السلطة إذا كان ذلك نتيجة لحوار سياسي سوري دون تدخل أجنبي. ونقلت إيتار تاس عن جانيلوف قوله في جنيف بعد يوم من اجتماعه مع المبعوث العربي الأممي كوفي أنان إن روسيا لم تقل قط بضرورة بقاء الأسد في السلطة أو اشترطت ذلك كنتيجة لهذه العملية السياسية، مؤكدا بأن هذه قضية يجب أن يقررها السوريون بأنفسهم. وفي موسكو أيضا اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش المعارضة السورية بمحاولة إفشال الجهود الدولية الهادفة لحلّ الأزمة في البلاد، وقال إن إعلان مسؤولين في الجيش السوري الحر التخلي عن خطة أنان يستهدف تقويض الجهود الدولية لتعزيز الانتقال من المواجهة إلى عملية للسلام. وتزامن ذلك مع تعهد الصين وروسيا اليوم "الأربعاء" في بكين بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية وتحركهما بشكل منسق في موضوع سوريا، مؤكدتين معارضتهما لاي تدخل عسكري اجنبي في هذا البلد وكذلك في ايران، وبتوسيع نفوذهما في افغانستان في سياق انسحاب قوات الحلف الاطلسي. ووعدت موسكووبكين اللتان تعتبران الداعمين الاساسيين لنظام دمشق، بتنسيق تحركاتهما بشأن سوريا خصوصا لجهة تطبيق خطة المبعوث الخاص للامم المتحدة كوفي انان. وجاء في البيان المشترك الذي نشر عقب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى العاصمة الصينية بكين، ان "روسيا والصين تعارضان بشكل قاطع المساعي لحل الازمة في سوريا عن طريق التدخل العسكري الخارجي، كما تعارضان فرض سياسة لتغيير النظام" في هذا البلد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مجموعات المعارضة: "خارج سوريا تدعو الأسرة الدولية بشكل متزايد الى ضرب نظام الاسد وقلبه، مضيفا أن "ذلك ينطوي على مخاطر كبيرة ويمكن ان يقود المنطقة الى كارثة". وأكد بعد محادثات مع القادة الصينيين "أننا نتحرك في اطار التشاور بخصوص مختلف أوضاع الأزمات في العالم". ودعا أيضا إلى عقد مؤتمر جديد حول سوريا يضم الدول أو الهيئات الدولية التي "تمارس نفوذا فعليا على مختلف مجموعات المعارضة" السورية مثل تركيا وايران والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي واعضاء مجلس الامن الدولي.