دعت روسيا اليوم الجمعة إلى وقف عاجل لإطلاق النار في مدينة حمص السورية، وحثت كلا من الحكومة و"الجماعات المسلحة" على التعاون مع جهود الإغاثة الإنسانية، التي يبذلها مبعوث للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأبدت وزارة الخارجية الروسية "قلقا بالغا"، تجاه أعمال العنف في حمص وفي مدن سورية أخرى، وقالت إن العنف يجب أن يتوقف ولكنها أصرت على موقف موسكو الذي يحمل كلا الجانبين مسؤولية إراقة الدماء ولا يلقي باللائمة على الرئيس السوري بشار الأسد وحده.
وقالت روسيا أيضا إن الإغاثة الإنسانية، يجب ألا تؤدي إلى تدخل عسكري تعارضه، وأكدت من جديد أنتقاداتها لأجتماع "أصدقاء سوريا" في تونس، الذي يضم دولا غربية وعربية، وتقول روسيا إنه لا يمثل كل الأطراف في سوريا.
وكرر بيان وزارة الخارجية الروسية، تقريبا مشروع إعلان سيصدر عن أجتماع تونس يحث سوريا على وقف فوري لكل أشكال العنف ولكنه كرر دعوات روسيا للعرب والغرب للضغط على معارضي الأسد لوقف القتال.
وقال البيان "ندعو الحكومة السورية والجماعات المسلحة، وأيضا الذين يمكنهم التأثير عليهم، أن يتخذوا على الفور كل الخطوات الضرورية، لتجنب تدهور أكبر للأوضاع الإنسانية والعمل على تحسينها".
وكرر ألكسي بوشكوف، وهو مشرع روسي كبير أجتمع في وقت سابق هذا الأسبوع مع الأسد ومع سوريين آخرين، تلك الرسالة قائلا "إن الدعم الغربي والعربي لخصوم الأسد، لا يؤدي سوى إلى تفاقم العنف".
وقال بوشكوف في مؤتمر صحفي "الإشارات هي "واصلوا القتال.. سندعمكم"، وبالتالي قتلى وجرحى في حمص المسؤولية لا تقع على عاتق الأسد وحده، وإنما أيضا على القوى الغربية والحكومات العربية".
وتابع "المأساة في حمص يجب أن تتوقف. هذا لا يتعلق بروسيا وحدها روسيا مستعدة لإستخدام نفوذها وحاولت أستخدامه بالفعل.
التأثير يجب أن يأتي أيضا مما يسمون أصدقاء سوريا إذا كانوا حقا أصدقاء وليسوا أعداء".
وحثت وزارة الخارجية الجانبين على التعاون مع بعثة الصليب الأحمر وفاليري اموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
ومن المتوقع أن تحضر أموس الاجتماع في تونس مع ممثلين من الصليب الأحمر، الذي يحاول التوصل إلى وقف يومي لإطلاق النار بين السلطات السورية والمعارضة لإتاحة الفرصة لتوصيل المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى.
وقال الصليب الأحمر إن سوريا لم ترد على طلبه لعقد هدنة.
وأشادت روسيا كذلك بخطط لإرسال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان إلى سوريا، كمبعوث للأمم المتحدة والجامعة العربية.
وقالت وزارة الخارجية إن موسكو تأمل أن يتمكن عنان من المساعدة "في حل القضايا السياسية والإنسانية الخطيرة على أساس العمل مع جميع الأطراف" وأن يدعم حوارا سياسيا واسعا بين الحكومة والمعارضة.
وتقول روسيا إن أستقالة الأسد لا ينبغي أن تكون شرطا مسبقا لعملية للتسوية في سوريا.
وعارضت روسيا بقوة أي تدخل عسكري خارجي في سوريا، ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله اليوم الجمعة، إن موسكو تأمل ألا تؤدي جهود الإغاثة الإنسانية إلى مثل هذا التدخل.
وقالت موسكو إن إنشاء ممرات للمساعدات الإنسانية قد يؤدي إلى مزيد من أعمال العنف وإلى تدخل عسكري.
وقال بوجدانوف إن روسيا " تخشى تكرار السيناريو الليبي"، مشيرا إلى الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي والتي ساعدت المعارضة الليبية على الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي العام الماضي.
وقال "لذلك حذرنا شركاءنا من أن أهداف مؤتمر تونس ليست واضحة تماما بالنسبة لنا" مضيفا أن الاجتماع "لا يضم للأسف ممثلين للشعب السوري كله".