حذر خالد عزب رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الأسكندرية اليوم الثلاثاء من أن الشباب العربي بات في خطر داهم وسيتم استلابهم من دولهم ؛ لأن ثقافتهم مختلفة عن الثقافة العربية الأصيلة .. فهم يقرأون عن العرب ما يكتبه الآخرون ويفتقدون العمق حين يفكرون. وقال عزب – في كلمته أمام المؤتمر الشبابي السادس (الاقتصاد العربي وتمكين الشباب للمستقبل) الذي يعقده منتدى الفكر العربي في عمان بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي (الكويت) – "إن الهوة بين شبابنا وبين العديد من الدول العربية تكمن في افتقاد لغة مشتركة أو تقاسم أو تقاطع حتى آليات التفكير بينهما"..لافتا في هذا الصدد إلى أن تجاهل تمكين الشباب كان سببا في سقوط أنظمة عربية إثر ثورات الربيع العربي. ونبه إلى أن ضعف المحتوى الرقمي العربي ، الذي لم يشهد أي نمو أو تطور ليواكب متطلبات الأجيال الشابة ، جعل مصادرهم للمعرفة من الآخر الذي لا شك يحمل وجهات نظر خاصة به..قائلا "إن المعضلة الرئيسية التي يواجهها العرب هي المعرفة التي يحصلها شبابهم وعدم قدرة الدول العربية على مواكبة هذه المعرفة لكي تتحول من أداة ضغط وإحباط عليهم إلى أداة فاعلة تحوِّل المعرفة إلى قدرات هائلة مضافة للاقتصاد العربي". وأشار إلى أن العرب لايزالون يضعون سدودا في طريق الابتكار في مجال البرمجيات والحاسبات الرقمية ؛ نتيجة تعثر قوانين الملكية الفكرية أو العجز عن تسجيل براءات الاختراع للشباب بصورة محفِزة وليس محبطة تصوغها في كثير من الأحيان إما عجز المسئولين عن الفهم أو الحقد أو الغيرة. وقال "إن انتشار التعليم الأجنبي في بلادنا بصورة سرطانية - دون أن يكون للغة العربية أو الأدب العربي أو التاريخ الوطني مكان في مدارس أجنبية أو مدارس تستعير المناهج الغربية في مدن عربية - تسبب في خروج أجيال لا تمتلك أي رصيد يذكر سوى قشور من باب ذر الرماد في العين من الثقافة العربية بل لا يعرفون شيئا عن الشعر العربي أو حتى ولو جزء يسير من الموروث العربي"..كما أن الإعلام العربي صار يكرس لدى الشباب السطحية عبر برامج وأكاديميات اكتشاف المواهب الفنية والصوتية والتمثيلية المنتشرة عبر القنوات الفضائية العربية بصور مختلفة. وبدوره..قال رئيس المجلس الأعلى للشباب الأردني الدكتور سامي المجالي "إن الشباب يمثلون اليوم الشريحة الأكبر من الأمة العربية الواحدة وينظرون بعين الأمل والتفاؤل نحو مستقبل أفضل في قادم الأيام"..مضيفا "يقع على عاتقنا أن نؤدي أمانة النهوض بالشباب العربي وأن نضع لها لبنة متينة وقوية على الساحة العالمية فلا الخبرات تنقصنا ولا الكوادر والإمكانات المادية تحول دون ريادتنا للمرحلة المقبلة، ولا مشاعر العروبة والأخوة غائبة عنا". وتابع "إن الظروف الصعبة التي تعيشها أمتنا العربية استدعت وضع ميثاق اجتماعي يضمن مستقبلا أفضل لها ولأبنائها ويستنهض قدراتها وطاقاتها الدفينة ويرتكز على قيم ومبادئ المساواة والمشاركة والعدالة وحكم القانون والفكر الديمقراطي ، مثلما يرتكز على قيم المواطنة المتكافئة والتعددية السياسية والثقافية والاجتماعية، والنظر باهتمام إلى قضايا المرأة والطفولة والشباب وذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن". وأشار إلى أن الأمم والشعوب تراهن على الشباب في كسب رهان المستقبل لإدراكها بأنهم العنصر الأساسى في أي تحول تنموي ديمقراطي وسياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، فهم الشريحة الأكثر حيوية وتأثيرا في أي مجتمع قوي. ولفت إلى أن البطالة والعنف تعتبران من أبرز المشكلات التي تواجه الشباب في العصر الحالي حيث ينعكس تأثيرهما السلبي عليهم من خلال سلوكياتهم، كما تحد من استثمار طاقاتهم في البناء وتقدم المجتمع ؛ مما يتطلب من المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني ضرورة وضع استراتيجيات وخطط تنهض بدور الشباب وأن تأخذ المؤسسات الشبابية على عاتقها ترسيخ ثقافة شبابية وطنية مخلصة وفاعلة. واعترف المجالي بأن ثمة فجوة واسعة كانت ولاتزال قائمة بين الشباب في البلدان المتقدمة والشباب في البلدان الفقيرة والنامية ؛ لأسباب تتعلق بالقدرات المالية وعدم توفر الخطط والبرامج الكافية للتأهيل والتنشئة والتربية إضافة إلى أسباب داخلية تتعلق بالموروث العقائدي والاجتماعي وطبيعة القيم والعادات والتقاليد وتركيبة المجتمع والعائلة ومستوى الانفتاح الاجتماعي وطبيعة النظم السياسية القائمة.
