"ثروت عكاشة" هو وزير الثقافة ونائب رئيس الوزراء الأسبق، ولد عام 1921 بالقاهرة ، بدأ "ثروت عكاشة" حياته العملية كضابط بالقوات المسلحة، وعقب ثورة يوليو عام 1952م تم تعيينه كملحق عسكري بالسفارات المصرية في ألمانياالغربية وفرنسا وإيطاليا، كما شغل منصب وزير الثقافة والإرشاد القومي منذ عام 1958 وحتى عام 1962م. حصل "عكاشة" على الميدالية الفضية لليونسكو تتويجاً لمجهوداته في إنقاذ معبدَي أبو سمبل وآثار النوبة، والميدالية الذهبية لليونسكو لجهوده من أجل إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة عام 1970م ، وهو الجانب الذي سنعرضه من حياة الراحل العظيم. مجهودات عكاشة في انقاذ آثار أبو سمبل بدأت بعد التفكير في إنشاء السد العالي في أسوان الذي يتطلب بالضرورة إنشاء بحيرة صناعية جنوب السد لتخزين المياه مما يؤدي إلي رفع منسوب المياه إلي 183 مترا في حين أن المعبدين علي بعد 124 مترا و120 مترا من مستوي البحر أي أن المياه ستغرق المعبدين فور الانتهاء من إنشاء السد. بدأ بعدها وزير الثقافة المصري والعالم الكبير ثروت عكاشة في دراسة الموضوع من جميع النواحي وفتح بابا مع اليونسكو للمساهمة في إنقاذ معابد النوبة السبعة عشر وعلي رأسها معبدا أبوسمبل بعد التحدي الذي قطعه علي نفسه بعد أن حضر إليه السفير الأمريكي ومعه مدير متحف المتروبوليتان بنيويورك الذي قال: «جئت أشتري واحدا أو اثنين من معابد النوبة المحكوم عليها بالغرق بعد بناء السد العالي» ، فرد عكاشة: «كان جديرا بمتحف المتروبوليتان أن يبادر بالعون العلمي لإنقاذ هذا التراث الإنساني بدلا من التفكير في شرائه». وكان لعكاشة الفضل العظيم في اقناع اليونيسكو بتبني عملية حماية آثار أبو سمبل عبر نقلها من مكانها القديم الى الحالي ، فبعث لرئيس هيئة اليونسكو قائلا «فلتتضافر أيدينا كي نسحب المياه من تحت قدمي إيزيس، عسي أن نضيف يوما خاتمة جديدة لكتاب «موت فيلة» لكاتبه الفرنسي بيير لوتي بعنوان «بعث فيلة».