الفارق بينهما كبير جداً... رجل الأعمال هو رجل اقتصاد حقيقي.. أما رجل المال هو رجل الكيانات الوهمية... رجل الأعمال هو رجل متعدد المواهب بطبيعته ومغامر ويستطيع تحقيق أهدافه.. ويهتم كثيراً بالتجديد والتطوير ويهوى الوقوف على قدمين ثابتتين... أما رجل المال هو غالباً من وارثى الثروات وهو من أصحاب نظرية شراء العبد ولا تربيته... هو فقط يمتلك المال فيسعى هنا وهناك لشراء أسهم شركة وبيع أخرى... تجده دائماً مدمناً على البورصة... وفى الغالب ما تجده استثماراته غير موجوده إلا في حسابات البنوك وبعض أوراق الملكية. رجل الأعمال صاحب نظرة اجتماعية، فهو بطبيعة أعماله المتعددة من المصانع إلى النقل والتوزيع وغيرها من متطلبات العمل الإنتاجى الطويلة، يتعامل مع شرائح مجتمعية متعددة، وهذا يعطيه بصيرة نافذه في قراءه المجتمع، لذلك تجد قرارته الاقتصادية لها نظره اجتماعية، كما ستجده أكثر ذكاءً وتواضعاً. على العكس تماماً فرجل المال لا يرى غير المؤشرات والتقارير وكشوف الحسابات، ولا يهتم كثيراً لاعتبارات حجم العمال ولا الرواتب ولا يهتم حتى لطبيعة السوق، ما يهمه فقط أسعار العملات والذهب، والطريقة التي سيفر بها خارج البلد أو السوق الذى يعمل في حالة حدوث أزمة. رجل الأعمال صاحب المصنع أو المزرعة أو غيرها من الاقتصاديات الانتاجيه هو ابن مجتمعه، ليس بعيداً عن مشاكله وهمومه، مثله مثل ابن البلد، أما رجل المال غالباً ما يكون صاحب نظره فوقية تجاه مجتمعه، ويشعر بالاغتراب كغربة أمواله. دائماً يكون رجل الأعمال مثل الحضارات الراسخة التي عرفت طريقها للاستقرار... فبنى وشيد دلائل وجوده وبقاءه في شكل أصول يحرسها العمال وتحميها حجم انتاجيته وتنافسيتها... بينما يكون رجل المال كالبدو الرُحل ينتهى مقامة مع جفاف بئر الماء أو الغذاء. ما نحتاجه فيبلدنا هو رجل الأعمال صاحب المشروعات الإنتاجية والتجارية، ما نريده رجل اقتصاد صانع وزارع ومبتكر، يفتح مجالات العمل والتشغيل الحقيقي وليس الوهمى، والتي ترفع من القيمة المضافة اقتصادياً وتسعى للانفتاح على السوق العالمي بمنتجات مصرية منافسه، فاقتصاديات الإنتاج تقوم بعملية التدوير الأمثل لحركة رأس المال في المجتمع، وتوزع ثمار الدخل على الجميع وتضمن حركة مستمرة ورواج فعلى في السوق، وهى اقرب النماذج الاقتصادية لتحقيق مفهوم عدالة توزيع المنفعه من العمل الاقتصادي. رجل المال إذا أراد أن يكون رجل أعمال سيقوم بتحويل أمواله الى أعمال، وليس مضاربات في البورصة أشبه بلعبة قمار ... فنحن سئمنا من نماذج حققت الثراء بدون وجود اجتماعىحقيقى او انعكاس فعلى لهذه الثروات على مساحات واسعة من العمال والفلاحين. رجل الأقتصادالحقيقى هو كنز وطني يجب المحافظة عليه ورعايته، ورجل المال هو عبأ على المجتمع، والفارق كبير بين من يصنع اقتصاد الأُمة ويفتح أبواب الرزق، وبين من يختار طريق الهروب سريعاً من مسئولياته تجاه بلده ومجتمعه.
أخيراً يجب على الحكومة أن تقوم بدعم كل رائد اعمال وكل أصحاب المصانع والمنتجين والمبتكرين، فإقتصاد الإنتاج هو ضرورة قصوى إذا اردنا أن نمتلك أقتصادحقيقى يتحمل هزات اقتصادنا المضطرب ... والنماذج هنا واضحة وكثيرة، فما شهدناه خلال السنوات الأربع الماضية اكبر دليل على أن اقتصاديات الخدمات بالرغم من عائداتها المرتفعة، إلا أنها اقتصاديات هشة لا تصلح لنعتمد عليها وتثبتي اقتصادنا في إقليم مضطرب كمنطقة الشرق الأوسط.