غرق 17 شخص أثناء نزهه نيليه مساء أمس إثر تصادم مركب باحد الصنادل النهرية بمنطقة الوراق بالقاهرة أعاد الى الاذهان من جديد ملف " معديات الموت " ... فالمعديات واللنشات النيلية أضحت صداعاً دائماً فى رأس أبناء المنيا ، نظراً للحوادث المستمرة التى يروح ضحيتها عشرات المواطنين الابرياء نتيجة لغرق المعديات واللنشات أو سقوط السيارات . فالمنيا محافظة طولية ويبلغ طول نهر النيل بها 150 كيلو مترا ولا يوجد بها إلا كوبرى على النيل بمدينة المنيا يربط بين الشرق والغرب وآخر بملوى ويبعد عن مدينة المنيا 50 كيلو مترا ناحية الجنوب ، ومحور بنى مزار والذى لم يتم إفتتاحه حتى الان والواقع على بعد 60 كيلو مترا شمال المنيا ، بينما تخلو المدن الخمسه المتبقية والمطلة على النيل من أية كبارى ، وسط مطالب كبيرة من أهالى مركز سمالوط بسبب كثرة حوادث المعديات بالمركز ، وموافقة وزارة النقل على ادارج الكوبرى فى خطتها الا انه لم يتم التنفيذ . فلا يوجد امام المواطنين الساكنين قرى شرق النيل الا استخدام المعديات واللنشات النهرية والتى اغلبها غير مرخص ومتهالك الحالة سواء للذهاب الى منازلهم او للعمل بالمحاجر والمصانع الواقعه شرق النيل او لدفن موتاهم . الاحصائيات الرسمية توضح أن المنيا بها 178 معدية تعمل فى النيل منها 32 معدية حكومية و146 معدية خاصة بالاضافة الى 22 مرسي منها 6 مراسي سياحية بسمالوط والمنيا وابوقرقاص وديرمواس ، وموخرا تم شراء 5 معديات عملاقة وتوزيعها على المراكز ويشكو الأهالى من سوء أحوال المعديات النهرية الخاصة ، مطالبين بأن يتم عمل دوريات منتظمة من مسئولى الوحدات المحلية على جميع مراسى المعديات بالقرى المختلفة ، وأن يتم تشديد الرقابه على المعديات التى تخدم عشرات الآلاف من المواطنين . وضرورة الاهتمام بصيانة المراسى التى تم انشاؤها حديثا ، حتى لا تتعرض للتلف والتهالك وتطهير للمجري الملاحي أمام العبارات واللنشات ، حيث أن كفاءة المعديات تقل فى فصل الشتاء لانخفاض منسوب المياه بالنيل مما يسبب شحوط بعض العبارات ، وان تكون المراسي الجديدة بنسب مختلفة طبقاً لمستويات منسوب مياه النيل وانتقد الاهالى سلوك بعض السائقين بالصعود فوق المعدية بسيارتهم المحمله بالركاب ، وتركها دون تأمين جيد وعدم شد فرامل اليد الامر الذى يساهم فى سقوط السيارة فى النيل بركابها المجلس الشعبى المحلى للمحافظة المنحل ، كشف من قبل عند مناقشته ازمة حوادث المعديات ضعف الرقابة على المعديات، وأوصى المجلس كثيراً بإنشاء كوبرى على النيل فى كل مركز إدارى حتى يتم الاستغناء عن المعديات النيلية التى تمثل خطورة حقيقية على أرواح المواطنين ، حتى لو تكلف ذلك مبالغ طائلة لانه سيفتح آفاقاً واسعة للاستثمار والتنمية. ومن أبرز الحوادث التى شهدتها المنيا سقوط سيارة نقل من فوق معدية فى أكتوبر الماضى وراح ضحية الحادث 26 شخصاً من ابناء مركز سمالوط ، أثناء عودة الركاب من تشييع جنازة ، وفى عام 2012 سقطت سيارة من أعلى معدية فى مركز أبوقرقاص كان يستقلها 7 ركاب لكنهم نجوا جميعاً من الغرق ، وغرق شخص فى حادث سقوط جرار زراعى من على معدية فى مركز سمالوط عام 2013. وفي ثالث ايام عيد الفطر عام 2007 بمرسي ابوقرقاص ، غرق 13 شخصا من الأهالي سقطوا في النيل اثناء التزاحم والتسابق علي ركوب معدية والذين كانوا في طريقهم لزيارة المقابر بقرية بني حسن بالناحية الشرقية من النيل. وفي عيد الأضحي من نفس العام وبالتحديد 22 ديسمبر لقي 19 شخصا مصرعهم غرقاً من عائلة واحدة عندما سقط بهم ميكروباص من أعلي معدية عقب تحركها من مرسي الحاج قنديل بديرمواس لعبور النيل الي الناحية الغريبة ، في طريق عودتهم الي القاهرة بعد قضاء أجازة العيد بالقرية .
