اجتمع كبار مسئولي (دول الاتحاد من أجل المتوسط) ، اليوم الأحد ، في عمان ، حيث ناقشوا العديد من القضايا المهمة لدول الاتحاد وتطورات الأوضاع في المنطقة. وناقش المشاركون في الاجتماع عددًا من المحاور الحيوية أبرزها محور سياسة الجوار الأوروبي والترتيب للاجتماعات الوزارية التي سيتم فيها بحث القضايا الاقتصادية ، والتحضير للمؤتمر الوزاري حول الطاقة والتحضير للمؤتمر الوزاري حول التجارة والمشاريع التي تتعلق بالتعاون الإقليمي بين دول البحر المتوسط. كما ناقش محاور سياسية مثل عملية السلام والتطورات في المنطقة وجرى عرض الاستراتيجية الوطنية والإجراءات الأردنية لمكافحة التطرف ومسألة اللاجئين السوريين في المملكة وخطة الاستجابة الأردنية للتعامل مع أعباء استضافة اللاجئين. ويأتي انعقاد هذا الاجتماع في الأردن، وذلك لأول مرة في دولة خارج الاتحاد الأوروبي، تقديرًا واعترافًا بالدور الأردني الفاعل في رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط الذي تتولى المملكة رئاسته المشتركة مع الاتحاد الأوروبي. وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية شئون المغتربين ناصر جوده، حرص الأردن على استمرار التعاون والتنسيق وبذل الجهود اللازمة مع دول الاتحاد لضمان تحقيق أهدافه، قائلاًً "إن العمل يجري الآن للترتيب لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لدول الاتحاد من أجل المتوسط في عمان وبذل كل ما بوسعنا لمواجهة التحديات التي تواجهنا كإقليم". واستعرض جودة تطورات الأوضاع في المنطقة، مؤكدًا على أهمية الالتزام بحل الدولتين لأنه بدون ذلك لن يكون هناك أمن، والسلام كفيل بجلب الأمن ليس لإسرائيل فقط وإنما لكافة دول المنطقة. وشدد على أن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو سبب جذري لعدم الاستقرار في المنطقة وما بعد المنطقة ، داعيًا إلى أهمية إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تعالج كافة قضايا الحل النهائي التي تمس مصالح أردنية حيوية. وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني إن الأردن ليس وسيطا أو مراقبا فيما يتعلق بعملية السلام إنما هو صاحب مصلحة وشريك ، وجميع قضايا الحل النهائي ترتبط بمصالح وطنية أردنية. وعلى صعيد آخر، قال جودة إنه يجب التكاتف بين جميع الدول من أجل مواجهة الإرهاب والتطرف والعنف ، مؤكدا علي أهمية تنسيق الجهود ووضع استراتيجية لمواجهة هذا الخطر. ودعا إلى ضرورة إيلاء الشباب الاهتمام والرعاية اللازمة لأنهم مستهدفون من قبل التنظيمات الإرهابية ، مشيرا إلى الجلسة المهمة التي ترأسها الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد في مجلس الأمن الشهر الماضي بهذا الخصوص. وأفاد بأن الأردن سيعقد منتدى شبابيا دوليا في أغسطس المقبل لتشجيع التعليم والاستثمار في مستقبل الشباب ، وتوفير الفرص والمساواة على أساس الكفاءة وذلك لحمايتهم من الانجرار والتجنيد لدى الجماعات الإرهابية التي تستغلهم. وتناول جودة الوضع في سوريا وأهمية الحل السياسي والوضع في العراق وفي العديد من دول المنطقة ومواقف الأردن الثابتة من هذه القضايا والجهود الأردنية المبذولة بقيادة الملك عبدالله الثاني لتحقيق أمن واستقرار المنطقة. وأشار إلى الحمل الثقيل الملقى على عاتق الأردن فيما يتعلق باستقبال وإيواء اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات لهم على الرغم من محدودية موارده وما تواجهه الحكومة بهذا الإطار من ضغط شعبي يطالب باتخاذ إجراءات خاصة في ظل عدم كفاية وشح المساعدات المقدمة للأردن. وقال جودة "إن من بين هذه الإجراءات على الأقل إغلاق الحدود أمام اللاجئين السوريين إلا أن الحكومة تعمل جاهدة للتعامل مع هذا الوضع وتحمل واجبها ولكن يجب على المجتمع الدولي أن يدرك قيمة ذلك ويقوم بدوره في مساعدة الأردن لتمكينه من الاستمرار بهذا الدور". ومن جهتهم، أشاد المشاركون بدور الأردن السياسي والإنساني بقيادة العاهل الأردني في التعامل مع مختلف القضايا والتحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.