عقد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، صباح اليوم، الجمعة، جلسة مباحثات مع الوزيرة الأولى في اسكتلندا، نيكولا ستورجيون، لبحث زيادة الصلاحيات والسلطات التي سيتم تفويضها للبرلمان الاسكتلندي. وقال متحدث باسم الوزيرة الأولى إن كاميرون "سيفكر" في مزيد من الصلاحيات لاسكتلندا بعد أن وعد بالالتزام بتوصيات "لجنة سميث" بالكامل، بخصوص صلاحيات البرلمان الاسكتلندي، واصفا المحادثات بين المسئولين ب"البناءة". وكان كاميرون وعد في أعقاب الاستفتاء على استقلال اسكتلندا العام الماضي بمنح هوليروود "البرلمان الاسكتلندي" مزيدا من الصلاحيات والسلطات، خاصة تلك التي تتعلق بفرض الضرائب وتحديد مستوى الإنفاق على الرعاية الاجتماعية. كان كاميرون وصل إلى أدنبرة صباح اليوم في أول زيارة له لاسكتلندا بعد الانتخابات العامة، التي اكتسحها حزب المحافظين. وقال كاميرون، في بيان صادر من رئاسة الوزراء: "أنا هنا اليوم لأؤكد على التزامي بمملكتنا المتحدة ومكان مهم لاسكتلندا في داخلها". وأضاف: "هذا يعني الوفاء بالوعد الذي قطعناه لتنفيذ ما اتفقت عليه لجنة والتي ضمت ممثلين لجميع الأحزاب لجعل اسكتلندا واحدة من البرلمانات الأكثر تفويضا ونفوذا في العالم". وتابع رئيس الوزراء: "وهو ما يعني أيضا الاعتراف بتلك الأشياء التي توحدنا في هذه الجزر: الإنجازات التي حققناها معا، والمؤسسات التي بنيناها معا، لدينا تاريخ عظيم، والتحديات الاقتصادية المشتركة التي نواجهها اليوم". وقال إن اسكتلندا تمتلك حكومتين "ومن واجب الوزيرة الأولى وواجبي أيضا احترام الأدوار والمسئوليات، والعمل معا من أجل مصلحة كل شعب اسكتلندا". وتشمل الصلاحيات أوصت بها لجنة سميث السيطرة على 2.5 مليار استرليني من الانفاق على الرعاية الاجتماعية وحصول البرلمان الاسكتلندي على سلطات لتحديد ضرائب الدخل. وقالت نيكولا ستورجيون إن هذه الصلاحيات تمثل "بداية طيبة" إلا أنها "غير كافية، حيث تطالب رئيس الوزراء بمزيد من الصلاحيات، وتشمل السلطة لتحديد الحد الأدنى للأجور والتأمين العام، إضافة إلى تحديد مستويات الضرائب التجارية واستقلال مالي كامل، بما في ذلك السيطرة الكاملة على الضرائب والإنفاق. ومن جانبه، قال وزير شئون اسكتلندا السابق، أليستر كارمايكل، إن زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي تخطط "للتفريق" عمدا بين اسكتلندا ونظام ستمنستر (البرلمان البريطاني) "عن طريق وضع مطالب غير معقولة تعرف أنه سيتم رفضها". وفي تصريحات لإذاعة "بي بي سي"، قال العضو البرلماني الوحيد من حزب الديمقراطيين الأحرار عن اسكتلندا إن ستورجيون "تلعب لعبة طويلة لضمان فوزها بالانتخابات البرلمانية في اسكتلندا العام المقبل، ومن بينها تقديم مقترح بعقد استفتاء آخر على استقلال البلاد عن المملكة المتحدة".