يعد اليوم "الأربعاء"،هو الأخير من الحملة الانتخابية في بريطانيا، وسط تبادل قادة الأحزاب الرئيسية للاتهامات فيما بينهم في محاولة منهم للحصول على دعم أكبر عدد من الناخبين في انتخابات يوم الغد. واتهم رئيس الوزراء وزعيم المحافظين، ديفيد كاميرون، صباح اليوم زعيم حزب العمال، إد مليباند، بالإعداد "لخدعة" ليصبح رئيسا للوزراء، مع اعتراف زعيم المعارضة للمرة الأولى بأنه قد لا يحصل على الأغلبية في انتخابات الغد. وأثار رئيس الوزراء شكوكا جديدة حول شرعية حكومة حزب العمال التي يجب أن تعتمد على الحزب القومي الاسكتلندي لكسب الأصوات في مجلس العموم. وفي حديثه للصحفيين في جولة استمرت 36 ساعة في شتى أنحاء بريطانيا، أكد كاميرون أن مليباند يتفادى الإجابة على ما إذا كان سيدخل داوننج ستريت معتمدا على دعم القوميين. وقال كاميرون "لقد قال (مليباند) أشياء كثيرة مختلفة عن عدم وجود صفقات، ما يفعله هو خداع الشعب البريطاني". وأضاف "أن السؤال الذي يجب طرحه بشكل مباشر هو، هل تقول أنه إذا كان هناك برلمان معلق، وكان العمال والحزب القومي الاسكتلندي يشكلون أغلبية الأصوات لن تصبح رئيسا للوزراء؟ إذا كان ذلك هو السؤال، فأظن أن الإجابة لا". وتشير استطلاعات الرأي إلى أن العمال والقوميين سيتخطون رقم 326 المطلوب لتشكيل الحكومة، ورغم استبعاد اد مليباند المتكرر للتحالف مع القوميين، إلا أن أمله الوحيد في حكم بريطانيا سيكون عبر اتفاق مع زعيمة القوميين نيكولا ستورجيون. من جانبه، دعا زعيم العمال، اد مليباند صباح اليوم، الناخبين للتصويت لصالح حزبه، متهما كاميرون بأنه "سيعمل على تدمير الخدمات الصحية في البلاد من خلال القيام بمزيد من الاستقطاعات". وقال مليباند "أطالب الناخبين بالتصويت للعمال غدا لوضع أسرهم أولا حتى نتمكن من أن نكون البلاد التي تكافئ العمل الشاق مرة أخرى، وتعطي الفرصة لشبابنا وننقذ هيئة الصحة الوطنية". وأضاف "إذا أصبحت رئيسا للوزراء سأضع الأسر العاملة أولا، وليست القلة المحظوظة، هذا هو الخيار في هذه الانتخابات". وأرسل زعيم الديموقراطيين الأحرار ونائب رئيس الوزراء، نك كليج، رسالة أخيرة للناخبين، قائلا فيها إنه يجب عليهم التصويت لحكومة "لها عقل وقلب". وقال كليج عبر شبكة "آي تي في" "سنقوم بموازنة الميزانية إلى حد ما، وسنقوم بخفض الضرائب، وسنستثمر في المدارس والمستشفيات وسننهي تخفيضات أجور العاملين في القطاع العام". وأضاف "صوت لحزب الديمقراطيين الأحرار إذا كنت ترغب في مملكة متحدة مستقرة، كريمة، وموحدة". ويحاول الحزبان الرئيسيان الفوز بالأغلبية، وعدم الوصول إلى ائتلاف حكومي على غرار انتخابات عام 2010، والتي لم يحصل فيها أي حزب على أكثر من نصف المقاعد في مجلس العموم، حيث حصل حزب المحافظين على 306 مقاعد وحزب العمال على 258 مقعدا والليبرالي الديمقراطي حل ثالثا ب57 مقعدا. وكشف استطلاع لمؤسسة "لورد أشكروفت" عن استعادة المحافظين لتقدم بسيط على العمال بفارق نقطتين مئويتين، حيث حصل حزب ديفيد كاميرون على 32%، مقابل 30% للعمال.