الرئيس السيسي أمام البرلمان الأثيوبي: *أدعوكم لكتابة صفحة جديدة في تاريخ العلاقات المصرية الإثيوبية *النيل المصدر الوحيد لحياة المصريين.. ونحتاج لبناء الثقة والقضاء على الشك *أدعو الشعب الأثيوبي للتعاون مع أشقائه المصريين لتحقيق التنمية *جئت إليكم لنصنع مستقبل لنا جميعا قال الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال كلمته التى ألقاها اليوم الأربعاء أمام البرلمان الإثيوبي، إنها لحظة تاريخية فارقة التى أقف فيها فى بيت الشعب الإثيوبي. وأضاف: جئت لأحمل لكم رسالة أخوة صادقة وأيادي ممدودة للتعاون من أجل التقدم والرخاء من إخوانكم فى مصر، الذي يتطلعوا معكم في أن نكتب معا صفحة جديدة فى تاريخ العلاقات المصرية الإثيوبية، نسطر فيها طموحات شعبينا، ولا بديل عن التعاون حتى يتمكن الشعبان من مواجهة التحديات التى تواجه القارة الإفريقية. وتابع: "أدعوكم لكي نتخطى سلبيات الواقع، والتي يجب أن لا تعوق تطلعاتنا نحو مستقبل أفضل، فنحن بحاجة لبناء جسور الثقة والقضاء على الشك والريبة، التي كانت تضرب علاقاتنا، مؤكدا أن بناء أواصر الثقة تقع على عاتق المثقفين والسياسيين لأنهم قادة الرأي. وأضاف: "أدعوكم لفتح صحة جديد في تاريخ العلاقات المصرية الإثيوبية، نستند فيها على مبادىء عصرنا وتحقيق المصالح المشتركة، والقضاء على النزاعات والصراعات وتحقيق الرخاء للشعبين، لكي نستعيد مكانتنا بين الأمم بما يتسق مع مبادئنا". وأكد "نهر النيل هو المصدر الوحيد لحياة المصريين، وتقوم حياتهم على مياه النيل وسط صحراء شديدة الجفاف، كما أن الدولة المصرية ارتبطت في تقسيمها للحياة حول نهر النيل. واستطرد: "اليوم ومع الزيادة السكانية لم تشهد موارد مصر أي زيادة تتناسب مع الاستخدامات الأساسية". وقال إن اتفاقنا يدفعنا إلى استغلال القواسم المشتركة بين مصر والسودان وأثيوبيا وجنوب السودان فى حوض النيل الشرقي، والتى تؤهل جميع الدول الشقيقة من خلال ذلك الاتفاق الذي وقعنا عليه للتغلب على المشكلات وتحقيق الفوائد المشتركة. وأضاف الرئيس، "فلنعمل من أجل مواطنينا وذلك العمل يتجسد فى معانى الأخوة والتعاون وتبادل المصالح بين الدول". وتابع الرئيس: "أدعو نواب الشعب الأثيوبي إلى النظر لأبعد من ذلك للعمل مع أشقائكم فى مصر ودول حوض النيل كافة لتجاوز الخلافات فى الاتفاقية الإطارية لمبادرة حوض النيل ولتلبي كافة احتياجات دول الحوض". وأشار إلى التحديات التى تواجهنا فى حوض النيل أو فى أفريقيا عديدة ما بين الفقر والبطالة وسوء استخدام إدارة الموارد والإرهاب البغيض الذي يتربص بنا ومكافحته، فضلا عن تفشي الأمراض والأوبئة وتدهور البيئة والتصحر. وأكد السيسي، أن مصر واثيوبيا قطبان كبيران فى القارة يجب أن يعملا معا للتغلب على التحديات التى تواجههما وتستهدف شعوبنا. وتابع: "اسمحو لى ان اشير بصفة خاصة الى اكبر التحديات، إنه وباء الإرهاب الذي يقضي على نسيج المجتمعات ويتحدي سلطات الدول ما يتطلب معه جهود مقاومة الارهاب والتعاون على كافة المستويات الامنية والاجتماعية والسياسية والفكرية. وأضاف، الآن تتحقق مقولة "نكروما" ومصر تقف بكل عزم إلى جانب أثيوبيا لنعمل معا، وما أكده الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أن مصر تقف بقلب مفتوح ومفعم بالنية الصادقة ومستعدة أن تتحمل كل المسئوليات تجاه كافة دول القارة الأفريقية. وقال "لا يفوتني إلى أن أشير إلى ما ذكره الراحل "ميليس زيناوي" خلال زيارته للقاهرة، حينما قال أن نهر النيل هو الحبل السري الذي يربط بين مصر وأثيوبيا". وأكد الرئيس السيسي التزام مصر وحرصها على التعاون والمشاركة مع أثيوبيا، باعتبارهما أكبر دافع وضمان حتى تكلل الجهود بالنجاح، مضيفا أن مصر زاخرة بالإمكانيات والطاقات بجهود أبنائها، والانفتاح على العالم وعلى استعداد أن تستثمر مع أشقائها في أثيوبيا لتحقيق التنمية والمستقبل في مختلف المجالات لاسيما التي ينشدها المواطنين في القرى. واختتم كلمته قائلا: "أخيرا أؤكد لكم باسم الإنسانية التي تجمعنا وأخوتنا الإفريقية، أنني بينكم اليوم لنصنع مستقبلا واعدا لنا جميعا فلا سعادة لأحد على شقاء الآخرين، لنؤكد معا قيم نبيلة أراد الله أن ننشرها فيما بيننا وأن تكون دستورا لنا إعلاء لقيم الإنسان، وأن نساعد معا في إحياء نفوس بريئة، استنادا لقوله تعالى "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".