قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام البرلمان الإثيوبي، إنه موجود بينهم "لنكسب معا ونصنع مستقبلا مزدهرا لنا جميعا، فلا سعادة لأحد بشقاء الآخرين، ونقر حقوق شعبينا بتحمل المسؤولية، ولنساعد في إحياء نفوس برئية، مصداقا لقول الله تعالى «من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا»". وأضاف السيسي في كلمته: "إنها لحظة تاريخية فارقة تلك التي أقف فيها أمام بيت الشعب الإثيوبي، لأحمل لكم رسالة أخوة ومحبة وأياد ممدودة للخير من الشعب المصري، وأن مصر الزاخرة بالموارد والطاقات على استعداد لاستثمار كل طاقاتها مع أشقائها في إثيوبيا". ودعا الشعب الإثيوبي لفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين، مؤكدًا: "نحن بحاجة إلى بناء جسور الثقة". وأوضح السيسي: "أدعوكم لكي نضع ركائز لمستقبل أفضل لأبنائنا وأحفادنا، ولمستقبل يضمن العيش الكريم لشعبينا"، مشيرًا إلى أن مسؤولية بناء أواصر الثقة تقع على عاتق المثقفين والسياسيين لأنهم قادة الرأي والفكر". وأكد أن "اتفاق المبادئ (بشأن سد النهضة) يدفعنا لاستغلال القواسم المشتركة بين مصر وإثيوبيا والسودان وجنوب السودان في إطار حوض النيل الشرقي، التي تؤهل هذه الدول للبناء على الاتفاق الذي وقعنا عليه للتغلب على المشكلات وتحقيق الفوائد المتبادلة من أجل المواطنين، ونقدم لأبناء قارتنا نموذجًا يتبنى مبادئ التعاون والانصاف وتبادل المصالح". كما دعا الرئيس السيسي، الجانب الإثيوبي للنظر إلى ما هو أبعد من ذلك، قائلا: "أدعوكم إلى العمل مع أشقائكم في مصر لبناء توافق أشمل وأوسع فيما بيينا يسمح بتجاوز الخلافات بما يمكنا من مواجهة التحديات التي تواجهنا سواء في حوض النيل أو إفريقيا، وفي جبهات واسعة فيما بين الفقر والبطالة وسوء استغلال الموارد والإرهاب والبطالة والجريمة المنظمة التي تتاجر بأبنائنا، فضلا عن تفشي الأمراض والاوبئة وتهديدات تغير المناخ وغيرها". وشدد السيسي على أنه "لا بديل عن مصر وإثيوبيا كقطبين رئيسين في القارة الإفريقية للتغلب على التحديات التي أصبحت تهدد شعوبنا"، موضحا أن "أبرز التحديات التي تواجه منطقتنا هو وباء الإرهاب الذي يحصد الأرواح ويقسم المجتمعات، وأن مواجهته عمل جماعي، وإن لم نعمل فلن يأمن أحد من شره". وأضاف، أنه "على مدى التاريخ تأكد الارتباط بين مصر ونهر النيل فقامت حضارتها على ضفافه".