منذ سقوط البعث والنظام الصدامي البوليسي الذي تسلط على رقاب الشعب العراقي المقهور كما سلطت أمريكا البعض بل أغلب الرؤساء العرب ليكونوا الأذرع في المنطقة والمنفذين لما يشتهيه ( الشيطان الأكبر ) من سياسات بغضية تزرع الحقد والطائفية بين الشعب الواحد !!! وهذه التجارب اليوم في الربيع الأسود أكبر دليل قاطع على الخطط المعدة لاستعمار الشعوب العربية والإسلامية ! وهي وغرفها السوداء تخطط ! وكلما فشلت خطة أو أتت أوكلها تبعاتها بخطة آخرى تكمل ما بقي ! حتى جاء دور داعش الهجين المتطور والمعد أعداد جيد ليفتك بسرعة مذهلة ويعطي النتائج الكبيرة ! وقد وجد ضالته في العراق وهو يعاني بعد التحول من الفساد المالي والإداري وكذلك يعاني تدخل البلدان المتناحرة على أرضه ! حتى استمرت السنوات تلو السنوات وأهله يحصدون بطائفية مقيتة ترجمت على الأرض قتل وتفجيرات وحرق وخطف كادت أن تجد الطريق لمسح العراق من الخارطة ! حتى قدمت داعش بعد أن شنت الحرب على الشقيقة سوريا وما صنعته بها عصابات الإجرام المدججه بالمال الخليجي والتركي ! لتزيح العراق من على خارطة التأثير والدور الأقليمي المؤثر في كل القضايا العربية والدولية ! فوجد داعش الحواضن له عند المناطق الغربية التي أثرت بها البلدان العربية والتركية والكردية الحالمة بسقوط حكومة المركز الذي عطل لها الكثير من المشاريع التوسعية ! وما زاد الطين بلة السياسيون في البرلمان الذين كانت لهم مواقف مدافعة عن داعش بشكل وآخر ! مما أدى إلى إضعاف المؤسسة الأمنية المخترقة سلفا من داعش والقاعدة تحت تأثير المال والخيانة ! فبات التصدي شيء محال والحامي هو السارق والحرامي ! حتى وصل الأمر لتسلم ثاني أكبر محافظة عراقية بعد بغداد ( الموصل ) ليد داعش تسليم يد بعد خيانة المجلس والمحافظ الذي أرتبط بأجندة داعش وكانت هذه العملية هزة قوية للحكومة العراقية التي أصابتها الصدمة والذهول وأربك الوضع جدا ولم تجد الحكومة التفسير المقنع والإعلام العربي المعادي يؤجج وينفخ بداعش التي يتعاظم شأنها كل دقيقة وأخذ الإعلام من العراقيين مأخذ خطر !!! وهنا توجهت الأمور إلى المرجعية الدينية في حاضرة العلم والعلماء والتي كانت ترعى العملية السياسية في العراق وتقف من كل المكونات السياسية بمسافة واحدة وخاصة آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله ! فأصدر المرجع فتواه الشجاعة والحكيمة والتي كانت مفصلة فقط على قتال داعش دونما يتضرر منها الأبرياء من السنة والشيعة والتي عرفت بفتوى "الجهاد الكفائي" ! وهي فتوى رحب بها الكثير من عقلاء السنة ممن يريدون الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا ! فتوجهت الحشود المليونية إلى ساحات التدريب حتى غصت المعسكرات بهم ولم يستطع جهد الحكومة بكل قواه استيعاب الأعداد المتطوعة بدون أي راتب أو مخصصات ! والحشود لبت نداء الدفاع عن العراق والمقدسات لينعدم فيها العنصر الخائن أو الجبان ومن هنا حققت كل هذه ألأنتصارات ! وها هي اليوم تقف في معركة تحرير تكريت التي أشترك بها مقاتلو الحشد الشعبي وأبناء العشائر السنية، سدا منيعا يقاتل الشيعي ابن الجنوب جنبا إلى جنب مع أخيه السني ابن الغربية دفاعا عن العرض والأرض وقد أختلطت الدماء بلوحة من فداء ووفاء لأرض العراق ! هذا تمام الحقيقة التي أراد الأعداء تشويهها في عيون من لا يعلمها ،،،