مدعوما بفوز حليفه اليونانى "سيريزا" بالانتخابات البرلمانية اليونانية، ينظم حزب "بوديموس" الإسبانى، اليوم السبت، مسيرة حاشدة فى مدريد تحت شعار "مسيرة التغيير"، لإثبات شعبيته فى الشارع الإسبانى. وأعلن الحزب، على صفحته على موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك"، أن يوم 31 يناير سيكون بمثابة اليوم الذى يجد فيه المواطنون الأسبان الأمل والكرامة التى فقدوها فى السنوات الماضية . وأعلن انيجو ايريخون، نائب رئيس حزب بوديموس، أنه تلقى تأكيدا بحضور 260 حافلة مزدحمة للمشاركة فى المسيرة فى مدريد. ويرى المحللون أن هذه المسيرة وتوقيتها هو إستعراض قوة من جانب "بوديموس"، الذى يعنى بالعربية "نستطيع"، خاصة بعد صعود سيريزا، الحزب الشبيه ببوديموس فى اليونان، على قمة الهرم السياسى اليونانى. وفى هذا الإطار، يقول خوزيه بابلو فيرانديز، نائب رئيس معهد "متروسكوبيا" لإستطلاعات الرأى، أن بوديموس حددت للمسيرة 900 متر وصولا إلى ميدان "بويرتا ديل سول"، معربا عن إعتقاده أنه سيسهل عليهم الوصول إلى هدفهم بتصدر صورة الميدان ممتلئا بالمتظاهرين فى صحف غد الأحد. ويهدف بوديموس، الذى فاز بخمسة مقاعد فى إنتخابات البرلمان الأوروبى، إلى إثبات أنه مرشح جاد فى الإنتخابات المحلية المقررة فى أسبانيا فى شهر مايو القادم، بالإضافة إلى الإنتخابات العامة التى ستجرى فى نوفمبر القادم. وبعد عام من تأسيسه، تشير إستطلاعات الرأى إلى أن بوديموس سيحصل على 20 إلى 30 فى المائة من أصوات الناخبين، وهى نفس النسبة التى يمكن للحزبين الكبيرين فى أسبانيا (الحزب الشعبى اليمينى والحزب الإشتراكى)، اللذان يتقاسمان السلطة منذ عام 1982. ويدعو بوديموس إلى وضع نهاية لسياسات التقشف المفروضة على الأسبان من قبل المفوضية الأوروبية والبنك المركزى الأوروبى وصندوق النقد الدولى، مع مراجعة جدولة الديون الأسبانية. ويرى محللو مؤسسة "كابيتال ايكونوميكس" أنه مع إرتفاع معدلات البطالة فى أسبانيا، والتى تتجاوز 23%، فإن حظوظ حصول بوديموس على تأييد الأسبان ستكون عالية، محذرين فى نفس الوقت من أن هذا الحزب يمثل الخطر الأكبر على سياسات التقشف. فى ذات الوقت، حسبما يرى خوزيه بابلو فيرانديز، فإن إعتماد رئيس الوزراء الأسبانى، ماريانو راخوى،زعيم الحزب الشعبى اليمينى، على حجة نجاح خطط التقشف فى إستعادة الإقتصاد الأسبانى لمعدلات نمو إيجابية، والخوف من المجهول، لا يلقى صدى لدى الناخب الأسبانى، خاصة فى قطاعات الشباب الذين يرغبون فى وضع حد لنظام الحزبين. وعلى الرغم من أنه تأسس قبل عام، إلا أن حزب بوديموس لم يظهر من عدم، فهو الوريث الشرعى لحركة "الساخطين" ومظاهراتهم التى ملأت ميادين مدريد وبرشلونة فى عام 2011. أما زعيم الحزب، بابلو اجليسياس، فلم يتعد 38 عاما، فهو أحد زعماء حركة ساخطين، ويعمل مدرسا للعلوم السياسية، كما أنه ناشط معروف فى الحركات المضادة للعولمة.