كشف قائد للجيش السوري الحر بمنطقة القلمون السورية المحاذية للبنان أن عدد عناصر "داعش" في المنطقة بلغ نحو 1000 عنصر والنصرة نحو 600 عنصر"، ولم يستبعد محاولة "داعش" دخول لبنان قائلا: "احتمال حدوث ذلك كبير، لكننا لا نعلم مخطّطتهم" وقال القياديّ بالجيش الحر في القلمون، الذي رفض الكشف عن اسمه لصحيفة "النهار" اللبنانية إن هناك حساسية كبيرة بين داعش والنصرة في الجرود (المناطق الجبلية الجرداء بسوريا المحاذية للبنان) واحتمال القتال بينهما كبير، ويبدو أن هذا الامر بات قريباً". وأضاف : "الواقع يظهر أن "داعش" هي الأقوى الآن، لكن السؤال هل من بايع "داعش" في الفترة الاخيرة ثابت أم أقدم على ذلك من أجل المصلحة؟".. واصفا إمكانية مبايعة أبو مالك الشامي زعيم النصرة لداعش ب"المستحيلة"، موضحا: "عرضوا عليه ذلك سابقاً لكنه رفض". وأشار إلى أنه يقود اليوم "داعش" في الجرود، مسئولها الشرعي هناك ابو الوليد المقدسي بدلاً من ابي عبد السلام السوري، مؤكدا وجود اللبنانيين في الجرود مع داعش والنصرة، لكن ليس مع الجيش الحر، الذي يُعتبر الحلقة الأضعف في الجرود، ولا أحد يلجأ إليه"، كاشفاً عن "وجود خلايا تابعة للنصرة وداعش في عرسال تقوم بخطف من تريد". وذكرت "النهار"،أن العقيد في "الجيش السوري الحر" عبد الرفاعي الذي أطلق الأمن العام اللبناني سراحه مازال مقيّداً في حركته في عرسال، بسبب تهديدات بتصفيته، خصوصًا في ظلّ عمليات الخطف التي تنشط في البلدة من دون أي حسيب أو رقيب. وقال الرفاعي ل"النهار": "أراد الأمن اللبناني معرفة علاقتي ب"جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية"، وعما إذا كنت شاركت في معركة عرسال، أو إذا كان لديّ أي مخططات داخل لبنان، أما موضوع عدم وجود الأوراق الثبوتية فكان التطرّق إليه في شكل ثانوي". وربط المحللون في لبنان احتجاز الرفاعي وإطلاق سبيله بالعسكريين المخطوفين لدى "النصرة" و"الدولة الإسلامية"، إلا أن الرفاعي ينفي ذلك، ويضيف: "لكني سئلت عن إمكانية المساعدة في إعادة العسكريين، وعرض امكانية حلّ قضية أسير "حزب الله" عماد عياد"، وتوقف عند هذه القضية، واصفاً ما فعله الحزب لتحرير أسيره ب"السيّء"، إذ أقدم الحزب على اعتقال أطفال ونساء أحد أفراد الجيش الحرّ "العمدة"، فتمت مبادلة الأسير بهم، كما سلّمونا سوريين اثنين لم يكونا ضمن الاتفاق، أحدهما من حمص لا نعرفه والثاني شيخ كبير بالسنّ من يبرود، وذلك في جرود عسال الورد". ولفت الرفاعي إلى أنه خلال فترة غيابه اختلفت حال الجرود "180 درجة".. وقال: "حدثت تغييرات كثيرة، ودخل قادة من الدولة الإسلامية إلى الجرود وحصلت مبايعات كثيرة، تحديداً في جرود قارة وجرجير (مناطق سورية قرب الحدود اللبنانية) التي تعتبر منطقة عسكرية لداعش والمتواجد هناك إما يُبايعهم او يسلّم سلاحه ويرحل. في المقابل تحاول النصرة أن تزيد من قوّتها في مناطقها في فليطة والمعرة وعسال الورد (مناطق سورية متاخمة للبنان)". وردا على سؤال: هل لا يزال هناك "جيش سوري حر"؟ .. أجاب: "هناك نحو 700 عنصر في الجرود لكنهم في حال تخوّف، ولم تعد غالبية الفصائل تعلم إلى أي جهة تنتمي، أم تبقى على وضعها الحالي. ونحاول تعديل اوضاعهم، وحالياً امامهم ثلاثة خيارات إما الانضمام الى النصرة أو الدولة الإسلامية او الرحيل، وهناك عدد كبير بايع داعش وكثيرون سيرحلون باتجاه القلمون الشرقي". وأشار إلى أنه منذ إغلاق الممرات باتجاه عرسال والدعم مقطوع على الجميع، لكنه لفت إلى أن المتضرّر الأكبر من فصل عرسال عن الجرود هو "الجيش السوري الحر"، الذي كان يعتمد بشكل أساسي في غذائه على عرسال، و "داعش" و"النصرة" لديهم طرقهم الخاصة للحصول على الامداد، ونحن حالياً لا نستطيع تأمين ربطة خبز واحدة لشبابنا هناك". وأكد الرفاعي أنه لن يرفع السلاح ضد أيّ فصيل في الجرود مهما كان تكوينه، قائلا: "حالياً معركتنا مع عدونا الأساسي النظام السوري ونشترك مع كلّ المكونات في الجرود ضدّ النظام، ونتمنّى ألاّ نصل الى ان يرفع السلاح أحدنا على الآخر". وأشار إلى أن العاصفة "زينا" مرت على الجرود، مغلقة كل المنافذ، مؤكدا أن "الجيش الحر أكثر المتضررين هناك، فمن هم في جرد رأس المعرة وصولاً إلى عسال الورد محاصرون بالثلوج ولا يوجد طريق إليهم". إذاً كيف يمضي هؤلاء أيامهم؟ وأوضح الرفاعي أن "المقاتلين في الجرود يخزّنون الغذاء قبل العاصفة وقبل الشتاء لتلبية حاجتهم لفترة معينة من الزمن، لكنها بدأت تنفد لديهم.. أما الوقود فهناك محطات وقود في جرود عرسال يستخدمها المقاتلون، وهي بعيدة عن مواقع الجيش اللبناني". وانتقد منع إيصال الخبز إلى الجيش السوري الحر، قائلا: "الجيش الحر ينأى بنفسه عما جرى في لبنان أو عرسال،أنا رفضت ما جرى في عرسال، وعارضت أيّ تدخّل في لبنان، ومنعت أيّ فصيل تحت إمرتي من الاقتراب من لبنان أو المشاركة في معركة عرسال، لأن الجيش اللبناني ليس عدوّنا ونحن نريد الحفاظ على أمن اللاجئين في لبنان، أما حزب الله فنحن نقاتله لأنه يقاتلنا في الاراضي السورية.