حذرت صحيفة السفير اللبنانية من أن تنظيم داعش يزداد قوة في منطقة جبال القلمون السورية المحاذية للبنان ويوسع انتشاره قرب الحدود اللبنانية،لافتة إلى أنه نشر صورا لمقاتليه وهم يحملون صواريخ تاو الأمريكية المضادة للدبابات. وقالت الصحيفة إن تنظيم داعش لا يخفي حجم القوة المضافة التي حصل عليها في القلمون نتيجة البيعات المتتالية من بعض فصائل الجيش السوري الحر ،أو تلك التي جلبها لنفسه بعد استيلائه على مستودعات أسلحة لفصائل إسلامية أخرى،بل على العكس، بات التنظيم يحاول إبراز عناصر قوته المتزايدة، سواء إعلاميا،من خلال تزايد نشاط مكتبه الإعلامي في ولاية دمشق بعد انقطاع دام أسابيع عدة، أو عسكريا من خلال سعيه إلى نشر المزيد من عناصره في جرود منطقة القلمون وتلالها ووديانها، ومؤخرا قيامه بنصب حواجز على بعض الطرق بهدف المراقبة والتفتيش. وأشارت إلى أن هذه التحركات تأتي بالتزامن مع الخطاب التصعيدي الذي حمله معه المسئول الشرعي الجديد لداعش أبو الوليد المقدسي تجاه الفصائل الأخرى،ومن بينها جبهة النصرة التي اتهمها بالردة والخيانة،وبالتالي فالرسالة واضحة، وهي القول للجميع إن التصعيد الخطابي ليس مجرد كلام في الهواء،وإنما وراؤه قوة عسكرية قابلة للترجمة على الأرض. وأضافت غير أن الرسالة الأهم موجهة إلى الجيش السوري وحزب الله بأن المواجهة معهما مجددا في هذه المنطقة لم تعد بعيدة وكان من اللافت للانتباه الإعلان أمس عن تمكن بعض عناصر داعش من الوصول إلى جرود بلدة فليطة السورية القريبة من الحدود اللبنانية،وذلك في محاولة لتنفيذ عملية انغماسية عملية اقتحام شبه انتحارية ضد مقاتلي حزب الله ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وذكرت الصحيفة أنه غداة هذه الاشتباكات، نفذ الجيش السوري كمينا محكما، أمس، استهدف موكبا لعدد من قادة المجموعات المسلحة في جرود عسال الورد بالقلمون، وأفادت معلومات مصادر مقربة من حزب الله بأن بين القتلى قيادات من الصف الأول وبحسب مصدر أمني متابع، فإن مجموعات من الحر و النصرة تابعة للقطاع الغربي في القلمون، هاجمت، أمس،نقاطا عسكرية للمراقبة تابعة للجيش السوري وحزب الله في جرود عسال الورد، إلا أنها وقعت في كمين نصبه الجيش السوري الذي استخدم قوة نارية صاروخية موجهة ومدفعية، وتدخلت المروحيات ما أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف المهاجمين. وتردد أن بين القتلى شخصا يدعى محمد الحسيني لقبه زيكو وهو معروف بأنه أحد خبراء تفخيخ السيارات، وشخصا آخر يدعى محمود خلوف لقبه دحام وهو قائد ميداني شارك منذ ثلاثة أشهر بالهجوم على بلدة عسال الورد وفقا للصحيفة وجه تنظيم داعش رسالة أخرى قد تكون أكثر أهمية وخطورة، عبر نشر مكتبه الإعلامي في ولاية دمشق صورة لأحد عناصره وهو يستخدم صاروخ تاو الأمريكي الصنع المضاد للدروع خلال معركة نشبت مع مجموعة تابعة لجيش الإسلام في محيط مدينة القريتين التي تتبع ولاية دمشق قاطع القلمون بحسب التقسيمات الخاصة بداعش الأمر الذي يعني أن صواريخ تاو أصبحت ضمن ترسانة التنظيم في القلمون، وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن التنظيم يركز جهوده العسكرية في منطقة القلمون لدرجة أنه يستخدم فيها أسلحة لم يسبق له الإعلان عن امتلاكه لها، حتى أنه لم يستخدمها في بعض المعارك التي خسر فيها مثل معركة جرف الصخر في العراق. على صعيد آخر نفى مصدر مقرب من حزب الله ما أعلنته مجموعات سورية مسلحة تدعى لواء الغرباء عن وجود أسرى للحزب لديها وقال كل ما يثار في بعض وسائل التواصل مجرد إشاعات لا قيمة لها. وفي عرسال أكد مصدر عسكري لبناني لصحيفة السفير أنه لا تراجع عن قرار التشدد والتضييق على المجموعات الإرهابية ولا تراجع عن قرار ضرورة الحصول على تصريح من مخابرات الجيش للانتقال بين عرسال وجرودها، وذلك تعليقا على إعلان رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن الجيش اللبناني تراجع عن مطلب نيل تصاريح المرور.