-سوق التونسي قبلة راغبي الزواج من الطبقات الفقيرة -غرفة النوم بألفي جنيه والأطفال بألف جنيه والمعيشة بحوالي 800 جنيه -"محمد وصفاء" اشتروا الأثاث لمنزل الزوجية بحوالي 10 آلاف جنيه -"أم أحمد" تساعد إبنتها بشراء سرير مستعمل للزواج بمبلغ ألف جنيه -تجار التونسي: عمر السوق يزيد عن 20 عاما.. وهو قبلة العائلات الريفية -التجار: نرفض النقل إلى 15 مايو - محافظة القاهرة: 134 سوقا عشوائيا بمحافظة القاهرة -نقل السوق لمدينة 15 مايو على مساحة 15 فدانا لاستيعاب 115 ألف عامل بتكلفة 140 مليونا جمع بينهما القدر، فهما من محافظتين مختلفتين ولكن "زواج الصالونات" كان وراء ذلك، (محمد وصفاء) شابان في مقتبل عمرهما، قررا الزواج وبدأ الحياة سويا، ولكن أسعار الأثات ومستلزمات الزواج كان فوق طاقتهما، فهما لا يملكان مبلغ 20 ألف جنيه لغرفة النوم ونصف المبلغ لغرفة الاطفال وبضعة آلاف للمطبخ وغرفة المعيشة ومثلهما لمستلزمات المطبخ وأطقم دورة المياه. فكرا سويا ً فخطبتهما مر عليها عامين ولم يملكا سوى مبلغ بسيط لتشطيب شقة الزوجية، ولم يعد لديهم ما يكفي لشراء الاثاث، أشار عليهما الاهل بالذهاب لسوق "التونسي" بالسيدة عائشة حيث يتواجد أكم عدد من تجار الاثاث المستعمل الذي يمكن أن يتم طلائه ليصلح لمنزل الزوجية. لم يتوقف الخطيبان أمام مشكلة أن الاثاث مستعمل، أو فكرة التشاؤم من الزواج بشراء أثاث مستعمل، ورأي أن المشكلة الكبري التى تواجهما هى أن يفشل الزواج بسبب عدم القدرة على تجهيز شقة الزوجية. جاء "محمد وصفاء" من محافظة القليوبية قادمين لسوق "التونسي" وبالفعل تعاقدا على لشراء غرفة نوم بألفي جنيه، وغرفة للاطفال بألف جنيه وطقم حمام بحوالي 300 جنيه وغرفة معيشة بالفي جنيه ومطبخ بسعر لا يتعدي 800 جنيه، وقاموا بدفع مبلغ كمقدم للموبيليا، لحين جلب عربة نقل لتوصيلها للشقة، على أن يقوم التاجر بطلاء الموبيليا قبل النقل. تحدث محمد ل"صدى البلد" قائلا : "لم أملك حق شراء الاثات، فحتى اتمكن من شراء أثاث لمنزل الزوجية لابد وان املك ما يقارب من 50 الف جنيه، ولهذا كان سوق التونسي مفتاح السحري بالنسبة لنا فعشرة آلاف جنيها كفيلة بتأسيس عش الزوجية بمختلف أركانه". ويتابع من امام كشك الموبيليا: "الاثاث حالته جيدة للغاية، ولكن من الافضل أن تصطحب معك نجار موبيليا عند الشراء حتى لا تنخدع بمظهر الاثاث، فربما تكون حالته سيئة والتاجر قام بطلائها من الخارج لإخفاء عيوبها عن الزبائن". وتتدخل في الحوار "ام احمد، سيدة خمسينية، جاءت لشراء سرير مستعمل قائلة: "ظروفنا المادية صعبة للغاية، فزوجي عامل بناء أجره لا يتعدى 50 جنيها يوميا ً، ولدى 5 بنات وجميعهن في سن الزواج، وابنتى الكبري ستتزوج قريبا وقررت مساعدتهم بشراء سرير الزواج، ولا يتعدى سعره بالسوق ألف جنيه، وإذا فكرت بشرائه من محلات الاثاث الحديثة فقد يتعدي سعره5 الاف جنيه، وغرفة نوم كاملة فقد يصل سعرها لعشرة الاف جنيه. "سوق السيدة عائشة او سوق التونسي" هو من الأسواق الشعبية التي تحمل طابعا خاصا وأهمية كبيرة لدى سكان القاهرة والجيزة، ذلك لانه يجمع كل السلع في مكان واحد من "الابرة حتى الصاروخ" التى تلزم تأسيس منزل الزوجية ، ويقع بالقرب من مدافن الامام الشافعي و يتوسطه كوبري التونسي. ويتميز هذا السوق عن الأسواق الأخرى بأسعاره التي لا تقارن بالأسعار في أي مكان آخر كما تباع. وقام "صدى البلد" بالاطلاع أكثر على أحوال الباعة ونوعية سلعهم واقبال الزبائن، والسوق مقسم لجزئين يفصلهما الكوبري، جانب لمستلزمات دورات المياة وأطقم المختلفة ويتواجد قرابة 200 فرشة، وأيضا ً يجاوزه تجار الاجهزة الكهربائية المستعملة والخردة والانتيكات، والجانب الاخر لتجار الاثاث المستعمل من غرف نوم للكبار والاطفال وغرف معيشة ومطابخ خشبية وبها حوالى 300 محل ويصل امتدادهم حتى محطة السكة الحديد. تحدث التجار "صدى البلد" عن أحوال السوق والتجار والبضائع ومدى الاقبال وموقف الجهات المسؤلة منهم، وبدأ محمد على "تاجر موبيليا" حديثه قائلا ً"سوق التونسي عمره يتعدى 20 عاما، وهو قبلة العائلات الريفية وراغبي الزواج، والذين لا يملكون المبالغ الباهضة لشراء الاثاث الجديد، ونحن بسوق التونسي نقوم بشراء الاثاث المستعمل من تجار الروبابيكا، ثم يتم إعادة تصليحها وطلائها مرة اخرى وعرضها من خلال السوق للزبائن". ويحكي: تعرض السوق لحريق قبل الثورة ادى لخسارتنا بضائعنا كاملة وتعدت خسارتى الخمسين ألف جنيه حينه ولم نحصل على تعويضات وطلب مننا المسئولين الموافقة على قرار النقل لمدينة 15 مايو، وهو ما رفضناه بشدة، فالسر وراء رخص الاثات بسوق التونسي هو وجودنا على مقربة من وسط القاهرة، فلا تكلفة للنقل وهناك سهولة في وصول الزبائن إلينا، اما أذا تم النقل فربما يرتفع الاسعار لاضعاف ماهى عليه". وعلى بعد امتار يجلس الحاج عبدالله عبدالستار، رجل خمسيني، لديه "فرشة" يعرض من خلالها غرف معيشة، حينما سألناه عن الاسعار أوضح لنا أنها تتراوح من ألفين جنيه ل 3 الاف جنيه، وأن اغلب المقبلين على الشراء من الطبقات الفقيرة والراغبين في الزواج، موضحا َ أن الاقبال مؤخرا ً ضعيف للغاية وان أوضاع البلاد أثرت على مدى الاقبال على الزواج وحركة الشراء بالسوق. وعلى الجانب الاخر من سوق التونسي عشرات المحلات تفترش أطقم دورات المياة مختلف أنواعها ومستلزماته وألوانه ويصف لنا مدحت نوار، تاجر قطع دورات مياة، بضائعه بانها فرز "ثالث" ويحصل عليها من بواقي مصانع السيراميك، لوجود عيوب صناعة بها. وتابع صاحب الفرشة: "بعض بضائع دورات المياة مستعملة والاقبال عليها ضعيف، ولكن يزيد الاقبال على فرز المصانع لانه غير مستعمل، وهناك فرق في الاسعار بين الاثنين، فطقم "الحمام" المستعمل لا يتعدى سعره 500 جنيه للقطعتين، اما الفرز فقد يصل سعره ألف جنيه كاملا ً (ثلاث قطع)". واستمرت جولتنا داخل السوق، فكما يتواجد الاثات، لا يخلو أيضا من تجار الروبابيكا والانتيكات، التى يؤكد البعض أن بعضها مسروق وأن تجارها "لصوص" وهو ما أكده لنا تاجر الاجهزة الكهربائية، أن بعض تجار الاجهزة والانتيكات يحصلون على بضائعهم من لصوص، وأنه يعرض عليه اجهزة "مبلولة" أى مسروقة ولكنه يرفض. ويكمل "الحاج مسعد" تاجر الاجهزة الكهربائية، اسعار الاجهزة رخيصة فالثلاجة لا يتعدى سعرها 500 جنيه وكذلك الغسالة، اما جهاز التلفاز فيصل سعرة ما بين 300 جنيه و500 جنيه، واغلب تلك الاجهزة مستعملة وأحيانا أقوم بتصليح التالف منها قبل قبل البيع. جدير بالذكر محافظة القاهرة وهيئة التخطيط وضعوا خطة القومية لتطوير الأسواق العشوائية والتي بلغ عدد الأسواق العشوائية عدد 1099 سوقا عشوائية تحتوي على عدد 305,592 وحدة بيع، ويوجد بالقاهرة وحدها فبها حوالي 143 سوقا"، ومنها سوق التونسي والذي من المقرر نقله لمدينه 15 مايو على مساعة 15 فدانا لاستعاب 115 ألف عامل ، والسوق يضم 800 محل بمساحات مختلفة من 6 أمتار مربع إلى 50 مترا مربع، بالإضافة إلى سوق اليوم الواحد للعرض المكشوف المسطح حوالى 6000 متر مربع لاستيعاب ألف بائع ومزود بكافة الخدمات من مبنى إدارة للسوق ومبانى الشرطة والإسعاف والمطافى وخزان حريق ومواقف لسيارات السرفيس والأتوبيس ودورات مياه وكافيتريات، وقد بدأ العمل منذ عام 2010م، بتكلفة تصل لنحو 140 مليون جنيه. تكلفة مشروع النقل حوالى 140 مليون جنيه وتوقف لمشاكل في الاعتمادات المالية. وبرر المسئولون الهدف من النقل إلى ما شكله السوق من تهديد بسبب الحوادث التي وقعت في الآونة الأخيرة بسوق التونسي عديدة، حيث شهد السوق حريقين متتاليين في عام واحد، أولهما عندما اشتعلت شرارة من قضبان السكك الحديدية أثناء عبور قطار بالمنطقة ليلا ونتج عنه شرارة أمسكت بالبضائع داخل السوق، والتهمت النيران جزءا منه، وبعدها وقع حريق آخر عندما قام أحد أصحاب الأكشاك بإشعال موقد بوتاجاز لعمل كوب شاي ليلا الذي انفجر مما نتج عنه امتداد النيران لأجزاء من السوق، واشتعال البضائع وفي يونيو 2010 اشتعلت سيارة أعلي كوبري التونسي وسقطت مشتعلة في السوق بعدما اصطدمت بسور الكوبري. وبرغم تلك الكوارث وصدور قرار إزالة للسوق عام 2008، إلا ان قرار الازالة ومشروع النقل متوقف بسبب مشاكل في الاعتمادات المالية، طبقا ً لتصريحات المسئولين، وايضا ً بسبب موقف التجار من قرار النقل ورفضلهم لفكرة النقل لمنطقة 15 مايو.