"سوق الجمعة" التونسي بمنطقة السيدة عائشة بالقاهرة أحد الساحات الشهيرة لبيع منتجات الخردة والروبابيكا ويلجأ إليه الكثير من الزبائن من كافة المحافظات للحصول علي احتياجاتهم التي اشتهرت به السوق خاصة وأنه يوجد به جميع المنتجات التي تخطر علي بال المستهلكين من "الأبرة للصاروخ". أكد التجار انه منذ تعرض السوق للحريق الهائل منذ عدة سنوات والذي اتي علي كافة محتوياته كبدهم خسائر فادحة وضاعت أحلامهم في تعويض جزء منها بسبب الركود الشديد في حركة البيع بالاضافة محاولات الحكومة إلي نقلهم إلي مكان آخر بمنطقة 15 مايو والذي يرفضونه بشدة مشددين علي ضرورة تملكهم للمحلات التي شيدوها مقابل دفع رسوم لها. يقول ممدوح فرج - تاجر خردوات: ان السوق الآن يعاني من تردي الحالة الاقتصادية الأمر الذي اثر علي حركة البيع والشراء مشيراً إلي ان سوق التونسي "الجمعة" هو متخصص في بيع منتجات الروبابيكا والخردوات والعصافير والبضائع التي نحصل عليها من خلال المزادات والسريحة لافتاً إلي انه يتوافر لدي السوق جميع المنتجات التي يحتاجها البيت من "الأبرة للصاروخ" وكل شخص حسب استخدامه. أشار إلي ان الحريق الذي شب في السوق منذ عدة سنوات كبد الكثير من التجار خسائر فادحة ولم يحصلوا علي أي تعويضات من الحكومة جراء ذلك كما اننا نعاني من آثاره حتي الآن لاسيما وان الناس لديهم بضائع بملايين الجنيهات اتحرقت في هذه الحادثة وفشلوا في تعويضها. ثابت وهبة - تاجر - يقول: ان كل البضائع الموجودة قديمة من موبيليا وسيراميك ومستلزمات البيوت والانتيكات وقطع غيار السيارات وغيرها مشيراً إلي ان السوق يظل يعمل طوال الأسبوع الا ان هناك ركوداً شديداً في حركة البيع في ظل ضعف القدرة الاقتصادية للمواطنين لافتاً إلي انه يحصل علي المنتجات من خلال المزادات. محمد محمود - تاجر موبيليا - يقول انه يعرض كافة المنتجات من الموبيليا سواء للمنتجات خاصة الشعبية منها والتي تناسب شريحة من الشعب لافتاً إلي ان السرير يباع بسعر يتراوح من 120 وحتي 500 جنيه والدولاب الصاج يباع بسعر من 200 جنيه والخشب ب 150 جنيهاً وحتي سعر تراوح من 400 و500 جنيه مشيراً إلي ان سوق الجمعة هو أحد أشهر الأسواق الكائنة بمنطقة السيدة عائشة ويرتاده المواطنون بجميع الطبقات لافتاً إلي ان العمود الفقري للسوق هم التجار الذين يأتون من الاقاليم الذين يشترون بضائع ويقومون بإعادة بيعها بالأسواق في محافظاتهم. يقول محمد رمضان - تاجر -: ان السوق بعد الحريق لم يسأل عنه المسئولون ولم نحصل علي أي تعويضات بعد الخسائر التي تكبدنها مؤخراً ولازال آثارها ممتدة حتي الآن. يقول عبدالله أحمد: ان غالبية التجار لا يستطيع توفير قوت يومهم لافتاً إلي انه لديه 8 أبناء منهم 6 بنات لافتاً إلي ان المظاهرات المستمرة اضرت بنا بصورة كبيرة خاصة وانها تأتي يوم الجمعة الأمر الذي أثر علي قدوم رواد السوق من الاقاليم مشيراً إلي ان الحاجة الملحة للمال هي التي أجبرته علي الرضاء ببيع بعض الخردوات بالسوق مشيراً إلي انه غير قادر علي ايجاد أي مصدر رزق مشيراً إلي انه في بعض الأوقات يظل يعمل طوال 20 يوماً متتالياً ولا يدخل جيبه أي أموال. أوضح ان الغسالات تباع بسعر تتراوح من 80 وحتي 120 جنيها والتليفزيون يباع بسعر تراوح من 20 و50 جنيهاً والثلاجة تباع بسعر تراوح من 50 و150 جنيهاً لافتاً إلي وجود بعض مواتير السيارات ومستلزماتها. اضاف ان الحال قبل الثورة كان أفضل من بعدها لاسيما في ظل وجود مقومات للدولة وليست الفوضي التي نشهدها اليوم في المقابل هناك غلابة كثيرون لا يدخل جيوبهم سوي بضعة جنيهات طوال الشهر. حسن مسل - بائع أبواب - يقول: ان الأبواب الحديدية كان عليها إقبال كبير بعد الثورة في ظل الانفلات الأمني التي شهدته البلاد الا ان حالياً الوضع صعب للغاية ولا يوجد حركة في السوق ولا بيع ولا شراء مع تدهور القدرة الشرائية للموطنين مشيراً إلي ان الأبواب الجديدة تباع بسعر 500 جنيه يحصل منها علي 50 جنيهاً مكسب من كل باب. ويري محمد يحيي ومحمد جمال تجار سيراميك ان الناس لديهم تخوف شديد من نزول السوق يوم الجمعة بسبب المظاهرات وانتشار أعمال البلطجة لافتاً إلي انه يتوافر لدي السوق جميع أنواع السيراميك ذات الجودة العالية للأنواع الشعبية مؤكدين علي ان الفرز الأول يباع بسعر 25 جنيهاً للمتر والثاني ب 22 جنيهاً للمتر والثالث ب 20 جنيهاً والأحواض تباع بسعر 50 جنيهاً والقاعدة والصندوق تباع بسعر 180 جنيهاً. يطالب التجار الحكومة بتمليكهم للمحلات التي شيدوها ويكون لهم مكان ثابت وفي المقابل لديهم استعداد لدفع الضرائب والرسوم والتأمينات وغيرها من الاجراءات الحكومية من أجل الحصول علي صفة الرسمية في البيع. يقول كل من محمد يوسف وعلي محمد: ان أزمة السولار والدولار اضافت إلي اعبائهما عبئاً جديدا متمثل في رفع تكلفة النقل الأمر انعكس علي ارتفاع أسعار المنتجات خاصة الالوميتال والاكسسوارات التي يتم استيرادها من الصين بمعدل حوالي 40%. المح ان التجار يرفضون قرار الحكومة بنقلهم إلي سوق آخر بمدينة 15 مايو في منطقة جبلية لاسيما وانها غير مؤمنة تماماً وهناك بعض الأشخاص يفرضون اتاوات عليهم بجانب بعد المسافة مما يصعب علي الزبون الوصول إليها مطالبين الحكومة بضرورة التطوير وليس التهجير. يقول سيف خالد - تاجر -: انه سافر إلي ايطاليا لمدة 6 سنوات بطريقة غير شرعية بحثاً عن الرزق بعدما ضاقت به السبل في بلده لافتاً إلي انه كان يعمل مهندس تركيبات واضطر إلي مغادرة ايطاليا والعودة إلي مصر من أجل أسرته وأولاده مشيراً إلي أنه نادم علي العودة خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور وغياب الأمن. حسين محمود يقول انه متواجد في السوق منذ 16 عاماً ولا أجد مأوي لي وأنام في الشارع متحملاً كافة الظروف الصعبة مشيراً إلي انه مكبل بالديون والشيكات ولم يحصل علي تعويضات بعد حادثة الحريق.