(ثورة 25يناير – 30 يونيو فريدة بين الثورات الكبري في تاريخ الانسانية) هذه العبارة مذكورة في دباجة المقدمة لدستور جمهورية مصر العربية نصاً والذي تم الإقتراع عليه وخرج إلي العلن بأغلبية الأصوات ؛ لم يخرج السيسي عن هذا النص وفي كل فرصة يذكر 25 يناير بالثورة المجيدة وفي أكثر من خطاب تطرق لها ولأهدافها ؛ السيد وزير التربية والتعليم في الأسبوع الماضي صرح أن الكتب المدرسية وبالأخص كتب التاريخ تتناول الفترة منذ قيام ثورة 25يناير حتي إنتخاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي. إذن بإعتراف الدستور ، والرئيس ، وكتاب التاريخ ، هناك ثورة حدثت في 25يناير ومثلها في 30 يونيو سواء إتفقنا أو إختلفنا علي ذلك. جميع الثورات في التاريخ ، نجحت كانت أو فشلت ، تباينت عليها ردود الفعل ، تقبلها البعض وأنكرها آخرون ، والإختلاف بطبيعة الحال أمر مرتبط بالبشر ، في مصر لازال الجدل يدور حول تعريف الثورة ومعايرها لإقناع البعض إن كانت يناير تدخل ضمن التعريف من عدمة ؛ في الواقع وعن نفسي لا أجد ما يتعارض مع حدوث الثورة وصولا إلي إستغلالها والتآمر عليها ، فهو أمر جلي للعين ، لكن كما قلت سابقا وسأظل أن هناك من يريد إستمرار هذا الجدل حتي لا نلتفت جيدا إلي مصر المستقبل بهذا الواقع المتوتر حتي الآن . بالأمس إستمعت إلي حديث مها بهنسي مع أحمد موسي في برنامج علي مسئوليتي ، وتابعت أصداء المكالمة علي مواقع التواصل الاجتماعي ، لم تصدمني كلماتها ولكن ما يصدمني إصرارها علي إنكار الواقع ، قد نختلف مع ثورة يناير وأنا من أوائل المختلفين مع مضامين كثيرة ، لكن لا أستطيع إنكار حدوثها ، ولايصح إختصار طموح أصحاب النوايا الطيبة راغبي الإصلاح وإن ضلوا الطريق أو إنساقوا عن غير قصد في نظرية المؤامرة ، وبنفس الفكر هناك من لايدرك أن البعض من حقة ان يختلف معه ومع فكرة بل ومع الثورة أيضا ، لكن الفارق بسيط ، يكمن في كيفية التعبير عن هذا الخلاف . مشكلتي مع مها بهنسي في المهنية وتكرار السقطات ، التي أضرت وجودها علي الساحة كمذيعة ، وأضرت واجهة الإعلام المصري حضاريا بالمثل ، لن أدّعي أني لا أستوعب أفكارها ، بالعكس فأنا ادرك تماما لماذا تفكر بهذا الشكل ، فأسباب وصولنا لهذه المرحلة كافية وشافية ، لكني بالفعل أرفض أن تكون شاشة مصرية مرتعا للعبث ، فعلي سبيل المثال أختلف جملة وتفصيلا مع علاء عبد الفتاح وأرفض كل أفكارة وألفاظة وأختلف مع كل من صنعوا منه بطلا بشكل أو آخر فهو لايستحق من وجهة نظري ، لكني أرفض بالمثل أن يظهر طرفي الحوار في البرنامج مطلقين إسم علياء ، فهذا الإسلوب جدير إستخدامة في "حارة مزنوقة" ، أولي بنا أن ندقق في الطريقة التي أسقط بها الإخوان نفسهم بنفسهم ، فهناك من يسير علي نفس الدرب وبنفس الإبداع. دور الإعلام المهني مختلف جملة وتفصيلا عن ما يحدث الأن ، فنحن لم نعد في حاجة للتحذير من الإخوان والجماعات الإرهابية ، فمن لن يميز بنفسه عناوين الأخبار ، والهجمات الغاشمة فلن يستطيع أن يميز أبدا ، أتمني أن يراقب كل إعلامي لغته ، فلايمكن مواجهة مواقف وألفاظ خارجة عن السياق من شخص مثل علاء بنفس المنهج وعلي شاشة مفتوحة لكل الأعمار ، متي يصبح الإعلام قدوة للشباب لتعديل السلوك ، وتعديل اللغة والأخلاقيات التي فقدناها بالكامل ، متي يصبح الإعلام عونا حقيقيا للمجتمع ؟ شيء غريب أن تفقد مذيعة ذكائها في التعامل مع القضايا المصيرية كتلك ، فهي تقضي علي مستقبلها تماما ، في كل كلمة تصدر منها في غير محل ، لم تقتنع مها بكلام الدستور ولا القانون ولا الرئيس ، فهل ستخبر أبنائها أن الكتاب المدرسي كاذب؟ أم ستبعثهم لدراسة تاريخ دولة أخري في مكان اخر يسمح لها بإنكار الحدث بالفعل؟ هل ستقول لأبنائها أن رئيس الجمهورية كاذب؟ يعتقد البعض أن عضوية النوادي السيساوية مشروطة بأن تكون ضد ثوة 25يناير، يا أعزائي فضلا إبحثوا عن كتاب بديل و لتعلموا أن صاحب النادي بنفسه معترف بالثورة المجيدة كما قال الكتاب.