بعد إعلان المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي إضافة اليوان الصيني إلى سلة عملات الاحتياطي العالمية المعتمدة، وهي الدولار واليورو والين والجنيه الاسترليني، من الممكن أن يشكل اليوان منافسة جديدة على الساحة، وأن يقدم خطوة مهمة لاشتراك الاقتصاد الصيني في النظام المالي العالمي. وسمح التأسيس الجديد للسعودية بشراء وارداتها من السلع والخدمات بالريال السعودي من الصين، مما يمهّد لتعزيز العلاقة التجارية بين البلدين مستقبلًا، على أن يكون الدولار خارجًا تمامًا من هذه التعاملات، ويلغى تداوله في علاقات البلدين. وكانت وزارة الخارجية الصينية أعلنت في 20 سبتمبر 2016 عن وجود مباحثات مع مصر بشأن مبادلة العملة، لتطبيق ذات النظام القائم بين بكين والرياض، وأن تتم المعاملات التجارية بينهما بعملتي اليوان والجنيه المصري. وفعلت الهيئة العامة لقناة السويس مؤخرًا القرار الخاص باستخدام اليوان الصيني ضمن سلة العملات التي يتم تحصيل رسوم العبور على أساسها بقناة السويس، وهو ما يعد إضافة تحمي إيرادات القناة من تقلبات أسعار صرف الدولار، خاصة في ظل عدم الاستقرار الذي يشهده الاقتصاد العالمي. وقال الدكتور سرحان سليمان، الخبير الاقتصادي: توجه مصر لإضافة عملة الصين إلى تعاملات قناة السويس يرجع لقيام الفريق مهاب مميش رئيس الهيئة بعمل جولة ترويجية لزيادة الحركة للقناة، من خلال إقرار تخفيضات لمرور السفن، بالإضافة إلى منح الصين ميزة أكثر لتحصيل رسوم مرورالسفن الصينية باليوان. وأوضح أن اقتراب السعودية نحو الصين باتفاق التبادل بينهما بالعملة الصينية لوجود حجم تجاري كبير بينهم، لافتًا إلى أن تبادل العملة الصينية مع السعودية وتحصيل رسوم مرور السفن الصينية باليوان لن يقلل من أزمة الدولار الموجودة؛ لأن الدول العربية لا تستطيع أن تلغي التعامل بالدولار لاستيراد معظم الاحتياجات به، خاصة أن الولاياتالمتحدة تنتج نصف السلع، وأغلب دول العالم تربط عملاتها بالدولار، كما أن الصين نفسها مربوطة بالدولار، وبالتالي العملة الخضراء ستظل مسيطرة عالميًّا. وأكد الدكتور مصطفى النشرتي، أستاذ التمويل والاستثمار بكلية الإدارة جامعة مصر الدولية، أن إضافة اليوان وقبوله من السفن الصينية التي تمر عبر قناة السويس لن يكون له تأثير، ولن يحد من أزمة الدولار الموجودة حاليًّا؛ لأن الاستيراد المصري يتم بوحدة حقوق خاصة، ويتم تحويل هذه القيمة من الدولار إلى العملة الصينية. وأوضح أنه بعد النمو الصيني، وافق صندوق النقد الدولي على انضمام عملة الصين لتكون ضمن الخمس عملات الصعبة عالميًّا؛ لارتفاع معدل تجارة الصين دوليًّا، وهو إشارة خضراء من الصندوق لانطلاق عملة الصين، وبشأن اتفاق السعودية مع الصين لتبادل التجارة بالعملة الصينية، وهو الأمر ذاته في مصر، أوضح أنه يتم سداد قيمة الاستيراد بالعملة الصينية وليس الدولار، وهو ما لا يحد من قيمة الدولار كعملة دولارية، وطالب الحكومة بربط الجنيه المصري بسلة العملات وليس الدولار فقط، بجانب تغطية 10% من الذهب للاحتياطي بدلًا من 6%.