رحل عن عالمنا، اليوم الثلاثاء، المخرج محمد خان، عن عمر يناهز ال74 عامًا، قدم خلالها العديد من الأفلام التي سجلت كعلامات مضيئة في تاريخ السينما المصرية، ومن المقرر أن تشيع جنازته من المسجد الكويتي بزهراء المعادي عقب صلاة ظهر اليوم الثلاثاء، وسيدفن بمقابر الأسرة بالمعادي. نشأته ولد في 26 أكتوبر عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية، ارتبط منذ صغره بالسينما نظرا لنشأته في بيت بحي السكاكيني بالقرب من دار سينمائية واظب على مشاهدة الأفلام بها بشكل مستمر، رغم أن شغفه بالسينما لم يكن قد اتضح بعد، حيث اتجه إلى دراسة الهندسة المعمارية ومن أجلها سافر إلى إنجلترا عام 1956، وهناك بدأت رحلته مع السينما حيث التقى بشاب سويسري يدرس السينما وبدأ عمليا في دراسة الفن السينمائي، وبالرغم من أن جيل "خان" تميز بوجود العديد من العمالقة أمثال عاطف الطيب، خيري بشارة، داوود عبد السيد، إلا أنه تميز عن غيره باختيار طريق السينما الواقعية. مشواره الفني مكث في إنجلترا فترة دامت 7 سنوات، وعندما عاد إلى القاهرة عمل في الشركة العالمية للإنتاج السينمائي العربي التي أدارها المخرج صلاح أبوسيف، وقضى بها عاما ثم رحل إلى لبنان، وهناك عمل مساعدًا للإخراج مع يوسف معلوف وفاروق عجرمة وغيرهم، كما أنه أصدر كتابين، الأول عن السينما المصرية والثاني عن السينما التشيكية، فضلًا عن كتابته مقالات عن السينما، وفي عام 1977 عاد إلى مصر وأخرج فيلماً قصيرًا. أعماله قدم خان، العديد من الأفلام التي لن تنساها السينما، وبدأ مشواره عام 1978 بفيلم "ضربة شمس"، وتلاه على الترتيب أفلام "طائر على الطريق" 1981، "الحريف" 1983، "خرج ولم يعد" 1984، "زوجة رجل مهم" 1988، "أحلام هند وكاميليا" 1988، "سوبر ماركت" 1990، "أيام السادات" 2001، "في شقة مصر الجديدة" 2007، كما ساهم بالقصة والسيناريو لفيلم "سواق الأتوبيس" 1982 من إخراج عاطف الطيب. جوائزه حصد خان العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية عن فيلم "ضربة شمس"، بجانب جائزة لجنة التحكيم يف مهرجان "نانت" بفرنسا عن فيلم "طائر على الطريق" 1981، كما حصل فيلم "الحريف" على شهادة تقدير من مهرجان برلين الدولي عام 1983، والجائزة التقديرية الذهبية عن الإخراج الأول من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي. الجنسية المصرية رغم إنتاجه السينمائي الذي عالج قضايا تخص صميم المجتمع المصري إلا أنه لم يحصل على الجنسية المصرية إلا في عام 2014 وذلك بعد بلوغه عامه ال72، بعد حملات دشنها المثقفون والفنانون لدعم حقه في الحصول عليها، وعن هذه الفترة قال خان في حورا سابق ل"BBC" إنه كان يشعر بحالة من الحزن حين يسأله موظف الجوازات عن جنسيته فيشهر له جوازه البريطاني رغم أنه مصري تربى في شوارعها وأحيائها الشعبية.