في استجابة للحملة التي دشنها مؤخرا عدد من المبدعين و المثقفين لمنح المخرج الكبير محمد خان الجنسية المصرية، أصدر الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور قرارا جمهوريا بمنح خان أخيرا الجنسية المصرية ، وفق ما أعلنه الإعلامي خيري رمضان مساء أمس الأربعاء في برنامجه "ممكن" علي فضائية السي بي سي ، و كانت قضية جنسية خان أثارت عدد كبير من المثقفين الذين استهجنوا استمرار التعنت في رفض منح الجنسية المصرية للمخرج الكبير الذي ولد و عاش طوال حياته في مصر، فأطلقوا حملة للمطالبة بمنحه الجنسية شملت بيانا وقع عليه عدد كبير من المبدعين و المثقفين و السياسيين ،و منهم زعيم التيار الشعبي المرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي ،و الشاعر جمال بخيت، و غيرهم، و قبل أيام أعلن المنتج السينمائي د. محمد العدل انه تلقي عقب مداخلة له في برنامج " هنا العاصمة "، حول هذه القضية اتصالا من العلاقات العامة بوزارة الداخلية ابلغه باستجابة الوزارة بإنهاء المشكلة و تنفيذ طلب خان للحصول علي الجنسية . و كان خان قدم الملف المطلوب للحصول علي الجنسية خلال فترة حكم مبارك عدة مرات و منذ قدم فيلمه "أيام السادات" كان يتلقي وعودا بتحقيق طلبه لا تتحقق أبدا ، حتى أنتهت أخيرا هذه الحالة العبثية من حرمان احد أهم مخرجي السينما المصرية من حقه في جنسية بلده الوحيد، الذي افني عمره و إبداعه فيه و مازال يحصد الجوائز من مهرجانات العالم باسمه ، و كان أخرها جائزتين لأحدث أفلامه " فتاة المصنع " وهما جائزة اتحاد النقاد الدوليين " الفيبرسي " لأفضل فيلم عربي روائي طويل و جائزة أفضل ممثلة للفنانة ياسمين رئيس من مهرجان دبي السينمائي الدولي قبل أيام . وُلد محمد حامد حسن خان في حي السكاكيني في 26 أكتوبر عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية،تلقي تعليمه في مدرسة النقراشي النموذجية الإعدادية والثانوية ،ثم درس السينما في انجلترا، و رفض الاستمرار بها للعمل في أوربا رغم الفرص المواتية حينها ، و قرر العودة لمصر ليقدم فيها مشروعه الفني ،ليشكل في ثمانينات القرن الماضي مع كوكبة من أفضل مخرجي السينما المصرية الحديثة ما عرف بموجة الواقعية الجديدة في السينما المصرية ،كما أنه احد أهم أباء تيار السينما المستقلة، الذي يعيد حاليا تشكيل خريطة الفن السابع في مصر ، قدم أول أفلامه الديجيتال " كليفيتي " مستبقا اتجاه الشباب لهذه السينما المختلفة في نمطها الإنتاجي عن التيار السائد في السوق السينمائي، و ينتمي آخر أفلامه أيضا للسينما المستقلة ، و لخان تجربة هامة في كسر احتكار السوق قدمها بمشاركة عدد من أفضل السينمائيين المصريين الذين أسسوا جماعة سينمائية في الثمانينات بعنوان " أفلام الصحبة " ضمت داود عبد السيد ، عاطف الطيب ، بشير الديك و غيرهم ، و علي مدار أكثر من ثلاثة عقود تغوص أفلامه في الواقع والشخصية المصرية في أكثر من عشرين فيلما ،و من أشهر أفلامه "السادات ، أحلام هند و كاميليا ، الحريف ،خرج و لم يعد ، عودة مواطن ،موعد علي العشاء ، طائر علي الطريق ، بنات وسط البلد وفى شقة مصر الجديدة". أورث خان لنجليه حسن و نادين عشق السينما حيث يعمل حسن بالفنون البصرية، وهو فنان تشكيلي و موسيقي و سينمائي ، و تعمل نادين بالسينما و فاز فيلمها الأول " هرج و مرج " بالعديد من الجوائز ، فيما يشكل خان مع زوجته السيناريست وسام سليمان ثنائي قدم حتى الآن ثلاثة أفلام تلتقط لمحات من عالم المرأة المصرية بشكل خاص بنظرة شديدة الرهافة و العمق في أفلامهما "بنات وسط البلد" و"في شقة مصر الجديدة"و أخيرا " فتاة المصنع " . خان أكتفي بجملة واحدة رددها بعد علمه بقرار الرئيس المؤقت عدلي منصور بمنحه الجنسية ، حيث قال لمن حوله مبتسما "أنا مصري".