مصدر عسكري: لا مانع من تأسيس جهاز إغاثة المراكب تحت إدارة القوات المسلحة حالة من الاستياء الشديد سادت بين أهالي مدينة عزبة البرج، خاصة أهالي الصيادين الغرقى على مركب «زينة البحرين» التي غرقت بالمياه الإقليمية للسودان صباح السبت الماضي، وعلى متنها تسعة عشر صيادًا لم ينج منهم سوى اثنين فقط. وأكد الأهالي أن الدولة لم تقدم أي شيء لإنقاذ ذويهم، فالمركب أرسل استغاثات كثيرة ولم يستجب له أحد، حتى فرق الإنقاذ التي خرجت بعد غرق المركب كليًّا واختفائها تحت الماء بمن عليها، تراجعت عن البحث وعادت، اتترك الأهالي يبكون مصير ذويهم، ولن يتمكنوا حتى من دفنهم. طه العفيفى، ابن عم صاحب المركب وقبطانه، يقول: لو تحركت أي طائرة إغاثة باتجاه المركب الغارق، عقب سماع رسائل الاستغاثات التي أرسلها المركب، لكانت الفاجعة أقل بكثير، أو لتمكنت الفرق من إنقاذ الصيادين على الأقل، لكن لم يتحرك أحد، حتى التي تحركت وقيل إنها بناء على طلب رئيس الجمهورية، خرجت بعد غرق المركب بمن عليها كليًّا، بما يزيد على 48 ساعة، مما يعنى أن المركب ومن عليه غاصا في عمق البحر تمامًا، والمنطقة كلها أسماك قرش؛ لأنها كما قيل منطقة شعاب مرجانية، وظلت فرق البحث تبحث على السطح لمدة يوم، ثم انسحبت وعادت وتركت الأمر بدون أي متابعة، وكأن الذين ماتوا ليسوا ببشر ولا يحملون الجنسية المصرية، ويتساءل طه: كيف لدولة بحجم مصر وإمكانياتها لا تستطيع العثور على مركب غارق وعليه تسعة عشر من أبنائها لمدة ثمانية أيام كاملة، أين إمكانيات الدولة؟ وإن لم تسخر إمكانيات الدولة لأبنائها فلمن تسخرها؟ خالد محمد، صياد من عزبة البرج يقول: ليست هذه هي الحادثة الأولى التي يروح ضحيتها عشرات الصيادين من الشباب من عزبة البرج، وأيضًا ليست المرة الأولى التي تتخلى الدولة عن مسؤولياتها في البحث ومحاولة إنقاذ الغرقى، أو على الأقل البحث عن الجثث لدفنها تكريمًا لهم ولذويهم، ويضيف: نحن كصيادين ندفع ضرائب وتأمينات، وندفع كل ما يطلب منا للدولة، لماذا إذن لا تهتم بنا الدولة ويكون هناك جهاز مختص بتقديم المساعدة والإنقاذ السريع في حال تعرض مركب للغرق؟ نحن نطالب بأن يكون هناك مختصون في الإنقاذ، ولديهم كامل الإمكانيات، ونقترح وجود طائرة مخصصة لذلك، تغطي تكاليفها الرسوم والضرائب التي يدفعها الصيادون وأصحاب المراكب، حتى إن زادت الرسوم فسندفع إذا رأينا اهتمامًا؛ لأنه بلا شك سيكون أضمن في وصول الإغاثة لأي مركب، مهما كان بعده عن البلد. وقال حمدي الغرباوي، رئيس جمعية الصيادين بعزبة البرج: تأسيس جهاز إنقاذ لتقديم خدمة استغاثة سريعة للمراكب ليس صعبًا؛ فإنه ليس من المعقول أن دولة تترك عشرات الآلاف من أبنائها يعملون بمهنة الصيد، عرضة للموت والغرق في عرض البحر، دون وجود آلية لإنقاذهم، وعن شكل الجهاز قال: من الممكن أن يكون هناك طائرة هليوكوبتر وعدد من الغواصين المدربين وأجهزة استقبال وإرسال عالية الجودة، وأعتقد أن ميزانية الجهاز هذا لو تم إنشاؤه لن تكون مشكلة؛ لأن الصيادين يدفعون كل ما يُطلب منهم من ضرائب ورسوم ولا يستفيدون بأي خدمات من الدولة، وتلك واحدة من ضمن حوادث كثيرة، مات فيها الصيادون وأكلت الأسماك جثثهم. مصدر عسكري، رفض ذكر اسمه، قال: من الممكن إنشاء الجهاز وعمل دراسة جدوى له، بما أن حوادث غرق المراكب متكررة وخسائرها كبيرة، لكن لا يجب أن يخرج الجهاز من تحت إدارة القوات المسلحة وشرطة المسطحات المائية، وتكون تبعيته كامله للجيش؛ لأنه ليس من المنطقي أن تترك طائرة أو جهاز يخرج عرض البحر دون رقابة، ومن الممكن أن يتم استحداث فرع بسلاح حرس الحدود، أو أن تتولى إدارة حرس الحدود هذه المهمة، وهي قادرة على ذلك، أما بالنسبة لتكلفة إنشائه، فمن الصعب التكهن بها، لكن من المؤكد أن جهات مختصة ستقوم بعمل دراسات جدوى وعرض التكلفة لرؤية إمكانية التنفيذ من عدمه.