انتقد الدكتور محمد محمود عيسى، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية سابقًا، تحذير أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، من غرق الدلتا في غضون 50 عامًا إذا لم تردم مصر البحر لمسافة 10 كيلو مترات على الأقل. وكان عيسى قد ذكر في دراسة أجراها عام 2008 أن العالم سيشهد برودة في الطقس بداية من عام 2010، وهو ما حدث بالفعل، وما اعتبره عيسى مخالفًا للآراء التي أكدت أننا مقبلون على احتباس حراري عالمي وغرق للدلتا، مؤكدًا أنه لا يتعدى كونه "خدعة"، حسبما ذكر في كتابه "الخدعة الكبرى.. الاحترار العالمي وغرق الدلتا". وأوضح رئيس الأرصاد الجوية السابق ل "البديل" أن نبوءته تحققت بالفعل، فعانى العالم من برودة شديدة في الطقس وتساقط للجليد وصل إلى دولتي السعودية والكويت، مشيرًا إلى أن 90%من الجليد يتواجد في الجبال، أما جليد المحيطات فالنسبة العظمى منه توجد تحت المياه، وفي حال ذوبان الجليد بفعل الحرارة، ستزيد المياه ولكن حجمها سيقل؛ لأن حجم الجليد أكبر من المياه، وسينخفض سطح البحار والمحيطات. وحذر من أن الخطورة الحقيقية التي نعاني منها هي نحر الدلتا المستمر منذ إنشاء السد العالي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مشيرًا إلى ان الدولة بدأت الآن في إقامة مصدات خرسانية؛ للإقلال من عملية النحر. أما ما يثار حول غرق الدلتا فهو صادر عن غير مختصين ولأهداف لا يعلمها إلا الله، وذلك على حد قوله، مضيفًا أن "ردم البحر عايز ميزانية العالم كله". فيما أكد الدكتور على عبد الفتاح، الأستاذ بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة طنطا، أن "غرق الدلتا متوقع منذ سنوات مضت، والدكتور فاروق الباز لسانه نشف من كثرة تحذيره من الفيضانات للحكومة المصرية عام 2008، وكتب بحثًا بيَّن من خلاله سبب المشكلة وكيفية مواجهتها فى وكالة ناسا بأمريكا، ولكن لا حياة لمن تنادى". وأضاف أنه حذر من تآكل الشواطئ بمحافظات الدلتا؛ مما سيؤدي لاختفاء الإسكندرية وغرق محافظتي البحيرة وكفر الشيخ؛ بسبب زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء؛ نتيجة لزيادة الملوثات والقضاء على الغابات؛ مما يؤدي لزيادة منسوب المياه، التي تعمل بدورها على تجريف الشواطئ، مؤكدًا أن ظاهرة الاحتباس الحرارى تُعَدُّ أحد أهم التحديات البيئية المواجهة لكوكب الأرض؛ لما لها من تأثيرات سلبية، أهمها ارتفاع منسوب المياه فى معظم بحار العالم، ومنها البحر الأبيض المتوسط، والذى قد يكون له تأثير خطير على دلتا النيل. وانتقد أداء الحكومة لمواجهة الظاهرة، لافتًا إلى أن الحكومة لم تتخذ إجراءات لمواجهة تلك الأزمة المتوقعة، والتي حذرت منها دراسة عن الاحتباس الحراري تشير إلى ارتفاع الحرارة في الكرة الأرضية في عام 2050؛ مما يؤثر على الجليد المتواجد في القطبين الشمالي والجنوبي، ويحوله إلى مياه تؤدي لغرق الأماكن المنخفضة في الكرة الأرضية؛ مما يسفر عن تهجير 3 ملايين مواطن من سكان الدلتا؛ بسبب ارتفاع المياه لمعدل نصف متر في سواحل الدلتا.