أعد معهد بحوث الشواطئ دراسة بيئية لحماية شواطئ الدلتا الأكثر انخفاضا عن مستوى سطح البحر المتوسط عبر إقامة حواجز رملية لحمايتها من المخاطر وتحديدا شرق ميناء دمياط. وقال مدير معهد بحوث الشواطئ د . إبراهيم الشناوي في مؤتمر عرض النتائج النهائية لمشروع التأقلم مع تأثيرات ارتفاع مستوى سطح البحر على شواطئ الدلتا الساحلية برأس البر إن طريقة التغذية بالرمال تعتبر الطرق غير المكلفة اقتصاديا،حيث يمكن اقامة هذة الحواجز الرملية بطول 10 كليومترات بتكلفة 10.5 مليون جنيه فقط . وأكد الشناوي أن الدراسة التي أشرفت عليها وزارة الري كشفت عن أن الحواجز الرملية تتميز بأن ليس لها أي مخاطر، في حين أن الحواجز الخرسانية ستتكلف 120 مليون جنيه بخلاف تكاليف الصيانة ومخاطرها. كما أوضح الشناوي أن ما يتردد حول غرق الدلتا بسبب ارتفاع منسوب البحر ليس صحيحا، وأن أحدث الدراسات التي أجراها معهد بحوث الشواطئ حول هذا الأمر أكدت أن ارتفاع منسوب سطح البحر في خلال المائة عام القادمة لن يزيد علي متر واحد فقط في منطقة بورسعيد و50 سم في وسط الدلتا ويصل في الاسكندرية إلي 16 سم، وهذا بناء علي قياسات حقلية، والاختلاف في هذه المناسيب من متر إلي 16 سم يرجع إلي الهبوط غير المتساوي للتربة . أضاف أن قضية التغير المناخي ترجع إلي بداية القرن ال20، حيث زادت نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى في الغلاف الجوي نتيجة للثورة الصناعية التي انطلقت مع بداية هذا القرن، مما أدي إلي حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري حول الأرض والتي نجم عنها ارتفاع شديد في درجات الحرارة, وصاحبتها زيادة التمدد لمياه البحار والمحيطات وسرعة ذوبان الجليد في المناطق القطبية المختلفة. وقال إن الأرصاد العديدة المسجلة في مواقع مختلفة حول العالم تشير إلي متوسط ارتفاع سطح البحر يتزايد الآن تدريجيا بمعدل ثابت يبلغ 1.2 مليمتر في السنة. وأشار إلي تثبيت وتشغيل أجهزة رقمية حديثة لتسجيل التغير في منسوب سطح البحر علي دلتا النيل عند أربع محطات هي أبوقير ورشيد والبرلس ورأس البر. وشدد الشناوي أن الدراسات أثبتت إمكانية نشر سلاسل الكثبان الرملية على طول دلتا النيل في مناطق مختلفة مثل إدكو وغرب البرلس وبلطيم حتى جمصة والتي تعتبر خط دفاع للمناطق التي تقع خلف هذه الكثبان. يشار إلى أن هناك ارتفاع لمعدل منسوب سطح البحر على مستوي العالم في الوقت الحاضر بنحو 1.2 مليمتر في السنة, في حين تتراوح معدلات منسوب سطح البحر بمناطق دلتا النيل بين0.4 مليمتر و5 مليمترات في السنة, حيث يرجع ذلك إلي الهبوط غير المنتظم لمناطق الدلتا المختلفة والذي يتوقف علي توزيع سمك طبقات الطمي في شمال الدلتا.
