قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: بعد الهجوم الانتحاري في إسطنبول، الذي يُعتقَد أن تنظيم داعش الإرهابي المسؤول عنه، حيث تسبب في مقتل عشرة أشخاص على الأقل، معظمهم من السائحين الألمان، يتواجد اليوم عدد قليل من السياح في الشوارع العامة بإسطنبول. وتضيف الصحيفة أنه في الوقت ذاته قامت السلطات التركية بحملات في أنحاء البلاد، واعتقلت شخصًا ذا صلة بالهجوم، حسب تصريح وزير الداخلية التركي أفكان علاء، مشيرة إلى أن الهجمات الإرهابية ليست شيئًا جديدًا بالنسبة لتركيا، لكن الآن يتم استهداف قطاع السياحة بشكل خاص، ويبدو أن داعش تصب تركيزها نحو هذا القطاع الذي يتوجه إليه نحو 40 مليون زائر سنويًّا. وتوضح الصحيفة أن الهجوم وقع بالقرب من أشهر ثلاثة معالم سياحية في إسطنبول، المسجد الأزرق، قصر توباكي العثماني، وآية صوفيا مسجد وكنيسة سابقة، لافتة إلى أن السلطات التركية حملت داعش المسؤولية عن الحادث. وذكرت الصحيفة أنه خلال زيارة وزير الداخلية الألماني توماس دي مايستره إلى إسطنبول، أكد أن الهجوم غير موجه بشكل خاص ضد الألمان، الذين يشكلون أكبر مجموعة من الزوار لتركيا. وأشارت الصحيفة إلى أن عدد السياح الروس بدأ يتقلص بعد أن نصحت موسكو رعاياها بعدم زيارة تركيا، خاصة بعد حادث إسقاط أنقرة للقاذفة الروسية نوفمبر الماضي. وتوضح الصحيفة أنه بعد الحادث الانتحاري قامت السلطات التركية بحملة موسعة ضد داعش، بعد تعرضها للانتقادات بعدم بذل الجهود الكافية لمنع انتشار داعش. وفي السياق ذاته قالت مجلة «فرونت بيدج» الأمريكية: اتهام تنظيم داعش الإرهابي بأنه المسؤول عن مقتل ثمانية سياح ألمان في تركيا، يوضح أن التنظيم الإرهابي ينتهج الحرب الاقتصادية، حيث يعد هذا الهجوم الذي يستهدف 30 مليار دولار في قطاع السياحة التركية، مع تضرر القطاع سابقًا، بعد إسقاط انقرة للطائرة الروسية قبل شهرين، وتحذير موسكو لرعاياها بعدم السفر إلى تركيا. وتوضح المجلة أن نحو 5.1 مليون سائح توجهوا إلى تركيا في عام 2014، وهنا يقول توم روغان، باحث في موقع ناشونال ريفيو أونلاين: هذا الهجوم يمكن أن يلعب دورًا مهمًّا في تشكيل سياسة تركيا تجاه سوريا. وترى المجلة الأمريكية أن قتل المدنيين الأوروبيين في إسطنبول من قِبَل داعش يعد صفعة على الوجه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة أن الرئيس كان سابقًا رئيس بلدية وعضو في البرلمان عن مدينة إسطنبول، وهذا هو ثالث هجوم إرهابي يخيف السياح الغربيين ويجعلهم يبعدون عن تركيا. ويضيف سونر كاجابتاي، من معهد واشنطن: ضرب الإرهاب قلب مدينة إسطنبول، التي تعد مركزًا للسياح ويتواجد بها القليل من الأتراك، استهداف لصناعة السياحة المربحة في تركيا، موضحًا: هذا الهجوم، لسوء الحظ، قد يدفع برد عنيف ضد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.