مشهد جديد تتنظره البلاد في ذكرى ثورة يناير المقبلة، وفي دمياط انتشرت دعوات يوجهها نشطاء، وفعاليات ينظمها الإخوان يؤكدون أنها تحضير لثورة جديدة فى الخامس والعشرين من يناير 2016، ولكل من هؤلاء أهدافه وعناوينه التى يريد أن يحيى الذكرى تحت رايتها. الإخوان ينظمون فعاليات شبه يومية فى أماكن مختلفة من المحافظة، مؤكدين أنها فى إطار الاستعداد لموجة ثورية تنطلق فى الخامس والعشرين من يناير المقبل، بدعوى إسقاط النظام الحالى، واستعادة الشرعية المتمثلة فى عودة الرئيس مرسي لإكمال مدته الرئاسية على حد قولهم. على الجانب الآخر، يدعو نشطاء لإحياء ذكرى ثورة يناير القادمة، بثورة جديدة ضد النظام الحالي بسبب إخفاقه في تحقيق أحلامهم بإحداث نقلة نوعية في حياة المواطنين، وفشله حتى الآن في عمل مشروع قومي كبير يسند الاقتصاد ويوقف النزيف الذي أصابه وأدى إلى تردي الأوضاع المعيشية إلى أقصى درجة، مؤكدين بدورهم على ضرورة إسقاط النظام وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. "عمرو إ. م" من شباب الإخوان بدمياط، قال: ذكرى يناير المقبلة ستكون ثورة حقيقية ضد نظام اغتصب الحكم من سلطة منتخبة انتخابات شرعية شهد العالم بنزاهتها، وادعى أنه سينقل البلاد إلى الغنى والرفاهية ويرفع دخل المواطن ويحارب الفساد والغلاء، ولكن ما حدث إلى الآن هو التردي في الأوضاع الاقتصادية أصبح معه غول الأسعار يلتهم دخل الأسر الفقيرة، وتلاشت كل الوعود في الإصلاح بعد انتشار الفساد وتغول الدولة العميقة، وسن قوانين ضد المواطن البسيط لتخدم فقط أصحاب رؤوس الأموال. وأضاف أن الاعتقالات أصبحت بالجملة، والقتل يتم خارج القانون، وقمع الحريات وصل لأقصى درجة، ومن أجل ذلك كله هناك تجهيزات واستعدادات لإطلاق ثورة حقيقية في يناير القادم لن تتوقف حتى يسقط النظام الحالى، على حد قوله. محمود عبد العظيم، نجار وأحد أفراد حملة "قفلنا الورشة"، يقول: كنا نطمع في تحسن الأحوال المعيشية لشريحة عانت كثيرا من ظلم رأس المال، وتعلقنا بوعود لم ينفذ منها أي شيء، فارتفاع الأسعار مستمر حتى أغلقنا ورشنا تماما وسرحنا العمال، والفساد مستشر بطريقة يصعب تخيلها، والواسطة والمحسوبية هما الأساس. وأضاف "احنا العمال والصنايعية مش فارق معانا مين يحكم، إنما اللى فارق معانا حد يشعر بنا وبمشاكلنا وهمومنا، ويسن قوانين تخفف من معاناتنا اليومية، ولكن ما يحدث الآن هو أن كل القوانين تسن لصالح رجال الأعمال ورأس المال فقط، أصحاب الشركات والمصانع من المدينين لخزينة الدولة بملايين الجنيهات ضرائب مستحقة، ومع ذلك فالدولة تتركهم يعيثون فسادا، وتتجه للفقير ليزيد فقرا وحاجة، وترفع عليه أسعار الكهرباء والماء، ورسوم على تذكرة السفر حتى اللى سايب البلد وماشى محدش راحمه، وناقص فقط ندفع فلوس على الهوا اللى بنتنفسه، ويطلع وزير العدل يقولك المواطن المصري يقدر يعيش ب2جنيه في اليوم، طيب ما تورينا انت هتعيش بهم ازاى، والقضاة والشرطة والجيش رواتبهم بتزيد كل 3 شهور في الوقت اللى بيخصموا فيه من مرتبات باقي الموظفين، واللى اقدر أقوله اننا هننزل في يناير نسقط النظام زي ما أسقطنا اللى قبله". عمار سعد، أحد مصابي ثورة يناير، قال: "هننزل يناير القادم في ثورة ضد النظام الحالي الذي تبخرت كل آمالنا في الإصلاح على يديه، فلا حريات ولا مشاريع قومية ضخمة كما وعد، ولا إصلاح في منظومة الحكم، وللأسف الناس تعبت، وبدأ اليأس يتسرب للأنفس بدليل مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي كانت مفاجأة بكل المقاييس". وأضاف: "قد لا نتفق مع الإخوان في مطلبهم بعودة مرسي، ولكن على أي حال فإن أحوال البلد تستدعي ثورة على نظام أثبت الفشل على كل المسارات ولم يحقق نجاحا واحدا، حتى ما أطلقوا عليه قناة السويس الجديدة والوعد بنقلة في الدخل القومي تسبب في ضربة قوية لاقتصاد البلد، بسبب تجميد مبلغ كبير جدا فيها واتضح وباعترافهم أنها مجرد تفريعة لن تزيد دخل القناة جنيها واحدا، بل فوجئنا بهيئة القناة تسعى للاقتراض". وأكد: "نعم هناك ثورة قادمة لا محالة، ثورة على البطالة والفساد ومصاردة الحريات، المعتقلات فيها أعداد لم يسق لها مثيل وبدون محاكمات لمدد تزيد على عامين، والقتل خارج إطار القانون أصبح منهجا لدى الداخلية، كل ذلك مقدمات ثورة حقيقية على نظام لم يحقق العدل والأمن والاستقرار".