تظاهر العشرات من النشطاء المصريين ينتمون لأحزاب يسارية، مساء يوم الخميس، بميدان طلعت حرب، القريب من ميدان التحرير، وسط القاهرة، إحياءً لذكرى عيد العمال، والمطالبة بتحقيق "عدالة اجتماعية". ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برفع الدعم عن الأغنياء، وإبقائه علي الفقراء، وإقالة رؤساء الشركات الفاسدين حتى ينهض القطاع العام "الحكومي". كما بارك المتظاهرون نضال العمال، ضد ما أسموها سلطة رأس المال. مصطفى علي أمين عمال حزب التجمع "يساري"، قال إنه يوجه التهنئة لعمال مصر، ويطالب رئيس الجمهورية القادم بأن يضع مطالب العمال علي أجندته، وإلا فليحذر غضبة عمالية كبيرة. وطالب أمين الذي شارك بالمظاهرة، في تصريح لوكالة الأناضول، بتحقيق العدالة الاجتماعية، ووضع قوانين لحماية العمال من اضطهاد رأس المال، والاهتمام بالصناعات المصرية، وإعادة فتح المصانع المغلقة. وأوضح أن العمال بعد الثورة لم نحصل علي حقوقهم حتى الآن، رغم أنهم شاركوا في "الثورتين" 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، التي شهدتها مصر. وهتف المتظاهرون: "عاش نضال الطبقة العاملة"، "حد أدني للأجور لأجل الفقراء تشوف (ترى) النور"، "حد أقصى للأجور للي (الذي) عايش في القصور". وانتقد الحزب الشيوعي المصري، في بيان وزعه خلال الوقفة، ارتفاع الأسعار التي تشهدها البلاد، والبطالة والأجور المتدنية. ودعا الحزب إلي وضع حد أدني للأجور والمعاشات تكفل حياة كريمة للمواطن، وعودة الشركات التي تم خصخصتها (الشركات الحكومية التي تم بيعها للقطاع الخاص)، وإصدار قانون الحريات النقابية، وإجراء انتخابات نقابية عمالية. كما طالب بتطبيق نظام ضريبي يحقق العدالة الاجتماعية، ويعفي الفقراء والكادحين من ذوي الحرف البسيطة من الضرائب. وطالب المتظاهرون أيضا بإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات، وكذلك قانون التظاهر الذي صدر في ديسمبر الماضي، وهو القانون الذي يفرض على المتظاهرين الحصول على إذن مسبق من الجهات الأمنية، أو التعرض لعقوبات تصل إلى السجن والغرامة. كان مؤيدون للرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، نظموا، يوم الخميس، مسيرات ومظاهرات بعدة محافظات ضد ما وصفوه ب"تردي الأحوال المعيشية"، وللمطالبة بكسر ما أسموه "الانقلاب العسكري"، وتحقيق مطالب العمال تزامنا مع الاحتفال بعيدهم، وفق شهود عيان ومراسلي الأناضول. وتشهد مصر منذ أكثر منذ خمس سنوات، أي قبل الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك بنحو عام موجات متفاوتة من الإضرابات والاحتجاجات العمالية المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وزيادة الأجور، ولم تنقطع تلك الاحتجاجات خلال حكم مرسي، وكذلك الفترة التي أعقبت الإطاحة به في 3 يوليو / تموز 2013. ويحتفل عدد كبير من دول العالم بعيد العمال، في الأول من مايو كل عام، ومن ضمنها الدول العربية، وهو يوم عطلة رسمية في غالبيتها.