انتشر في الآونة الأخيرة الإعلانات التي تروج للأدوية والعقاقير الطبية، على القنوات الفضائية المصرية، زاعمة أنها تعالج عدة أمراض، منها العظام، والسمنة، والقلب، والكبد، والضغط، والسكر، والإدمان، دون ترخيص، ما يعرض حياة البعض لمخاطر قد تؤدي للوفاة. ورغم أن جهاز حماية المستهلك أحال 15 قناة فضائية للتحقيق بتهمة الترويج لأدوية مغشوشة وغير صالحة للاستخدام وليست مرخصة من وزارة الصحة، لكن دون رادع للقنوات التى مازالت تمارس الخداع على المواطنين، والخطير فى الأمر أن المرضي في بعض الأحيان لا يجدون سواها أمامهم؛ لانخفاض أسعارها. وأوضح الكثير من الأطباء أن أدوية الفضائيات تمثل كارثة علي صحة الإنسان؛ لأن بعضها مغشوش وغير صالح للاستخدام، فيقول الدكتور صالح عبد الحميد، أخصائي الأورام، إن المرضي يتناولون العقاقير المعلن عنها فى الفضائيات دون علم مصدرها أو مدى خطورتها أيضا، مؤكدا أن 98% منها مهرب، وغير مرخص من وزارة الصحة. وأضاف عبد الحميد أن عقاقير الفضائيات سبب رئيسي في تفجر الخلايا السرطانية بالجسم بنسبة 85%، قائلاً: «جاءتني حالة منذ فترة، مصابة بورم في المعدة، وتبين أنها كانت تتناول عقار لعلاج ارتفاع ضغط الدم، الذى يروج له علي الفضائيات», موضحا أن هذه الأدوية، سواء المعالجة للأورام أو الضغط أو السكر أو حتي العلاجات الموضعية لأمراض العظام والجلدية، عبارة عن أقراص مكونة من مواد كميائية ليست متناسقة وتتعارض مع بعضها، فالقائمون على صناعتها لا يفقهون شيئا، وكل ما يهمهم تكوين أي مواد علي هيئة أقراص وتهريبها للدول النامية، وعلي رأسها مصر. وفجر مفاجأة، قائلا: «نسبة كبيرة من أدوية الفضائيات مصنوعة خصيصا لعلاج الحيوانات، مما يعني أن استخدامها آدميا كارثة», مطالبا وزارة الصحة والهيئة العامة للاستثمار، بالتنبه للكارثة ومعالجتها. ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، أن وزارة الصحة لا تضع آليات لتنظيم الدور الإعلاني عن المنتجات الخاصة بالأدوية والعقاقير الطبية علي الفضائيات, مؤكدا أنها مغشوشة، والمعلنون يتحايلون علي وزارة الصحة؛ لتسجيل المنتج كمكمل غذائي، وإعلانه بعد ذلك دواءً؛ لسهولة تسجيل الأدوية التي تقع تحت مسمي مكملات غذائية, مطالبا بضرورة تغليظ العقوبة علي المعلن والقناة أيضا، ويجب أن تنتبه وزارة الاستثمار لخطورة الموضوع؛ لأن المسئولية تقع علي عاتق هيئة الاستثمار. وعلى الجانب الآخر، قال الدكتور أحمد طايل، مفتش الإدارة العامة للصيدلة، إن وزارة الصحة تضع آليات لتحديد الإعلانات التي تروج للأدوية علي الفضائيات، عبارة عن مجموعة قوانين تلزم القنوات الفضائية بمطالبة المعلن تقديم صورة من موافقة وزارة الصحة علي المنتج أو الدواء، مؤكدا أن هيئة الاستثمار تتحمل مسؤولية الإعلانات المضللة للعقاقير المغشوشة. وأكد مصدر بمجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية بهيئة الاستثمار، أن الهيئة ليست مسؤولة وحدها عن الإعلانات التي تروج للأدوية على الفضائيات؛ خاصة أن القنوات الفضائية ليست جميعها تابعة ل«الاستثمار»، وإذا أرادت وزارة الصحة السيطرة علي الأمر لفعلت. ويقول الدكتور شريف مكين، وكيل وزارة الصحة، إن الوزارة تضع آليات للتعامل مع الأدوية التي تباع في الصيدليات أو المخازن التي تورد الدواء لها، كما أن «الصحة» أيضا تجرم تروج الأدوية عن طريق الفضائيات عبر آليات محددة، ملقيا المسئولية على عاتق الفضائيات وشبكات البث بأكملها، لكن الوزارة لا تستطيع السيطرة علي شىء مجهول.