نظم العشرات من الأهالي بالغربية وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة، للتنديد بمقتل الشاب محمد العسال داخل مستشفى أبو فرحة بمدينة طنطا؛ بسبب التلوث الناتج عن الإهمال الطبي. وقع محمد العسال تحت أيدي أطباء معدومي الخبرة ومحدودي الكفاءة اتخذوا من مهنة الطب سبيلاً لتعريض حياة مرضاهم للخطر الذي يصل في أوقات كثيرة لحد الموت، ليستمر مسلسل الإهمال الطبي بمستشفياتنا، ويأخذ في طياته العشرات بل المئات من الضحايا. قال والده جمال العسال ل"البديل": "محمد كان شابًّا رياضيًّا، وهو بيلعب كورة حصل له كسر فى رجله وتم نقله لمستشفى أبو فرحة بطنطا، وطالبونا بدفع 8 آلاف جنيه كاش قبل أي شيء، بعدها ركبوا له مسامير زي أي كسر، وبعد أربعة أيام "محمد" بدأ يتعب، واتضح أنه حصل له غرغرينا في رجله وريحة رجله بدأت تتعفن. أسرعنا على الدكتور المعالج نشكو له مما حدث من مضاعفات، فأمرنا بنقله إلى مستشفى الطوارئ التابع لجامعة طنطا على الفور، وهو ما حدث بالفعل، وهناك اكتشفنا مصيبة أن المعدات والأجهزة الطبية التى استخدمت في عملية أخي بالمستشفى ملوثة بميكروب غازي قاتل وعضلات رجله متبهدلة، فاضطروا لعمل بتر. ولأن الميكروب غازي "Gas Gangrene" وصل لبقية جسمه حتى قضى عليه تمامًا، حتى دكتور مستشفى الطوارئ أكد أن الميكروب الذي أصاب ابنى كفيل بأنه يتنقل لعشرات المرضى ويقضي عليهم ويغلق كذا مستشفى. واغرورقت الدموع من عينيه وهو يقول: شاب لسة بيبدأ مستقبله راح ضحية للإهمال وقضوا على أسرة كاملة "نفسيًّا وماديًّا"، ولو الموضوع عدى واتنسى، هيتكرر، ومش بعيد معانا أو مع أقرب الناس لينا، طول ما هي سايبة لا في رقابة من وزارة الصحة ولا في جزاء للمهمل، وما زال المستشفى تجرى داخله العمليات الجراحية، دون محاسبة أحد رغم تحرير محضر رسمي بالواقعة برقم 26795 قسم ثان طنطا. من جانبه قال الدكتور مجدي الحفناوي، نقيب الأطباء بالغربية: النقابة مهتمة بملف الإهمال الطبي، حيث تكلف لجنة آداب المهنة بالتحقيق من خلال رئيس نيابة مع الطبيب المخطئ في حق مرضاه، وإصدار حكم قضائي يصل لإيقافه عن العمل، مشيرًا إلى أن دور النقابة تلقي شكاوى المواطنين الذين يتعرضون للإهمال الطبي، والتحقيق فيها من خلال لجنة الشكاوى وآداب المهنة لبحث حالات المرضى، مضيفًا أن النقابة تشكل لجنة من الأساتذة والاستشاريين بمجال التخصص للمريض مقدم الشكوى لبحث الشكوى وكتابة تقرير عن حالته ويحصل فيها المريض على حقه كاملًا. وأكد الحفناوي أن نقابة الأطباء تحاسب المقصرين والمهملين في حال ثبوت ارتكابهم إهمالًا طبيًّا في حق المريض قد تصل إلى التحقيق معهم ودراسة الموقف، من خلال خبراء وشطبهم من النقابة وتحويلهم للنيابة العامة. وفي محاولة لفض الوقفة الاحتجاجية التقى اللواء نبيل عبد الفتاح، مدير أمن الغربية، بأسرة الشاب؛ لإقناعهم بإنهاء الوقفة، خاصة بعد إصداره قرارًا بغلق غرفة العمليات والعناية المركزية بالمستشفى المشار إليها.