اعتادنا ككل عام على سماع فتاوى قيادات حزب النور والدعوة السلفية، التى تحرم عيد شم النسيم، وعدم جواز تهنئة الأقباط، وكان آخرها العام الماضي حينما قال نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام في بداية العام الميلادي: «أدعو الله أن يجعل العام الجديد عام خير لكل المصريين؛ وأن يحفظ بلادنا من كل سوء وفتنة»، الأمر الذي أثار ضجة سلفية كبيرة حوله أدت إلى منعه من التحدث باسم الحزب لفترة؛ نظرًا لأن لائحة الحزب تحرم التهنئة بأعياد المسيحيين. إلا أن هذا العام يبدو مختلفًا كثيرًا، بعدما ضم حزب النور بعض المسيحيين إلى عضويته بل ورشحهم على قوائمه لخوض الانتخابات البرلمانية، وكان على رأسهم مؤسس ائتلاف أقباط 38، أصحاب الخلاف مع الكنيسة حول مسألة الطلاق، طبقًا للعقيدة المسيحية. "الأقباط".. من لا تحل ولايته إلى سنرشحهم على قوائمنا أفتى الشيخ ياسر برهامي، عضو مجلس إدارة جماعة الدعوة السلفية، بعدم جواز ترشح المسيحي للانتخابات البرلمانية؛ لأنها سلطة تشريعية ورقابية، ويحق لها عزل رئيس الدولة ومحاسبة الحكومة، قائلا "لا يحل للكافر أن يتولاها". وبعد مرور 3 سنوات على تلك الفتوى، خرج برهامي في 4 يونيو 2014، بتصريح مناف لما قاله مؤخرًا، حيث قال إنه جار دراسة ضم الأقباط لقوائم حزب النور فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن عددا من قيادات الحزب تجرى مفاوضات مع بعض الشخصيات القبطية، وآخرون يبحثون عن شخصيات قبطية فى جميع المحافظات، تكون ذات كفاءة عالية، ومقتنعة ببرنامج الحزب، للترشح على قوائمنا. كما قال صلاح عبد المعبود القيادي ب"النور" في 25 سبتمبر 2014، إن الحزب لن يواجه مشكلة فى ترشيح أقباط على قوائمه فى الانتخابات خاصة أن الحزب به مؤسسون منهم. أقباط "النور": الحزب أعطانا الولاية التشريعية في الانتخابات قال نادر الصيرفي، عضو حزب النور، ومؤسس ائتلاف اقباط 38، إنه شارك في كافة الطقوس الكنسية الخاصة بعيد القيامة، ومنها أسبوع الآلام والجمعة العظيمة. وأضاف "الصيرفي" ل"البديل"، أنه كان بالأمس بالكنيسة لحضور القداس، وممارسة كافة الشعائر الخاصة به، ولم يمنعه أحد من الأساقفة من دخولها بسبب انضمامه ل"النور" بل أنه تلقى التهنئة منهم. وأشار إلى أن ممارسة عقائدها الدينية كمصري مسيحي لا تتعارض مع قرار حزب النور باعتبار المسيحيين كفار وحرام تهنئتهم، حيث إن لم يقم أي عضو بالحزب أو قيادة بالاتصال بي لتهنئتي بالعيد. وحول تصريحات قادة الدعوة السلفية وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامي، بحرمانية التهنئة ووجوب هدم الكنائس، قال "الصيرفي": حزب النور متمسك بأمور دينية من وجهة نظره فلا يعترف بقيامة المسيح أو أن المسيح اله، ويعتبر مشاركتنا العيد اعتراف ضمنيًا بذلك ومخالفة الشريعة الإسلامية واعتراف بالمسيح. وتابع: حول هدم الكنائس ف"برهامي" كان يقرأ تفسير ابن تيمية حول هذا الموضوع، من أن الدعوة السلفية ترى أنه لا يجوز ان يتم تطبيق الدستور الإسلامي حال تسببه في مفسدة أكبر، مشيرًا أن كل تلك الفتاوي والتصريحات ليست مشكلة حزب النور وحده بل بسبب المادة الثانية في الدستور التي جعلت الشريعة الإسلامية هي المرجعية الدينية، قائلًا: لو الأحزاب اللي بتهاجم "النور" تريد تغيير الأمر فلتعلن استعدادها تغيير مادة الدستور الخاصة بذلك؟. وعن تصريحات نائب رئيس الدعوة السلفية حول عدم جواز تولي الأقباط مناصب تنفيذية وسيادية مثل الوزير والرئيس والمحافظ، قال: حزب النور أعطي لي سلطة تشريعية بضمي الي قوائمة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولو الأزمة في ولاية المسيحي أمور المسلمين، فكان الحزب قرر عدم خوض الانتخابات على القوائم والاكتفاء بالفردي. وأكد نادر الصيرفي، عضو حزب النور، أن ما أثير في وسائل الإعلام حول عدم وضع صور سيدات "النور" الأقباط لصورهم في الدعاية الانتخابية، أمر عاري تمامًا عن الصحة، حيث إن الحزب لم يكن ناقش وقتها تلك المسائل الفرعية، مشيرًا إلى أن وجه سيداتنا سيظهر بشعار حزب النور في الشوارع ولا حرج في ذلك. محامي الكنيسة: بلاغ للنائب العام ضد "برهامي" بسبب تحريم "شم النسيم" أعلن نجيب جبرائيل، محامي الكنيسة المصرية، تقدمه ومجموعة من المسلمين والمسيحيين ببلاغ للنائب العام بعد غد الموافق الثلاثاء، ضد مؤسسة الدعوة السلفية ونائب رئيسها الدكتور ياسر برهامي، نظرًا لتصريحاتهم وفتواهم بتحريم عيد شم النسيم. وقال "جبرائيل" في تصريحات له، إن منهج الدعوة السلفية منذ ظهره وهو يحاول خلخلة نسيج المجتمع المصري وإفساد فرحته، الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، لأن عيد القيامة يتبعه عيد شم النسيم، وهو عيد يحتفل به كل المصريين ولا يقتصر على أحد، وما يقوله ياسر برهامي جريمة في حق الإسلام". وأضاف، يجب التصدي لها من المسلمين والمسحين، وهي لا تمت بأي صلة للدين الإسلامي، الذي يدعو للسماحة والحب بين الأديان المختلفة، وأن الإسلام لا يفرق بين مسلم ومسيحي، متسائلًأ: هل السلفيين هم أكثر إسلاما من شيخ الأزهر، الذي يحضر احتفالات المسيحين ويهنئهم.