تعددت عمليات الدهس التي يقوم بها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين خلال الفترة الأخيرة خاصة في القدسالمحتلة، حيث قام شاب فلسطيني من حي رأس العمود في القدسالشرقيةالمحتلة بدهس عدد من جنود حرس الحدود الإسرائيليين كانوا متجمعين بين شطري المدينة، أسفرت عن 7 أصابات في صفوف جيش الاحتلال. وعلى الرغم من الانتهاكات المتكررة للكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين والتعدي على مقدساته الإسلامية والمسيحية بصورة يومية، إلا أن الكثيرين منهم يغضون الطرف عن ذلك ويتسألون لماذا تتكرر عمليات الطعن والدهس التي ينفذها الشباب الفلسطيني؟، متناسين ما يقوم به الاحتلال من سحل وضرب واعتقال يومي ضد الفلسطينيين. كانت أخر عملية دهس قد وقعت في الخامس من نوفمبر الماضي، قتل خلالها جندي من حرس الحدود وأصيب تسعة آخرون، فيما أبرزت الصحف العبرية نقلًا عن المتحدثة باسم شرطة الاحتلال إن "سيارة خصوصية تقدمت باتجاه شارع شيمون هاتزاديك، الذي يقع فيه مقر حرس الحدود واعتلى سائقها الرصيف ودهس في طريقه خمسة اشخاص"، وتابعت المتحدثة أن «سائق السيارة واصل سيره، فأطلق أفراد حرس الحدود عيارات نارية باتجاهه، إلا إنه تمكن من مغادرة المركبة شاهرا بيده سكينا وحاول الاعتداء على شرطي من حرس الحدود وحارس أمن. واعتقل جهاز الأمن العام «الشاباك» بعد العملية والد منفذ العملية وأشقاءه، ويقول الجهاز إنه ليس معروفا إن كانت له ارتباطات مع أي من المنظمات الفلسطينية، فيما اندلعت مواجهات بعد العملية في مناطق مختلفة في مدينة القدس، على خلفية اقتحام الشرطة الإسرائيلية منازل الفلسطينين. ويرى محللون أن تكرار هذه الحوادث يبرز على السطح أن الشباب الفلسطيني أخذ زمام المبادرة لتنفيذ العمليات الفردية خاصة في مدينة القدس والضفة، مما يؤكد أن سر نجاح هذه العمليات يكمن في أن منفذيها يخططون بأنفسهم، لان إسرائيل بدأت تراقب فصائل المقاومة وتراقب تحركات أفرادها، وبالتالي بدأ التفكير في حل آخر، وبالإضافة إلى ذلك فالعمليات الفردية لها تأثير سلبي كبير على الاحتلال الإسرائيلي، وما يعقبها من سقوط نظرية الأمن الإسرائيلي خاصة بعد إقامة جدار الفصل العنصري بالضفة الغربية، الذي لا يمنع شباب المقاومة من تنفيذ عمليات استهداف الإسرائيليين، كما أن العمليات الفردية رد فعل لما يحدث من انتهاكات يومية بحق شعب يقع بأكمله تحت الاحتلال ويتعرض لضغط شديد وهائل. فتحت العمليات الأخيرة الباب على مصراعيه أمام احتمالات نشوب الانتفاضة الفلسطينية الثالثة والتي ظهرت بشائرها في القدس قبل عدة أشهر بتعدد هذه العمليات، من جانبها أعربت الفصائل الفلسطينية عن ترحيبها بهذه العمليات حيث باركت حركة المقاومة "حماس" وأكدت أن "عملية القدس البطولية هي رد فعل طبيعي على ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم وانتهاكات بحق أهلنا في القدس وحكومة الاحتلال العنصرية المتطرفة تتحمل مسئولية ما وصلت إليه الأوضاع في القدس. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكدت أيضا على أن العملية تأتي في سياق الرد على جرائم الاحتلال وأنها دليل بأن مشروع المقاومة أصبح مطلبا وفطرة لدى كل فلسطيني في العالم.