على الرغم من الانتهاكات المتكررة للكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين والتعدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية بصورة يومية، إلا أن الكثيرين منهم يغضون الطرف عن ذلك ويتسألون لماذا تتكرر عمليات الطعن والدهس التي ينفذها الشباب الفلسطيني؟، متناسين ما يقوم به الاحتلال من سحل وضرب واعتقال يومي ضد الفلسطينيين. تكررت عمليات الطعن التي يقوم بها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين في الآونة الأخيرة والتي تشير إلى عودة هذا النوع من المقاومة الفلسطينية القديمة إلى الساحة من جديد في ظل الانقسام الحاد بين الفصائل الفلسطينية وبعد خسارة معركة فلسطين الأولى بالأممالمتحدة، فهل يحقق ذلك نجاحًا يؤثر على المنظومة الأمنية للكيان الصهيوني؟ حيث نفذت اليوم عملية طعن بتل أبيب أسفرت عن إصابة 12 إسرائيليا بينهم 6 في حالة خطرة. تفاصيل الحادث نشر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية تفاصيل العملية حيث قال إن شخصا كان على متن الحافلة رقم 40 استل سكينا وأقدم على طعن سائق الحافلة، ومن ثم طعن عددا من الركاب، وحاول الهرب من الحافلة بعد فتح أبوابها من قبل أحد الركاب، وأثناء ذلك طعن عددا آخر، واستمر في الهروب، ما تسبب في إصابة 9 إسرائيليين بطعنات، وقامت الشرطة الإسرائيلية بملاحقة منفذ عملية الطعن وأطلقت عليه النار ما تسبب في إصابته في قدمه وتم اعتقاله بعد ذلك. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن منفذ العملية فلسطيني من سكان منطقة طولكرم البالغ من العمر نحو 23 عاما اعتقل وما زالت التحقيقات مستمرة، واغلق الاحتلال مكان العملية في الوقت الذي وصلت فيه طواقم الإسعاف التي نقلت كافة المصابين إلى المستشفيات الإسرائيلية. فشل معركة الأممالمتحدة والمقاومة الفردية لعل تكرار هذه الحوادث يؤكد لنا فشل التوافق والمصالحة الحزبية، فعدم اتفاق الفصائل الفلسطينية على إستراتيجية وطنية لمقاومة الاحتلال دفع الشباب الفلسطيني لأخذ زمام المبادرة وتنفيذ العمليات الفردية خاصة في مدينة القدس والضفة، مما يؤكد أن سر نجاح هذه العمليات يكمن بان منفذيها يخططون بأنفسهم، لان إسرائيل تراقب الهواتف النقالة للفصائل وتراقب تحركات أفرادها، وبالتالي بدأ التفكير في حلاً آخر. ويري المحللون الفلسطينيون أن العمليات الفردية لها تأثير سلبي كبير على الاحتلال الإسرائيلي، وربما سقوط نظرية الأمن الإسرائيلي خاصة بعد إقامة جدار الفصل العنصري بالضفة الغربية، الذي لا يمنع شباب المقاومة من تنفيذ عمليات استهداف للإسرائيليين، مؤكدين أن العمليات الفردية رد فعل لما يحدث من انتهاكات يومية بحق شعب يقع بأكمله تحت الاحتلال ويتعرض لضغط شديد وهائل. وبعد خسارة المعركة الأولي للقيادة الفلسطينية في الأممالمتحدة ورفض المشروع المقدم لمجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال عامين أصبح أمام الشباب حلًا آخر وهو المواجهة والمقاومة لاسترجاع الأرض المنهوبة وتمثل ذلك في تكرار هذه العمليات ففي أقل من شهر وقع حوالي 7 عمليات طعن للمستوطنين الإسرائيليين. الاحتلال بين التخوف والغضب توالت ردود الأفعال الغاضبة عقب حادثة الطعن، حيث قال وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان إن "من يقف خلف هذه العملية في تل أبيب هم أيضاً من يقفون خلف أعمال العنف في رهط وموجه العمليات في القدس"، مشيرًا إلى أن "أبو مازن، اسماعيل هنية، رائد صلاح، حنين زعبي، وأحمد الطيبي وشركائهم؛ جميعهم جزء من نفس المسار لتقويض حق الاحتلال في الوجود كدولة يهودية، وأنه لا يهم إذا كان في الضفة الغربية، في النقب، في الجليل، في تل أبيب أو حتى في القدس". من جهته؛ قال رئيس "المعسكر الصهيوني" يتسحاق هرتسوغ إنه "لا يوجد اليوم أي احساس بالأمان عند سكان الاحتلال، سواء بالقدس أو غلاف غزة أو تل أبيب"، مشيراً إلى أنه لن يقبل "أي وضع يكون فيه الإسرائيليين غير قادرين على الانتقال والسفر بأمان في المواصلات العامة". كما علّقت عضو الكنيست من "البيت اليهودي" أوريت ستروك متهمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه "يمول ويشجع ويشيد بمثل تلك الهجمات، هو المسؤول الرئيسي بلا شك عن هذا الهجوم"، مضيفة أن "من يقوم بدفع راتب للمنفذين ويخطط لأعمال إرهابية بشوارع الاحتلال بيد، وبيده الأخرى يوقع على تحقيقات في محكمة لاهاي؛ هو ليس شريكاً، ولكنه عدو يجب التصرف معه بطريقة مناسبة".