اقترب, تعال, انظر, بضاعة جيدة, والسعر مغرٍ. (1) تعلمنا أن نكون أقوياء ننفذ الأمر أولاً ثم نعترض, هكذا روضنا فى جبن مرواغته الثعلبية الماكرة, الدَهَرَ. لا الدّهْرُ الذى يعنى مُدَّةُ الحَياةِ الدُّنْيا كُلُّها عَنيتُ..,وإنما دَهَرَ القَوْمَ من بساحتهم نزل المَكْروهٌ . و المكروه أصولياً هو: حكم تكليفي بمعنى: ما يطلب في الشرع تركه من غير إلزام. وفقيهاً هو العمل الذي يُثاب تاركه – امتثالا – ولا يأثم فاعله، وهو أحد الأحكام الخمسة على الأشياء والأفعال: الفرض/ الواجب، والاستحباب، والإباحة / الحِلّ ، والكراهة ، والتحريم. هل يجب أن أكتب لأشرح ؟ هل عليك أن تقرأ ولا تفهم شيئاً؟ لا يجب ولا عليك, دعنى أكتب ما تفهم, أقول: تعلمنا أن نكون أقوياء أمام رغبات هذين الطفلين – أى طفلين – المهمة لدى الله مثل أعظم الزهاد والمتقين الأطفال أيضاً فى حجر الحق, كالأطفال أيضا لا تقلهم الأرض ولا تظلهم السماء, واحد في الذات لا يقبله أحد ولا يقبل أحداً. آه حنثتُ قولى لك منذ برهة, أن أكتب ما تفهم, لا عليك, اعذرلي.., فليس هناك من مفر من مصاعب الحياة, مع ذلك عليك أن تسعى لكى تتحمل مصاعب تحفظ بها كرامتك الإنسانية. (2) هل عشت معى منذ برهه هذيان روح تئن فى محبسها, هل اعتراك الشفقة الآن ؟ أم العجب ؟. هل أنت الآن تتعرض لمناورة تغسل روحك لتقطر منها على عقلك طهر ناعم الملمس, يقينىٌ بالله يقينى.هل أقسمت لك ؟ أم أخبرتك ؟ هل كفرت بهذيانى؟ هل أعدك غير حانث ؟ كرةً أخرى. يكفى ما أضعته لك من وقت ثمين. أغلق ما سبق تماماً فى حجرة سحيقة داخل عقلك, واكتب على بابها, صلاة الفرح والسعادة هى المقبولة حقاً. (3) كل ما سبق كان لي, قصدت غسل فكرى من الشبهات, التى لا تُميز بين العالِم والعامى, والشاه والشحاذ…, حتى اسرد عليكم ما أريد, أنتم المتحملون حتى الآن عناء القراءة لى, واكمال النص, وما أردت أن أرهقكم أو أطيل عليكم أيها المحترمون العقول. وإنما أردت إفزاع عقول أحداث الأسنان و سفهاء الأحلام. فمقالنا اليوم حكمة ولن يتعذر علينا حفظ الحكمة, ولم نُحْرَم الشفقة فأردنا لمثلنا أن يحسبه الجاهل تافه, فلا يستحل رجال دمي, يرون أقبح ما يفعلون حسنا. (4) طبتم أيها الواصلون معى المتصلون بحبل الحكمة السُرى, وطابت لكم بكم روحى, فلا علم إلا بين سؤال وجواب, ولم أعن أبداً مطلقاً علم العلماء. عنيت البُلماء. وكان السؤال: عن الحكمة فى المعرفة والفلسفة التى نبحث عنها, وأى معضلة للناس تحلها ؟ وعليه كانت هذه المحاورة طهر مطهراً تطهيرا.. (5) الشيخ: سلام عليكم التلميذ: وعليك السلام حضرة الشيخ الشيخ: صلاة الفرح والسرور هى المقبولة حقاً, بالسرعة التى دخلت بها المسجد ظننت أنك وجدت الجواب على السؤال الذى طرحته عليك ؟ التمليذ: بلى, سألتنى عن المعرفة والفلسفة التى أبحث عنها, وأى معضلة للناس تحلها, أنا أظن يا حضرة الشيخ أن الجهل هو أهم المعضلات التى تمثل مصدرالكثير من مصاعب الناس, العالم الذى نعيش فيه يمثل أعظم معجزات الخلق, وإن كبرى واجبات الفلسفة والفلاسفة هى تقاسم الوجد, والحيرة, الناتجة عن تلك المعجزة الكبرى مع الخلق, الذى غفلوا عنها بسب انشغالهم فى أمور المعاش والأمور الدنيوية. والقسم الآخر من تلك المعضلات هو إفراز للأوهام والخرافات التى أوجدت بينهم وبين جوهر العقيدة النبوية. الشيخ: غَيرِها, هل لديك إجابة غيرها ؟ التلميذ: غيرها.. غيرها.. أن الفلسفة والحكمة مكلفون بإزالة تلك الفواصل وأيضاً بإعادة إحساس الحيرة للإنسان الخاوي حتى يدرك عباد الله الملكوت الإلهى ببصيرة العقل…. فلعل هذا الأمر هو أفضل السبل لتقديم تعريف عن الإنسان… الشيخ بدت عليه علامات الاستغراب والاستهجان والغضب والقوة التلميذ: هل قلت كلاماً غير موضوعى حضرة الاستاذ ؟ الشيخ: أنا لدي عينٌ عذبة ككل المياه العذبة, لدى حظ ٌ كعين كسرى النائمة ابداً, وعندى روح كلها آلآم كجسم مجنون ليلى, وعندى جسمٌ يتلوى مثل خصل شعر الحبيب, بسم ذى الجلال والإكرام انظر هنا " V "…وأشار إليه باصبعين السبابة والوسطى علامة للنصر, كانا يقفان فى سوق المدينة عندما انتهى بهم الحديث إلى هذه النقطة, ونظر التلميذ حوله ليجد كل من هم بالسوق خُشب ُمسنّدة لا حراك بها, ولما رأى الدهشة المغوية بالمزيد فى عين تلميذه قال له.. الشيخ: الإنسان الذى يمكن وصفه يا ولدى هو فاقد الحركة وفاقد الحياة, أن تعرض وصفاً للإنسان فى حال التحول وفى حال التغيير المستمر ليس عملاً بسيطاً, يمكن أن يزعمه البسطاء. فى أمان الله, ودّعه فى السكون وهمّ لينصرف. التلميذ: منادياً فى هلع, لكن يا حضرة الأُستاذ كيف تمكنت أنت ؟ الشيخ: ماذا…؟ ماذا….؟ التلميذ: هذا.. والتفت وإذ به يرى السكون من حوله وقد تحول إلى ضجيج معتاد وحركة دائبة.. الشيخ: وقد بدا منفعلاً قليلاً.. أنت تزعم يا ولدى أنك قادر على أن تطوي كل سبيل من سبل الدين, التى يمكنك بها إزالة "أوهام " الناس, كيف دخلتها بنفسك فى لحظة للحظة واحدة ؟ التلميذ: أنا… لا.. لا.. لا أعتقد ذلك. الشيخ: إذاً ما حدث كيف يمكنك تفسيره تفسيراً عقلياً..؟ الشيخ: هل تستطيع تفسيره ؟ الشيخ: هل..؟ التلميذ: هذا ما لا يمكن تفسيره..! الشيخ: نعم لا يمكن تفسيره بالعقل المجرد, هذا صحيح يا ولدى, لكن العقل القائم على تزكية النفس, العقل المهيمن على القلب يضمن ذلك.. وهو أبعد بكثير من أن تدركه العقول.. لا يمكن أبداً أن تتصوره يا بني, أبعد من أن تتصوره…. استيقظ من النوم لم يغادر قط, كان حِلماً عظيماً, وكان يردد الحذر, الحذر, لقد حلم حتى ظُن أنه قد غَفر… القصة مشهورة فى تاريخ الفكر, لم ابتدعها مطلقاً.. تاريخ الفكر أيها السادة, يختص قسم منه بالتشكيك أيضاً, ولا عجب منكم يا سادة, وأنتم تجلسون مكان عظماء من أمثال " ابن سينا" و " ابن رشد " و" الفارابي " ومازلتم تجهلون أن إيمان باحث يَعبُر مئات الدهاليز المتعرجة, أقوى مائة مرة من إيمان مئات المؤمنين الذين يتجنبون الخوض… فلأذهب لا فائدة مني.. إذا عثرت على مغزى هذا النفس الواحد. [email protected]