ما بين تصريحات وزيارات استهلاكية حكومية للأماكن السياحية ببنى سويف على مدار السنوات الماضية والتى لم تعد تشغل بال الكثيرين، والإهمال الشديد بهذه الأماكن، كان للمواطنين ببنى سويف آراء أخرى لتطوير وتنشيط السياحة بمحافظتهم، خاصة بهرم ميدوم ومحمية كهف وادى سنور ومنطقة إهناسيا الأثرية، بجانب متحف بنى سويف. "أحمد عاطف" موظف طالب الدولة بالاهتمام بالهرم والأماكن السياحية الأخرى بالمحافظة الغنية بالآثار، مشددًا على أن أساليب الترويج لها عقيمة، ولا تناسب قدرها تاريخيًّا، مشيرًا إلى أن المحافظ صرح منذ عام ونصف بالاهتمام بتلك المناطق وتفعيل سياحة اليوم الواحد، وحتى الآن لا جديد على أرض الواقع. وأشار "خالد الصاوى" الناقد الأدبى إلى أهمية البدء فى توضيح أهمية السياحة في بني سويف كمحافظة متخمة بالأماكن الأثرية وقريبة من القاهرة الكبرى، وأصبحت المسافات أقصر بسبب شبكة الطرق الجديدة، فرغم أن بني سويف محافظة فقيرة ماليًّا، إلا أنها غنية تراثيًّا، ففيها مزارات فرعونية ودينية قبطية أو إسلامية، ويجب الاهتمام بعمل مشروع سياحي متكامل في بني سويف باستثمار كل قطعة حجر تراثية لدينا، وسوف يدر دخلاً، ويحرك الواقع التجاري السويفي. وطالب "عمرو محمد" موظف بمركز التعليم المفتوح بجامعة بنى سويف بتفعيل التواجد الأمنى؛ لطمأنة السائحين، بالإضافة إلى ترويج الحكومة المصرية لمنطقة هرم ميدوم خارجيًّا في الدول الأوروبية بكافة السبل المتاحة، بجانب تنشيط المراكب السياحية وخفض الرسوم بها والاهتمام بشبكة الطرق داخل المحافظة. ونبه "أيمن ربيع" موظف بوزارة الصناعة والتجارة إلى أهمية عمل حملة لهذه الأماكن بوسائل الاتصال الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعى والاتصال بشركات السياحة وعمل تنسيق معها ومع الفنادق الموجودة بالمحافظة؛ للعمل على تنشيط دورها وتعميق دور الإعلام وفتح حوار معها وتدخل المحافظ وتفعيل دور إدارة الاستثمار فيها، والأهم أن يكون هناك تنسيق بين الشركات المهتمة بالسياحة الداخلية والمحافظة والفنادق، وعمل حملة تسمى "أسبوع ميدوم"، والبدء بحملة تشارك فيها شركات السياحة والمحافظ والفنادق داخل المحافظة للتحضير لهذا الأسبوع، مقترحًا أن يكون فى إجازة نصف العام أو نهاية العام الدراسي، وعمل رحلات للطلبة والجامعات، كأن تدعو جامعة بنى سويف لمارثون رياضى لجميع الجامعات تحت سفح هرم ميدوم، وتنقله القنوات التليفزيونية. وطالب "مصطفى بدوى" منسق حركة "صعيد من أجل مصر" بتحسين شبكة الطرق وتأمينها، بجانب توفير خدمات سياحية، كفنادق للسياح تليق بهم، والاهتمام بمستوى الفندقة، بالإضافة إلى دراسة إنشاء متحف بجوار الهرم، وسيكون أفضل من وجوده بجوار حديقة الحيوانات، وتدريب وتوفير عمالة ماهرة قادرة على جذب السائح، والأهم أن تتوفر نية صادقة لدى المسئولين فى التطوير. وقال "جمعة رمضان" ناشط سياسى: "في تقديري بني سويف من المحافظات المهملة سياحيًّا رغم ما بها من صروح أثرية وتاريخية هامة، كهرم ميدوم وآثار إهناسيا المطمورة تحت أكوام القمامة على مدى عقود طويلة، ومنطقة آثار الحيبة، وكهف سنور، وغيرها من المشاهد الأثرية المهمة التي أهملت الدولة ومعها الإدارة المحلية في استثمارها سياحيًّا، والمستفيد من هذا الإهمال بالقطع لصوص الآثار ومافيا تجارتها"، لافتًا إلى أنه خلال الفترة الماضية تم الترويج من قِبَل بعض المشايخ والمنتمين لتيار الإسلام السياسي لشرعنة السطو على الآثار بالمخالفة للقانون العام، بل وتشويه الحضارة الفرعونية ومحاولة نزع روحها من وجدان المصريين؛ إمعانًا في اقتلاع جذورهم الحضارية التليدة وإعادة تشكيل وجدانهم وفقًا لمشروعهم الإقصائي.