رغم أن بني سويف كانت عاصمة الدولة في عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة الفرعونيتين وبها مدينة إهناسيا وكانت أقدم المواطن المقدسة علي أرض هذا الوادي. كما أنها كانت من ألمع المدن المصرية في عهد الإغريق. ثم أصبحت من أجمل مدن الصعيد التي تمتاز بمسطحاتها الخضراء المنتشرة علي جانبي النيل ويتميز مناخها بالاعتدال طوال السنة. كما تتميز بني سويف بأنها أرض الحضارات فهي تجمع بين الحضارات القديمة الفرعونية واليونانية والقبطية والإسلامية كما تتعدد المناطق الأثرية الفرعونية المنتشرة في جميع أنحاء المحافظة ومنها ما هو قائم علي سطح الأرض كالأهرام والمصاطب ومنها ما هو في باطن الأرض كالمقابر. وهناك مجهودات حديثة قامت بها المحافظة سواء من إنشاء متحف للآثار يضم الآثار التي تم اكتشافها في المحافظة وإنشاء مرسي سياحي علي النيل حيث الباخرة العائمة "روزيتا" وتطوير واحة هرم ميدوم ورصف الطريق المؤدي إلي كهف وادي سنهور الذي يرجع تاريخه إلي ملايين السنين. إلا أن المسئولين في وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة تجاهلوها ولم يضعوها علي الخريطة السياحية. قالت نادية عاشور - مدير عام منطقة آثاربني سويف: إن المحافظة تضم العديد من المناطق الأثرية ذات العصور المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والمحميات الطبيعية والمتاحف. أوضحت أن الآثار الفرعونية الموجودة بالمحافظة أهمها هرم ميدوم الذي بناه الملك حوني آخر ملوك الأسرة الثالثة واتجه الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة ووالد الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر بالجيزة ويصل ارتفاعه إلي 45 مترا ومكونا من 7 درجات لم يبق منها إلا أربع وطوله 57 مترا ويحيط بالهرم 22 مصطبة خاصة بأمراء الدولة في ذلك الوقت وأهمها رقم 16 للأمير "نفرمعات" وزوجته "أنت" ونقلت منها جميع النقوش إلي متاحف العالم وأهمها لوحة "أوز ميدوم" الموجودة حاليا بالمتحف المصري بالقاهرة. كما توجد منطقة آثار أبوصير إحدي المدن المقدسة التي أخذت اسمها من الإله أوزيريس إله الموتي وهي جبانة كبيرة تضم مقابر منذ عصر الدولة الوسطي إلي العصر الإسلامي. وتوجد منطقة آثار إهناسيا والتي كانت عاصمة الإقليم العشرين وعاصمة لمصر في عصر الأسرتين التاسعة والعاشرة الفرعونيتين وفيها توج الإله أوزيريس ملكا علي الدنيا ومنها خرجت قصة الفلاح الفصيح التي تعتبر درة من درر الأدب المصري القديم. بالإضافة إلي جبانة سدهنت الجبل ومنطقة آثار دشاشة ومنطقة آثار الحيبة. أكدت نادية عاشور أنه توجد سياحة دينية تضم مزارات وآثار قبطية منها منطقة آثار المضل وأهم ما اكتشف بها كتاب مزامير النبي داود باللغة القبطية والمدون علي جلد غزال باللهجة البهنساوي ونقل إلي المتحف المصري بالقاهرة. وعلي بعد 50 كيلو نجد منطقة محاجر وادي سنور والذي يوجد بها أجود أنواع الخامات من حجر الألباستر الذي استخدمه الفراعنة في إقامة المعابد والأواني والتماثيل الخاصة بهم ومازال حتي الآن هو أحسن خامات الألباستر في العالم. ويوجد دير أبوإسحاق المعروف بدير الحمام ويرجع تاريخه إلي القرن الرابع الميلادي والذي بني جداره الدبابير من الطين حماية له. ويوجد دير ماجرجس المعروف بدير سدمنت الجبل ودير العذراء مريم ببياض العرب وكنيسة الأنبا أنطونيوس بناصر وكنيسة الأنبا بولا بناصر. أكدت أنه توجد أيضا آثار ومزارات إسلامية مثل مقبرة مروان بن محمد.. مروان الثاني "وهو آخر ولاة الدولة الأموية ومئذنة الجامع الكبير بدلاص ترجع للعصر الفاطمي ومسجد السيدة حورية وهو من أشهر المساجد بالمحافظة والسيدة حورية اسمها الحقيقي زينب الحسينية ولقبت بالحورية لشدة جمالها وورعها توفيت وهي بكر ولم تتزوج ويرجع نسبها من جهة الأب إلي سيدي أبي عبدالله شرف الدين ابن الإمام الحسين بن علي كرم الله وجهه أما نسبها من جهة الأم فأمها ابنة كسري ملك الفرس وحضرت إلي بني سويف مع الفتوحات الإسلامية مع موكب عظيم من آل البيت والتابعين. بجانب وجود متحف يضم العديد من الآثار الفرعونية واليونانية والقبطية والإسلامية والعصر الحديث. أماإخلاص أحمد خليل مدير عام إدارة تنشيط السياحة ببني سويف فقالت بالإضافة إلي المناطق الأثرية يوجد أيضا كهف وادي سنورإحدي المحميات الطبيعية وهو من الكهوف النادرة والفريدة من نوعها وهوأحد أندر ثلاثة كهوف علي مستوي العالم ويرجع تاريخ تكوينه إلي 65 مليون سنة وهو كهف طبيعي وقد زاره الدكتور مصطفي محمود عام 1992 وعرضه في التليفزيون. وعن السياحة النيلية أوضحت أنه تم إنشاء مرسي النيل السياحي وتم تطويره وتجديده وتقف أمامه حاليا الباخرة العائمة "روزيتا" بجانب وجود كورنيش للنيل وحديقة حيوان تم تطويرها مؤخرا وسياحة المؤتمرات والفنادق والمطاعم والكافتيريات. أكد المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف أن المحافظة تسعي جاهدة لوضع بني سويف علي الخريطة السياحية بما لديها من مقومات أثرية وسياحية وبيئية وتنشيطا وترويجا للسياحة الخارجية والداخلية. فقد تم الحصول علي فندق عائم "روزيتا" بمرسي النيل السياحي المواجه لديوان عام المحافظة ويعد إضافة جديدة للمحافظة حيث يبلغ طول الفندق العائم 70 مترا بعرض 12 مترا ويحوي 50 غرفة ومجهزا بقاعة طعام ومقهي وحمام سباحة وقاعة أفراد صغيرة لتكون متنفسا لأبناء المحافظة للعمل علي زيادة الطاقة الفندقية بالمحافظة. أضاف أنه سيتم تطوير وتدعيم محمية كهف سنور حيث تم تشكيل لجنة من الإدارة المركزية للمحميات الطبيعية بوزارة البيئة ومركز الحد من المخاطر بجامعة القاهرة بناء علي توجيهات د. مصطفي كامل وزير البيئة لتطوير وتدعيم محمية كهف سنور والمنطقة المحيطة بها بهدف إعادة فتح كهف سنور كمزار سياحي بيئي بالمحافظة نظرا لما يحويه من ثروة طبيعية وعلمية من تكوينات جيرية وترسيبات تكونت علي مدار الزمن داخل الكهف والتي تعد ظاهرة فريدة من نوعها وهو ما يؤدي إلي استثمار مقومات بني سويف السياحية والأثرية في صنع تنمية ونهضة سياحية للمحافظة في محاولة من جانب بني سويف لوضعها علي الخريطة السياحية.