اشتباكات مستمرة لا تنتهي بين وزارة الثقافة والصحافة، نظرًا لما تمثله هذه الوزارة من أهمية وخطورة على التفكير المصري، فهي أحد الأعمدة الرئاسية التي يقع على عاتقها توعيه هذا الشعب الذي يعاني شبح الأمية والخرافات التي لا تنتهي علاوة على ما انتشر مؤخرًا من عنف وتطرف فكري. المسرح القومي الذي يتم ترميمه حاليًا، هو الشرارة التي أشعلت الصراع مرة أخرى؛ إذ كتب الدكتور حازم شبل في عدد جريدة الأخبار الصادر بتاريخ 9/9/2014، تقريرًا يفيد فيه بوجود مخالفات في الترميم كإضافات تقنية لميكانيزم المسرح، كما نشرت بعض الصحف الإلكترونية مؤخرًا تصريحات من كبار الأثريين الذين استنكروا إنشاء المبنى الإداري للمسرح بواجهة زجاجية مما يؤثر بالسلب على قيمة المسرح التراثية. وبناء على ذلك قدم الدكتور جابر عصفور- وزير الثقافة، بيانًا موثقًا يفيد فيه أنه قام في التحقيق فيما نشرته الصحافة، إذ أكد أنه فتح تحقيق بإشراف المستشار القانوني لوزير الثقافة للتحقيق في كل ما أثير من مخالفات تم نشرها بالصحف والمواقع الإلكترونية وحصر كل الإجراءات التى تمت اعتباراً من 12/10/2008 تاريخ بدء إجراءات تطوير وترميم المسرح القومي حتى تاريخه . فأمر بتشكيل لجنة هندسية من مركز بحوث ودراسات الهندسة المدنية التابع لجامعة القاهرة برئاسة الدكتور وهبة الطحان- أستاذ الأعمال الإنشائية والدكتور أسامة عبد العال- أستاذ أعمال الحماية المدنية بكلية الهندسة لمراجعة أعمال شبكة الحريق المنفذة بالمسرح القومي مع إيقاف صرف كافة المستخلصات الخاصة بتنفيذ تلك الشبكة لحين إيداع اللجنة تقريرها؛ حيث قامت اللجنة بإيداع تقرير انتهت فيه إلى مطابقة نظام انذار الحريق وأنظمة الإطفاء بالغازات والأعمال الإنشائية للخزان الأرض وستار الحريق للأصول الهندسية المرعية والمعتمدة من استشارى جامعة القاهرة. أيضًا أمر «عصفور» بتشكيل لجنة هندسة من أساتذة الميكانيزم بأكاديمية الفنون لمراجعة الأعمال الهندسية الخاصة بخشبة المسرح القومي برئاسة الدكتور إسلام النجدي والدكتور رامي بنيامين، والدكتور محمود سامي أساتذة الميكانيزم بأكاديمية الفنون. وقد أودعت اللجنة تقريرها الذي انتهت فيه إلى عدم صحة التقرير المقدم من الدكتور حازم شبل المرسل إلى وزير الثقافة، بشأن عدم وجود أية إضافات تقنية لميكانيزم المسرح إذ أثبتت المعاينة وجود تلك الإضافات التقنية منها وجود قرص دوار كهربى يجاوز قطره ما هو موجود فى دار الأوبرا المصرية، فضلاً عن وجود ستارة مزدوجة للمسرح، أيضًا أفاد التقرير عدم دقة ما ورد بتقرير الدكتور حازم شبل بشأن تطابق مواصفات ميكانيزم المسرح القومى مع ميكانيزم قصر ثقافة الجيزة، وتنفيذ الأخير بمبلغ أقل، إذ أثبتت معاينة اللجنة اختلاف الميكانيزم المنفذ بالمسرح القومى وتميزه بالحداثة والتجهيزات ذات المستوى الأعلى من تلك المنفذة بهيئة قصور الثقافة . أما بالنسبة لما تناولته بعض المقالات المنشورة في الصحف والمواقع الإليكترونية بشأن إنشاء المبنى الإدارى بواجهة زجاجية على نحو أثر على التراثالمعماري الخاص بمبنى المسرح القومى فإن الوزارة توضح عدداً من الأمور فى ذلك الصدد، أن اللجنة التى اعتمدت تلك الرسومات الهندسية والمشكلة بموجب قرار وزير الثقافة رقم 56 لسنة 2009 والقرار رقم 545 لسنة 2010 والمعاد تشكيلها بموجب القرار الصادر بتاريخ 28/7/2013 بالقرار رقم 517 لسنة 2013 يتضمن تشكيلها ممثلاً عن وزارة الآثار وذلك لمراعاة الطابع الأثرى لمبنى المسرح القومي . كما أن اختيار الواجهة الزجاجية للمبنى الإدارى وفقاً للرسومات المعتمدة منذ شهر أكتوبر 2013 من اللجنة المسئولة عن ذلك مبررها من الناحية الفنية هو المزج ما بين التراث الأثري لمبنى المسرح القومي والتراث المعمارى الحديث وهو الأمر المطبق في العديد من مجالات الترميم والتطوير للمباني الأثرية في العالم . جدير بالذكر أن جابر عصفور- وزير الثقافة، أحال صباح يوم الاثنين الموافق 20 أكتوبر الجاري كافة هذه الوقائع والتقارير الفنية إلى النيابة للتحقيق فيها قضائياً .