قالت إذاعة فويس أوف أمريكا إن هناك مؤشرات تدل على أن تنظيم داعش الإرهابي يشق طريقه بين مسلحي باكستان. وأوضحت الإذاعة الأمريكية أنه تم رصد كتيبات دعائية تابعة للتنظيم مترجمة للغات المحلية في أجزاء بشمال غرب باكستان والمحافظات الحدودية الأفغانية في الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف من أن التنظيم يسعى لتوسيع نفوذه في المنطقة التي تعاني بالفعل من مشاكل الإرهاب. لكن مسؤولين أمريكيين وأفغانيين يقولون إن هذه الدعاية قد تكون بفعل أفراد لا علاقة لهم بحقيقة الموقف، أو وسائل التواصل الاجتماعي، وأنه ليس مؤكدا حتى الآن أن ل"داعش" آثار أقدام في أفغانستان أو باكستان. ووفقا لمسؤولين باكستانيين فإن هناك تكثيفا عسكريا، خاصة في منطقة شمال وزيرستان القبلية التي على مقربة من الحدود الأفغانية، تهدف لمنع الشبكات الإرهابية الخارجية مثل داعش من إقامة نفوذ أو مساعدة حركة طالبان الإرهابية المحلية في باكستان، خاصة في أوج انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. ومن جانبه قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال سليم باجوا، إنه لن يكون هناك تقويضا لجهود مكافحة التشدد الجارية في البلاد، خاصة وأن في هذا العالم كل شيء له تأثير، "الدومينوز" بإمكانه أن ينتشر في أي مكان وعبر العالم كله، وإننا مراقبون لكل التطورات في المنطقة أو خارجها، ومتخذون كل التدابير اللازمة، مضيفا أنهم سيبذلون ما بوسعهم للتأكد من عدم وجود إرهابيين ينفذون أنشطتهم المدمرة داخل البلاد، وأنهم لا يستخدمون أراضيهم لتنفيذ أي أنشطة في أماكن اخرى. في حين أعلنت مجموعة منشقة عن حركة طالبان الباكستانية، ولاءها لتنظيم داعش، وأصدرت بيانا هذا الأسبوع موقعا من زعيم طالبان الهارب مولوي فضل الله، مشيدا فيه بما تفعله داعش، في سورياوالعراق ووعد بمساعدتهم إذا طلبوا. ويقول الكاتب الباكستاني زاهيد حسين، إن داعش استفادت من حالة الفوضى وانهيار هياكل الدولة في العراقوسوريا، مضيفا أن باكستان لديها بنية قوية منعت تنظيمات كالقاعدة وطالبان من فرض أيديولوجيتها المتطرفة على البلاد، لكن إذا حاولت داعش وضع قدمها في الدولة فربما تحدث زيادة في العمليات الإرهابية، لكنهم لن يستطيعوا القيام بما يفعلوه في الشرق الأوسط. ويرى الخبراء أنه دون وضع استراتيجية فعالة طويلة الأمد لمكافحة الإرهاب، ستظل دول مثل باكستان تتعرض لتدخلات من قبل القوات المتطرفة. ويؤكد السفير الأفغاني بباكستان جنان موسازي، أن بلاده على بينة من العواقب إذا استطاعت داعش التجذر في أفغانستان بعد رحيل القوات الدولية، ولهذا يجب تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي للوقاية من هذا الاحتمال، مضيفا أن الإرهابيين دائما متعاونين داعمين بعضهم البعض، لذا على الدول أيضا العمل في تعاون أمني وعسكري واستخباراتي للقضاء على هذا السرطان. والأهم من ذلك التأكد من أن ظاهرة داعش لن تمتد لدول مثل باكستان أو أفغانستان أو دول إسلامية أخرى، مشيرا إلى ضرورة القيام بعملية اجتثاث التطرف كاستراتيجية وطنية.