قالت وزيرة الخارجية الباكستانية ان بلادها لا تملك اجندة سرية بالنسبة للشأن الافغاني، في ردها على تسريبات من تقرير لحلف شمال الاطلسي (الناتو) اتهم اسلام آباد بصلات مع حركة طالبان الافغانية. واوضحت الوزيرة هينا رباني خار، التي كانت تتحدث برفقة نظيرها الافغاني في كابول، ان تلك المزاعم التي جاءت في التقرير مزاعم قديمة في ثوب اقدم . ويقول تقرير الناتو ان طالبان تحصل على مساعدات ودعم من اجهزة الامن الباكستانية، وان الحركة ما زالت عنيدة متزمتة في مواقفها، وتحظى بدعم واسع بين الافغان. ووضع التقرير، الذي جاء بعنوان دولة طالبان ، استنادا الى 27 ألف عملية استجواب مع اكثر من أربعة آلاف من افراد طالبان المعتقلين ومن عناصر القاعدة ومسلحين اجانب آخرين، ومدنيين. ويقول مراسل بي بي سي في كابول كوينتين سومرفيل ان التقرير يعد امرا محبطا بالنسبة للقوات الدولية وللحكومة الافغانية. كما انه يأتي في وقت نفت فيه طالبان انها تستعد لاجراء محادثات اولية مع الحكومة الافغانية في السعودية. وقال الناطق باسم القوات الدولية في افغانستان (ايساف) البريغادير جنرال كارستن جيكوبسون، محذرا، ان التقرير عبارة عن خلاصة تحقيقات واستجوابات اجريت بعد اعتقال هؤلاء مباشرة، وعليه لا يمكننا ان نضع لما قيل فيها قيمة كبيرة، لانه هؤلاء كانوا يتحدثون عن نظرتهم الخاصة واعتقاداتهم لما جاءت به الحملة (العسكرية الغربية)، وان هذا ما يريدون لنا ان نعتقده حول كيفية سيرها . ويقول مراسلنا ان التقرير يكشف بشكل واضح، ولاول مرة، طبيعة العلاقة بين اجهزة الامن والاستخبارات الباكستانية وطالبان. ويشير التقرير الى ان تلاعب باكستان بقيادة طالبان مستمر بدون اي اعاقات او توقف ، وان باكستان تعلم اين هي اماكن تواجد القادة الرئيسيين للحركة. ويرى التقرير انه في حال سقوط افغانستان في ايدي طالبان، فان الاخيرة ستضمن لباكستان نفوذا في افغانستان، التي ترى اسلام اباد انها منطقة عازلة مع غريمتها الهند. ويستنتج التقرير انه بالنسبة لطالبان فانها ستظل بحاجة الى اسلام اباد لمساعدتها في التعامل مع حكومة الرئيس الافغاني حامد كرزاي. ورغم ان الناتو يقول ان التقرير يعكس رؤية طالبانية، الا انه يرسم صورة لاستياء متنام بين الافغان مع استمرار الفساد في الحكومة الافغانية، وهو ما يدفع الناس الى التقرب اكثر الى طالبان، لكن الكثير من الافغان ما زالوا حائرين اي اتجاه يسلكون. لكن الوزيرة الباكستانية تقول ان هذه المزاعم قيلت في العديد من المناسبات السابقة، وان باكستان ستظل متمسكة بمبادرة السلام التي تطرحها الحكومة الافغانية، ونحن ليس لدينا اجندة سرية خفية، ونعتبر اي تهديد لاستقلال وسيادة افغانستان تهديدا لوجود باكستان . ويشرح الادميرال مايك مولين، القائد السابق للقوات المسلحة الامريكية، قرب باكستان من طالبان، بالقول ان الجيش الباكستاني مخترق من عناصر دينية متطرفة. ويرى مولين ان ذلك يعتبر جزءا من استراتيجية كبرى تهدف الى رفع مستوى النفوذ الباكستاني في المنطقة عبر وكلاء . كما يشير التقرير الى تضاؤل نفوذ تنظيم القاعدة، مقابل تعاظم قوة ونفوذ طالبان في افغانستان، بالقول ان السنوات الثلاثة الاخيرة شهدت اهتماما غير مسبوق، اذ بدأت عناصر من الحكومة الافغانية نفسها بالانضمام الى طالبان وما تدعو اليه، رفضا منهم لما يرونه فسادا في الحكومة الافغانية.