تجده يقف دائمًا بالميادين والشوارع حاملًا لافتات مدونا عليها "انا منشكح من قتل الشباب".. وأخرى مدون عليها "أنا منشكح من الاستقرار" أو"انا منشكح من اعتقال البنات وسحلهم". إنه الدكتور يحيى عبد الشافي طبيب أمراض الروماتيزم مدير المستشفى الميداني في عمر مكرم . اعتاد الطبيب عبد الشافي على التظاهر بمفرده حاملا لافتة واحدة، تحمل كلا منها رسالة جديدة ساخرة من الواقع من خلال "الانشكاح" من الواقع الحالي بعد ثوره 30 يونيو.وهومن أوائل المتواجدين في ميدان التحرير منذ اللحظات الأولى لثورة 25 يناير وشاهد على معظم أحداث الثورة. هو صاحب فكرة ألا يزيد عدد المتظاهرين عن خمسة أشخاص ولا يقل عن شخصين ولا يتجاوز وقتها النصف ساعة، وبذلك لن نكون قد كسرنا قانون التظاهر بتاعهم، حسب تعبيره. عبد الشافي تم القبض عليه مرتين والثالثة بتهمة التظاهر دون ترخيص، ولم ينج "عبد الشافي"من القبض عليه وتوجيه الاتهامات إليه، فالبداية كانت في 11 فبراير 2014 حينما وقف في شارع القصر العيني، وجاء اثنان من قوات الأمن وحاولوا فهم اللافتة التى يرفعها وبسبب عدم تفهمها لها قاموا بتقطيع اللافتات وتم اصطحابة إلى قسم قصر النيل وهناك تم تحرير محضر بالواقعة وتم الإفراج عنه في نفس التوقيت. وعندما وقف الطبيب المنشكح اليوم الأربعاء الموافق 24 سبتمبر أمام السفارة الأمريكية رافعاً لافتة مكتوبا عليها «الحرية للمعتقلين»، تم عمل مذكرة من أمن السفارة الأمريكية واصطحاب الدكتور يحيى عبد الشافي لقسم شرطة قصر النيل برفقة حراسة. حتى جاء يوم أمس الأربعاء، وقامت قوات الأمن بالقبض على الطبيب «يحيى عبد الشافي» للمرة الثالثة بعد تضامنه مع الناشط السياسي «أحمد دومة» وارتداء ماسك يحمل صورته. قام"عبد الشافي" بالوقوف لساعات أمام نقابة الصحفيين، بعدها قامت قوات الأمن بالقبض عليه وتم حبسه بقسم قصر النيل بتهمة التظاهر دون ترخيص، ولم تحدد النيابة مصيره.