أكد الدكتور محمد جمعة وزير الأوقاف في بيان له صباح أمس الأربعاء أن هناك ثلاثة تحديات تشكل خطرًا داهمًا على أمن المنطقة واستقراره، متمثلة في الحركات والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش" والإخوان وسائر الجماعات التكفيرية، وثانيها الإلحاد المسيس الموجه الذى تديره أيدٍ خفية عبر مواقع التواصل الإلكترونى، والخطر الثالث وهو إثارة النعرات المذهبية والنفخ فى نارها وتوظيفها سياسيًّا. ورصدت "البديل" عددًا من آراء الخبراء في إطار هذا البيان حول خطورة هذه التحذيرات على مصر. يقول اللواء طارق خضر الخبير الأمني إن الجماعات الإرهابية و"داعش" على وجه أخص لها خطورة فعلية على المنطقة بشكل عام، لكن على مصر الخطورة تكاد تكون منعدمة. وتابع أن داعش كما ظهر واضحًا خطر في بعض الدول العربية مثل سوريا والعراق وليبيا، لكن بالنسبة لمصر لا أتوقع أن يكون لها خطورة عليها؛ لأن الدور المعلوماتي الذي تقوم به مصر وغلق الحدود ورقابتها بإحكام شديد، كل هذا يمنع خطورة تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية. وعن تصريح وزير الداخلية بأن داعش لا تهم مصر، أعرب عن تأييده له لأن أي تنظيم إرهابي يتم متابعته ورقابته والوضع في الحسبان لأي معلومة بالنسبة له، مشيرًا إلى أن بعض المغرضين يروجون لأن تنظيم داعش في مصر ويشكل خطورة، مؤكدًا أنه لم يكن موجودًا، ولن يكون له وجود، لكن يتم متابعته بصفة تامة، منوهًا إلى وجود تنسيق تام بين الشرطة والقوات المسلحة في غلق الحدود. وعن "الإلحاد" يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي إنه واجهته حالات كثيرة "ملحدة"، رافضًا إطلاق كلمة ظاهرة على الإلحاد؛ لأن الظاهرة تتطلب على الأقل وجود 25 % من المجتمع أن يكون ملحدًا، وهذا غير متواجد ، لكن الإلحاد بدأ يظهر في المجتمع المصري، وبدأت بعض الأصوات تنادي بمحاربة الأديان. وتابع أن ظهور أي فصيل في المجتمع تظهر دائمًا الصورة العكسية له، بمعنى أنه لو الشيوعيون سيطروا على الحكم في روسيا سنجد إسلاميين في روسيا متشددين، وهنا في مصر عندما ظهر الإخوان المسلمين في مصر بدأ ظهور الملحدين، وهذا أمر غير مقلق ومتوقع. وأوضح أنه يعتمد في علاج حالاته هذه على الشق النفسي من خلال إزالة الضواغط النفسية من على هذا الشخص، مؤكدًا أن الشاب والبنت الملحدين تعرضا لضغط نفسي لشخص ما يمثل قيمة دينية، مثل الطفل الذي تعرض لاغتصاب من أمام مسجد يبدأ بكره الأئمة كلهم والدين. وأردف أنه بمجرد إزالة الشق النفسي تبدأ مرحلة المناقشة العلمية على عدة جلسات حتى تتضح الأمور أمام "الملحد أو المريض"، ونعيد تأهيله للحياة الطبيعية. وأشار إلى أنه في بداية العلاج يعتمد على الأدوية بنسبة حوالي 25% قد تكون مضادات اكتئاب، في محاولة لتغيير مجرى التفكير لديهم. وعن إثارة النعرات الطائفية استشهد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوا العصبية؛ فإنها منتنة؛، وبحديث آخر "ليس منا من دعا إلى العصبية". وتابع أنه من المعروف أن الله تعالى حرم الطائفية بشتى صورها، سواء دينية أو سياسية أو اجتماعية، وقال الله عز وجل "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء"، وقال جل شأنه "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا"، وأشار إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام أسس المؤاخاة في المجتمع المدني الإسلامي بين المسلمين، والتراحم والبر مع غير المسلمين فيما يعرف بدستور وصحيفة المدينة. وأردف مستكرًا "لكن يبقى السؤال في أرض الواقع: بيانات الإدانة كثيرة من المؤسسات ذات العلاقة، لكن أين المعالجات والمداواة؟ هل الأمر فقط مجرد تحذيرات وتنديدات وإدانات؟"، مطالبًا وزارة الأوقاف بالتصرف العملي وهي الآن المتحدثة باسم الإسلام في مصر حسب كم التصريحات التي تتدفق كالشلال فيما يخصها وفيما لا يخصها، على حد قوله. مؤكدًا أنه على وزارة الأوقاف أن تقدم الحلول والتدابير الوقائية؛ لأن المجتمع شبع تحذيرات.