تعطيل العمل وتأجيل الامتحانات.. جامعة جنوب الوادي: لا خسائر جراء العاصفة التي ضربت قنا    بعد التوقف والمنع.. افتتاح موسم الصيد ببحيرة البردويل في شمال سيناء    تنفيذ 15 قرار إزالة تعديات على أملاك الدولة بمساحة 2858 مترا بكفر الشيخ    «هوريزاون الإماراتية» تتنافس على تطوير 180 فدانا بالساحل الشمالى    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    آلاف المتظاهرين يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بعدم تقديم استقالته    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    رئيس فلسطين يصل الرياض    رجال يد الأهلي يحقق برونزية كأس الكؤوس الإفريقية    طارق يحيى مازحا: سيد عبد الحفيظ كان بيخبي الكور    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    أمطار رعدية ونشاط للرياح.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الأحد    قرار بحبس متهمين في واقعة "حرق فتاة الفيوم" داخل محل الدواجن    الاثنين والثلاثاء.. ياسمين عبد العزيز تحتفل بشم النسيم مع صاحبة السعادة    أحمد كريمة: شم النسيم مذكور في القرآن الكريم.. والاحتفال به ليس حرامًا    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    مجلة رولنج ستون الأمريكية تختار «تملي معاك» لعمرو دياب كأفضل أغنية عربية في القرن ال 21    خبيرة أبراج تحذر أصحاب برج الأسد خلال الفترة الحالية    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    غدا انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة بالتجمع    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب | النسخة العاشرة    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    بعد فتح التصدير.. «بصل سوهاج» يغزو الأسواق العربية والأوروبية    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكتوبر تخترق ..العالم السرى ل «الإلحاد» فى مصر
نشر في أكتوبر يوم 19 - 01 - 2014

المصرى متدين منذ فجر التاريخ إذ ورث التوحيد عن أجداده «الفراعنة» وتحديدًا فى عهد الملك إخناتون بالأسرة ال 18 والتى ترجع إلى القرن ال 14 قبل الميلاد.. لذا فإن إثارة قضية مثل الإلحاد للنقاش يتطلب دقة متناهية وتمحيصًا وتفحيصًا نظرًا للحساسية المفرطة فى تكوين الشخصية المصرية تجاه من يدعى الشرك بالله أو مجرد أن يلوح به.. فى هذا التحقيق نرصد حالات لم تصل إلى حد الظاهرة ولكنها جرس إنذار يتطلب وقفة حازمة من مؤسسات الدولة المعنية بالأمر مثل الأزهر والكنيسة والإعلام وكافة الهيئات الاجتماعية إضافة إلى دور الأسرة. ليس الإلحاد جديدا على مصر، لكنه اتخذ منحنى جديدا مع انتشار شبكة الإنترنت حيث أتاحت شبكة المعلومات فرصة للإنسان أن يعبّر عن رأيه دون أن يكون مضطرا للدخول فى معركة مع المجتمع، وبالتالى فإن شرائح وفئات لم تكن تمتلك الجرأة الكافية أو المساحة الكافية للتعبير عن نفسها لجأت لوسائل أخرى أكثر انتشارا. ومؤخراً، أجرت جامعة «ايسترن ميتشيجان» الأمريكية استطلاعا للرأى عام 2009 وتصدرت مصر الدول الأكثر تدينا فى العالم بنسبة بلغت 100? وقبل الثورة أجرت مؤسسة «بورسن مارستيلز» الأمريكية استطلاعا للرأى فى مصر وكانت نسبة من يشكون فى القيم العقائدية صفرا ولكن معهد «جالوب» الشهير أجرى استطلاعا عام 2012 ووصلت نسبة التدين 77? .. الدراسات تتطلب وقفة للتعرف على حقيقة ما أصاب المجتمع المصرى بعد ثورة يناير، كثيرون لايعلمون أن أول ظهور للملحدين فى مصر كان عام 2009 وتحديدا فى 20 ديسمبر على شبكات الانترنت ففى هذا اليوم صدر البيان الأول للملحدين المصريين متضمنا ما يشبه الدستور الذى سيلتزم به الملحدون فى حياتهم وعلى مدى عدة أسابيع لم يشارك فى مناقشة البيان سوى 29 شخصا فقط، وافق 18 شخصا منهم «بنسبة 62?» على البيان ووافق على أجزاء منه تسعة أشخاص «31?» بينما رفضه تماما شخصان «2?»بينما شهد فبراير 2013 نقطة تحول محورية فى ظاهرة الإلحاد ظهر أول تجمع علنى للملحدين المصريين والغريب أن ظهورهم كان فى مسجد الحاكم بأمر الله وكان فى إطار ما يشبه المناظرة بين رجال دين وشباب ملحدين يشاركون فى المناظرة وكانوا جميعا فى عمر الشباب وتكرر لقاء الملحدين فى مسجد الحاكم بأمر الله أكثر من مرة ولم تقتصر لقاءاتهم على المسجد، فبعض الملحدين يلتقون فى أحد فنادق مصر الجديدة وهناك آخرون يلتقون بنادى إحدى الجاليات الأوروبية فى مصر.ورغم البداية المتواضعة لظهور الملحدين فإن الإلحاد شهد نشاطا كبيرا فسرعان ما ظهرت عشرات المواقع الإلكترونية على الانترنت تدعو للإلحاد وتدافع عن الملحدين وبدأ الملحدون يعلنون صراحة مطالبهم عقب ثورة يناير. يشار إلى أن بدايات الإلحاد أو الزندقة كانت تتوارى خلف ساتر من قديم الأزل نجدها عند بعض الكتاب مثل كتابات ابن الراوندى الذى نسبها للبراهمة بينما هى فكره وادعائه، على العكس نجد أن كتابات الرازى شديدة الوضوح والثقة ومعرف عن نفسه فيها بدون خوف أو توارى، ولقد وضحت إحدى الفضائيات المصرية قضية الإلحاد مؤخراً عبر استضافة أحد الملحدين، انتهت بانسحاب الشباب، وكان لها صدى كبير، حيث لم يكن يعرف عامة الشعب بالقضية من الأساس إلا أن الحلقة كشفت أن هناك عدداً ليس بالقليل يعلنون صراحة إلحادهم عبر صفحاتهم على الفيس بوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى وبعد البحث عرفنا وعن قرب عدد من هؤلاء الشباب الملحدين وصفحاتهم وجروباتهم وأنشطتهم على الفيس وأفكارهم وأهدافهم ومدى تشجيعهم لزميلهم الملحد وطالبوا جميعا بإعطائهم الحق فى حرية التعبير عن معتقداتهم وأن يكونوا مشاركين فى صنع القرار ويعترف الدستور بهم ويقر بكامل حقوقهم . وهذا يجرنا للحديث عن التفسير النفسى والاجتماعى لاجتذاب هؤلاء الشباب إلى «اللادين» وقبل البدء فى عرض القضية يجب أن نعرف الفرق بين كلمتى الإلحاد والزندقة وتطور استعمال الكلمتين خلال العصور الإسلامية وخصوصا القرنين الثالث والرابع الهجريين ، فكلمة زنديق تطلق فى العموم على كل مختلف فى الآراء الفكرية الدينية بينما كلمة ملحد استعملت لتصف منكرى الألوهية أو النبوة كما كان هناك فرق بين الإلحاد الغربى والشرقى فى هذا العصر فالإلحاد فى الغرب طعن بداية فى وجود الخالق وبالتالى فى كل ما يلى ذلك من نبوة وعناية إلهية بينما الشرقى تناول إلحاده جانبى النبوة والعناية الإلهية فقط بينما كان أغلبهم مؤمنين بالخالق مقرين بقدرته ، أما فى ذلك الوقت نجد أن كل الشباب الملحد فى مجتمعنا أصحاب عقلية مظلمة حاولوا خلق شخصية متفردة لأنفسهم ليبحثوا عن حقوق لهم دون وضع هدف لهم فقط ما يقومون به هو محاولة الاستهزاء والسب والبحث عن أخطاء ليهاجموا به أصحاب الديانات الأخرى من الإسلام أو المسيحية .
نحن موجودون
على مواقع التواصل الاجتماعى مثل «الفيس بوك» و « تويتر» هناك عدد من الملحدين الشباب يسعون لتأسيس كيان لا دينى إنسانى عابر للحدود ومترفع عن النعرات القومية والوطنية المتخلفة كما وصفوه هم وأطلقوا على الكيان اسم (علمانيون بلا حدود) داعين رفاقهم إلى إرسال مقترحاتهم حول شكل المنظمة ومبادئها وطبيعة عملها .كما دعوا إلى مظاهرة كبيرة تحت اسم «نحن موجودون» لينادوا بالاعتراف بهم ونيل جميع حقوقهم ونيل حرياتهم والمشاركة فى صنع القرار على حد قولهم لتكون هى أول مظاهرة للملحدين ومؤيدى حرية العقيدة فى مصر كما يدعون .وأكد عدد كبير من الملحدين المؤسسين أن تلك المظاهرة تتطلب شجاعة وتنظيم وحضور أكبر عدد من الملحدين لمنع أى متعصب من التصدى لهم على حد قولهم داعين إلى شكل متحضر وعالمى للخروج وقصر المدة الزمنية للمظاهرة. وتأثر بحملة «نحن موجودن» عدد كبير من شباب الانترنت.
ويقول باسم وهو أحد المشاركين فى الحملة أن حملة نحن موجودون هدفها هو إنهاء التمييز «الدستورى/القانونى» ضد الأقليات الدينية واللادينية وإقرار المساواة ثقافيا ودستوريا وقانونيا. وأشار إلى أن هدف الحملة مقصور حاليا على نوع واحد من الأقليات الكثيرة مؤكدًا إيمانه الشديد بالحملة بحرية الفكر والاعتقاد وأعلن تضامنه مع التحرك والمشاركة فيه وانتشرت الصفحات على الفيس بوك داعية الى الإلحاد وترك الأديان التى تقيد الحريات وظهرت حملة تحت اسم (فى ظلام القرآن ) تلك الحملة الشنعاء التى انطلقت احتجاجا على استمرار حبس المدون «شريف جابر» وهو فتى فى العشرين وطالب بكلية التجارة جامعة قناه السويس اعتقل بتهمة الدعوة للإلحاد عن طريق إنشاء جروب على الفيس بوك بعنوان جروب الملحدين، انطلقت الكثير من الجروبات الأخرى مثل «جروب ضد الرجعية» وجروب «ملحدون ضد الأديان مستمرون» وجروب «ملحدون لو كره المؤمنون» وغيرها من الجروبات التى تحمل أبشع الألفاظ وسب الأديان السماوية الإسلامى والمسيحى على السواء ولم يكتفوا بذلك بل أصدروا مجلة «الملحدين العرب»
مجلة شهرية للدعوة إلى الإلحاد وحقوق الملحدين .
حقوق اللادينيين
أحمد حرقان هو أحد الملحدين المشهورين، شاب تحول من السلفية إلى الإلحاد فى منتصف عام 2010 بعد أن عاش 27 عاما مسلمًا، يقول حرقان إن الملحدين شباب سلمى لا يدعون لقتل المؤمنين وأشار إلى أن طريق النجاة وإيقاف الانحدار الرهيب فى البلد سيكون من خلال نزع القدسية عن الأديان لتستقر فى مكانها المناسب لأنها ببساطة مكمن العلل وأساس الانحدار.أما عن الحقوق التى ينادى بها اللادينيين المصريين فأوضح حرقان أن هناك حقوقًا أساسية أولها حق الاعتراف به عبر كتابة (لادينى \ لادينية) بخانة الديانة ، أو الأفضل حذف خانة الديانة من الأساس أن أمكن و حق الزواج المدنى بين أى لادينى ولادينية، أو الأفضل أن يكون قانون الزواج المدنى لكل المصريات والمصريين إن أمكن ،أما الحقوق غير الأساسية فهى حق التجمع الرسمى وغير الرسمى ، فمثلاً يحق تكوين هيئات أو جمعيات أو منظمات على أسس لادينية بشكل رسمى، كما يحق الاحتشاد بأعداد كبيرة أو عمل مظاهرات والتى هى بطبيعة الحال تجمعات غير رسمية و إلغاء قانون ازدراء الأديان بما يشكله من خطر على حرية الرأى والتعبير، أو على الأقل أن تكون أقصى عقوبة له هى غرامة لا تتعدى بضعة آلاف من الجنيهات .
وكان أحمد حرقان عضوًا فى حركة «علمانيون» ولكن انشق عن الحركة وخرج يتهم أصحابها بأنهم يلعبون مباريات سيكلوجية مريضة على حسنى النوايا وبعدما يأخذون وقتهم يستبدلونهم بغيرهم ممن يبهره المشروع المتوهم وهكذا، وأضاف أن المجتمع اللادينى هنا فى مصر كان متعاوناً فى الجملة ونادرا ما تحدث حادثة صراع أو عداوة على حد قوله وذلك حتى ظهور أحمد سامر وهو من أبرز شباب حركة «علمانيون» ويقول حرقان عنه إنه شاب يريد جمع الشباب حوله لعمل أى نشاط يلفت الأنظار ويصدم المجتمع فى نفس الوقت ويضيف أنه بدلا من أن يقوم سامر بعمل ألتراس رياضى أو رابطة محبى سامر اختار قضية عادلة وهى قضية العلمانية ولعب دور البطل وأكد أنه لم يكن يعرف حقيقته وتجمع كغيره حوله وعلى مدى الشهور التى مضت منذ تأسيس الحركة كانت الشخصيات المحترمة تطرد تباعا من الحركة أو تتركها من تلقاء نفسها. وأضاف حرقان أنه لم يبق من الحركة سوى أحمد سامر وفتاة تدعى رباب يتحدثان عن تغييرات فى المكاتب التنفيذية المزعومة وعن حملات التشهير التى تقام ضدهما.
ووجه حرقان دعوة صريحة لكل من يعمل مع أحمد سامر فى حركة «علمانيون» بأن يحتفظوا بكرامتهم ويقدموا صورة جيدة للعلمانية بأن يتركوا الحركة وأضاف حرقان أن سامر ورباب اللذين يديران حركة علمانيون على ما تفرج كما سماها هما مرضى بحب الاستحواذ وجنون العظمة.وأكد أنه عمل معهما لفترة طويلة لحرصه على الحركة، ولكن طالب كل من فى الحملة أن يوفروا جهدهم لحركة حقيقية غير مملوكة لأحد،خاصة سامر ورباب الذى وصفهم بالمهووسين بأوهام الاضطهاد والطابور الخامس الذى يكيد لهم ليل نهار.
أما ألبير صابر وهو أحد الملحدين وأكثرهم نشاطا على الفيس بوك طالب بأن تسقط المادة 98 من قانون العقوبات المصرى و نص المادة هو أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات، أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تتجاوز ألف جنيه، كل من استغل الدين فى الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعى.
والجدير بالذكر أن شريف جابر المحبوس فى قضية الإلحاد هو زميل لألبير، وأشار ألبير أن زميله شريف جابر هو طالب مثالى وأنه لن يقف هو ورفاقه من الملحدين مكتوفى الأيدى وأشار إلى أن قصة شريف بدأت فى أحد محاضرات الدكتور «فراج السيد فراج» أستاذ علم الاجتماع فى الكلية فى الترم الثانى بعد أن حصل شريف على المركز الثانى فى الترم الأول و كان يتحدث الدكتور فراج أن الشذوذ الجنسى هو انحراف سلوكى هنا اختلف معه شريف وناقش الدكتور على أن الشذوذ الجنسى له أسباب بيولوجية وأسباب نفسية ولا يمكن لنا أن نعتبره مجرد سلوك انحرافى ثم بدأت المشاكل الحقيقة فى أحد محاضرات المعيد «رامى محمد حسين» عندما قال إن الإنسان الذى يصلى هو الإنسان السوى وأنه شخص جيد و هنا اختلف شريف مع المعيد وقال له ليست الصلاة هى المقياس لأنه يوجد كثيرون يصلون ويرتكبون الكثير من الأفعال غير الأخلاقية و يوجد من لا يصلى و لكنه ملتزم بالأخلاق وعلى لسان ألبير قال إن كلام شريف أثار المعيد و بدأ يتهم شريف بالكفر ولم يقف الموضوع عند ذلك الحد فحسب ولكن بدأ المعيد فى البحث عن أى طريقة للإيقاع بشريف على حسب رواية ألبير وقام بالتعاون مع أحد الطلاب فى الكلية أخذوا بعض المنشورات من حساب الفيس بوك الخاص بشريف فى شهر أبريل 2013 قام المعيد بعرض المنشورات الخاصة بشريف على الطلبة فى المحاضرة للسخرية منه و بدأ يسبه و يتهمه بالتكفير أمام أصدقائه فى المحاضرة بل و توعده بأنه سيرفع الموضوع لرئيس القسم ولم يقف عند هذا الحد فحسب بل إلى النائب العام أيضا وبالفعل قام المعيد بجمع توقيعات من الطلبة فى القسم لفصل شريف من الكلية ورفعها لرئيس القسم و قام رئيس القسم بمناقشة شريف جابر وحسب وصف شريف أن رئيس القسم كان محترماً جدا و تفهم الموقف ووعد شريف أنه من سيتعرض له سيكون رئيس القسم شخصيا هو من يتصدى له بالطبع هذا أثار المعيد جداً، و من هنا شرع فى تقديم الشكوى وتوقيعات الطلبة للنائب العام، و ليس ذلك فحسب بل حرض الأساتذة عليه فى الكلية مما أدى لرسوب شريف فى الكثير من الامتحانات ومن هنا أصبح شريف لا يذهب للكلية بسبب ما يتعرض له من اضطهاد حتى وصلنا إلى يوم الأحد 27 أكتوبر 2013 وتحديداً الساعة 3 فجراً عندما أقامت قوة من أمن الدولة مكونة من 3 سيارات و مدرعة جيش اقتحموا منزل شريف فى الإسماعيلية و اعتقلوه وتحفظوا على الحاسب الآلى الشخصى الخاص به وهاتفه المحمول و أوراقه الخاصة بعد القبض عليه ظل محتجزاً فى مكتب أمن الدولة فى قسم الإسماعيلية ثالث و قاموا بإهانته و ضربه ثم تم عرضه على النيابة لتأمر بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق جاء يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2013 ليتم عرضه على قاضى جديد و من العجيب أن القاضى أفرج عن جميع المتهمين فى القضايا الأخرى إلا قضية شريف حيث أمر بحبسه احتياطيا 15 يوماً بدون داعى أو مبرر لاعتقاله أو حبسه احتياطا، وأكد ألبير أن الإلحاد ليس بجريمة وأشار إلى إنه يجب أن يأتى الوقت لإلغاء قوانين ازدراء الأديان و السجن فى قضايا الرأى .
«للأسف مسلم»
«إسماعيل محمد» هو أحد الشباب الملحد وله الزعامة عليهم وهو طالب فى الصف الرابع بكلية الصيدلة ولكنه تركها واتجه إلى كلية التربية ثم أعلن إلحاده وعدم إيمانه بأى أديان سماوية سواء الإسلام أو المسيحية أو اليهودية وكان ضيفا فى أحد البرامج التليفزيونية وانسحب من البرنامج وأكد أنه بخير ومعنوياته مرتفعة جداً وشكر كل من دعمه نفسياً واعتذر لكل أمثاله من الملحدين إذا رأوا فيه نوعاً من التخاذل فى الحلقة مبررًا ذلك بالضغط النفسى ومحاكمة التفتيش التى كانت قوية فى الحلقة على حد قوله، وأشار إلى أنه تم منع العديد من المتضامنين معه من الدخول على الهواء، وأن كل شىء كان مرتباً من قبل فريق الإعداد بشكل مسبق. وأضاف إنه سعيد بتحول قضية الملحدين من الانترنت إلى الفضائيات داعيا كلًا من العلمانيين والبهائيين والملحدين وغيرهم إلى الظهور والتحدث عن حقوقهم وكسر الخوف . وأضاف أنه يدين بالكثير مما يحمل من صفات لوالده الذى كان من أوائل من شجعوه على امتلاك ثقافة المواجهة والشجاعة وتقبل الآخرين مهما كانوا مختلفين، وأشار إلى أنه يختلف مع والده فى سيطرة الكهنوت الدينى على حياة الأفراد والحياة الفردية فى المجتمع، وأكد إسماعيل أنه سيدخل معه فى الأيام القادمة فى مناقشات لعله يقنعه أو يوضح وجهة نظره بخصوص سيطرة الكهنوت الدينى بحد وصفه.
أما عن قصة إلحاده فيقول إسماعيل إن أغلب الملحدين قبل أن يصبحوا ملحدين، كانوا يدخلون على صفحات ملحدين آخرين فى محاولة لإقناعهم أن دينهم دين سماحة وإن الملحدين على خطأ وإن المتشددين هم من شوهوا صورة الدين وإن العيب ليس فى الدين، وإنما فى من يطبقونه، ومن بعدها يقررورن عدم الدخول مرة أخرى لأنهم أناس أغواهم الشيطان وربنا يهديهم، وبعدها بفترة يدخلون من بعيد لبعيد على صفحاتهم على الفيس وينتهى بهم المطاف للخروج من الدين أو يعيدون النظر فيه، وهذا ما حدث مع إسماعيل الذى أكد أن هذا حدث معه ويحدث مع الكثير من الشباب ومن أفكار إسماعيل التى نالت هجومًا قاسيًا بأنه
تطاول بألفاظ نابية على المساجد والكنائس وكتب الدين ووصفها بالأمراض ودعا الشباب إلى القيام بثورة على التقاليد والأخطر من ذلك هو تحريفه لآيات القرآن الكريم بشكل مبالغ فيه، وهاجم أيضا الديانة المسيحية، وأكد أن الدين هو عائق كبير وقام هذا الشاب بكل وقاحة بالإساءة إلى الصحابة بألفاظ نابية.
البط الأسود
هو برنامج حوارى على اليوتيوب تدعم بعض حلقاته شركة جوجل، يهدف بالدرجة الأولى إلى إجراء الحوار مع الملحدين واللادينيين المصريين، والمتحدثين منهم باللغة العربية فى الشرق الأوسط ومحيطه، والفكرة والتنفيذ لإسماعيل محمد و يشير إسماعيل فى البرنامج إلى حال المسلمين اليوم الذى يرثى له وقال إن أبشع صورة هؤلاء الخطباء الذين يقرعون مسامعنا كل يوم جمعة بهذه التضرعات الكاذبة ولم يكتف إسماعيل بالهجوم على المسلمين فى برنامجه أو بالاستهزاء بآيات القرآن الكريم بل أيضا قال إن الإسلام عبارة عن ديانة ذكورية أخرى فى تاريخ البشرية كما كرر فى حلقات برنامجه ان كبرى ثورات المسلمين هى عبارة عن تهديد بالقتل والضرب والغزو والحرب، وأكد أن الانطلاق الحقيقى وثورة التقدم الحقيقية ستكون بتوديع الإسلام متهكما على أى مفكر إسلامى قائلا دول مش مفكرين .. إطلاقاً .. دول رعاة للتأخر والغباء والعطلة.
داعيا كل الشباب أن يسخروا فى صفحاتهم من الإسلام وأن القرآن كتاب يجب أن يصادر لهمجيته ولاعقلانيته. وأشار إلى أن أفضل حياة يمكن لنا أن نعيشها هى التى ستكون فيها كل الآلهة وكل الكتب المقدسة تحت أقدامنا .وأكد إسماعيل أنه طالما نخجل إعلامياً وفكرياً من مناقشة موضوعات مثل الإلحاد والمثلية الجنسية فى إعلامنا وفى صالونات الفكر والتثقيف -إن وجدت- سنبقى أمة الجهل والتخلّف ودولة من دول العالم الثالث. مشيراً إلى أن مناقشة المثلية الجنسية سيكون له الفضل فى تثقيف المجتمع جنسياً وكسر تابوت الجنس المتأصل فى مجتمعنا، المُتسبب فى تخلّفنا فعلا فى مختلف المجالات الإنسانية ودعا إسماعيل إلى ممارسة الشذوذ الجنسى والسماح بيوت الدعارة وحث الناس على ترك أى دين رافضا فكرة البعث والحسبات.
نقص التدين
يقول الدكتور أحمد يحيى أستاذ علم الاجتماع إن نظرية الإلحاد التى ظهرت فى مجتمعنا بكثرة من بعد الثورة وظهور التيار المسمى بالتيار الإسلامى وإدماج الدين بالسياسة وتصوير ما يفعله الأشخاص على أنه شىء مقدس طالما جاء بمنطوق إسلامى أو عن شخص ينتمى لتيار يطلق على نفسه اسم إسلامى وأغلب الملحدين فى هذه الفترة يتجهون لسب الإسلام وانتقاده على الأخص والسبب أنهم ولدوا فوجدوا أنفسهم مسلمين ومع التفكر والبعد عن تعاليم الدين السمح والنظر إلى كل شىء بدون ضوابط ولا أحكام ومع ظهور عامل مؤثر على عقيدتهم ألا وهى الإسلام السياسى والتيار المتأسلم وصل بهم الحال إلى الإلحاد وهذا لايبرر الإلحاد ولكن هذا ما وصلنا إليه بالفعل مجتمع متشرذم لايحافظ على عادات ولاتقاليد ولا أديان فأصبح من السهل الوقوع فى الهوة الفارغة التى تسمى بالإلحاد فيفقد الشخص دينه ومجتمعه واتصاله العائلى وينطلق لحالة جنونية، وأضاف يجب معالجة العوامل التى جعلته ملحدًا ليس معالجة الشخص نفسه .وأشار إلى أن عدد الملحدين زاد بنسبة 50? عقب ثورة يناير، لأن عقب كل ثورة تظهر موجة إلحادية لأن الثوار فى الحقيقة يكونون معترضين على كل الأوضاع والتقاليد القائمة بما فى ذلك التقاليد الدينية ولهذا يثورون على رجال الدين ثم على الدين نفسه. كما أن هناك مواقف مخزية لبعض رجال الدين جعل هؤلاء الشباب لا يقبلون على الدين لأنه وصل إليهم بطريقة مشوهة .وهناك سبب آخر وهو أن البعض يريد أن يخلص نفسه من عقدة الذنب بسبب عدم التزامه دينيا فاختار أن يترك الدين كلية ليرتكب كل المحرمات دون أن يؤنبه ضميره، وأشار إلى أن الملحدين الشباب فى مصر ألحدوا بسبب أزمات نفسية مروا بها وآخرون ألحدوا ليعارضوا الإسلاميين وأكد أن هناك دولاً غربية كثيرة تساهم فى نشر الإلحاد فى مصر.
فقدان الثقة
يقول الدكتور محمد البسيونى أستاذ علم النفس أن هناك عدة أسباب لوصول الشباب إلى طريق الإلحاد أولها هو فقدان الثقة فى المسجد والكنيسة، وسقوط هيبة رجال الدين، ورفض الخطاب الدينى شكلاً وموضوعاً. ثم رفض المعتقدات التقليدية التى توارثها الأبناء عن الآباء بما فيها المعتقدات الدينية وأضاف أنه لا يمكن أن نفصل الإيمان عن الأخلاق لذلك نجد أنه ومن الواضح أن المتدينين فى العامين الأخيرين احتلوا المقدمة وأظهروا كما مخيفاً من الفشل الأخلاقى. وأضاف أنه فى الآونة الأخيرة تم دفع الدين للمقدمة وتقديمه على أنه الحل لكل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والأخلاقية وقبول الناس لهذا الطرح، ثم اكتشاف الناس للفشل الذريع والسريع لهؤلاء الدافعين للدين فى كل الجوانب، بما فيها الجانب الأخلاقى، مما جعل الشباب، سواء على مستوى العقل الواعى أو الباطن، يرجعون الفشل للدين ويبحثون عن بديل. وأضاف أن المصريين بالفعل شعب متدين بطبعه، ولكن فى عصر الإنترنت وكثرة السفر انتقلت الأفكار والمعتقدات بين أنحاء العالم .
ومن جانبه يقول الدكتور عبد الحكم الصعيدى الأستاذ فى جامعة الأزهر إن الملحدين موجودون فى كل زمان ومكان، وهناك آيات كثيرة عمن يتشكك فى وجود الله ومن ينكرونه وأضاف أن الإلحاد حالة ضعف نفسية تنتاب الإنسان، نتيجة ضعف إيمانه أو لتعمقه الشديد فى أمور الدين بشكل يفقده توازنه، ولذلك نهانا الإسلام عن التعمق فى الدين، والتشدد والتطرف فيه، لأنه يحمل العقل ما لا يطيق فيتشتت ويتكلم بالكفر، وفى المقابل يؤدى الإلحاد إلى شدة التعلق بالدنيا والأمور المادية، فعندما لا يحقق ما يريده من الدنيا يصاب بحالة من اليأس، وتجعله يسأل أسئلة تجرف وعيه كإنسان.واتهم الدكتور عبد الحكم كل من يقدم نفسه فى الفضائيات على أنه من الدعاة أنهم جزء من المشكلة وعليهم تحمل المسئولية، ويراهم عاملا مساعدا فى كره الناس للدين والاتجاه للإلحاد، مؤكدا أنهم يسيئون للإسلام ببعدهم عن سماحته ومرونته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.