(تمهيد لمشاهد خطرة ) وأنا ماشى مروح البيت بعد ما اشتريت الكشكول 100 ورقة والقلم , دخلت شارع جانبى علشان يوصلنى للبيت لقيت قطه بتلاعب عرسه , والله حصل حقيقى , زي ما اتفقنا كل المشاهد حقيقية , افتكرت "وليه " عجوزه مش فاكر اسمها قالت مرة : " حاجه وسخه القطة بقت تلعب مع العرسة وسابوا الفيران ملت البلد عماله تقرقض فينا معدش فى أمان فى البلد دى ". تقصد إيه "الوليه" دى أكيد العرسة معروف عنها في التراث الشعبى المصرى والسائد القول فى الحارة المصرية إنو العرسة , بتسرق الدهب وتخبيه , حيوان نشط جداً، خطواته سريعة بالغ الجرأة , يخرج عادة في الليل للبحث عن غذائه وقد يخرج بالنهار أيضاً , يعرف كيف يرتب نفسه وفق مستلزمات البيئة المتواجد فيها ، العرسه في الحلم راجل مكار , ظالم قليل الرحمة وفي العلم يجيد التخفى من أعدائه في مخابيء , ولا تخلو "العربيات " القديمة منه ، تجد فيها ملازاً ودفئاً ملائماً . لا تسكن فى المنازل , غالباً فى الأماكن المهجورة , بس لو دخلت بيت بيعجبها القعدة , موجود في جميع القارات باستثناء استراليا , مصاصة دماء تأكل ديدان الأرض والحشرات والضفادع والسحالي والأرانب والذُّباب والحيّات والطيور, الفئران والسناجب , لما تتعرض لهجوم أو تهديد تفرز سائل كريه الرائحة، مش هتشم ولا شميت نتانه زيه , بلغت درجة ارهابها المثل الشائع «اللى يخاف من العرسة ما يربيش كتاكيت» يمكنها امتصاص دماء أكثر من مائة كتكوت في اليوم , تعض الفريسة فى رقبتها ولا أجدع مصاص دماء , وبعيداً عن كل المشاهد الهوليودية دي , بتموت بالمقشة البلح لانها كلها عروق ومفهاش عظم , ناعمه زى أمريكا بالضبط , ودايما متصدره في الأوساط الشعبية ان دورها المحورى يتلخص في أنها مفيدة جداً فى تطهير بيئتنا وتخليصنا من الفئران إللي قططنا فشلت تخلص عليهم . بس السؤال ازاي حضرتك فكرت انك تحمي نفسك من الفئران .. عن طريق العرس … العرس افظع كثيرا من الفئران و كمان العرس مبقتش زى زمان مكانها الخرابات و الأماكن المهجورة بس … بقت منتشرة انتشار غريب ناعم زى جسمها بالضبط . عموماً وصلت البيت وفتحت الباب وطلعت السلم طيب ما أنا لو دخلت "عيال الله " إللى اتولدو في زمن الثورة هيعملوا هيصة ويصرخوا " بابا جه " " يلا لعب لعب لعب " عرفتوا ليه اشتريت كشكول 100 ورقه وقلم , علشان حضراتكم اقعد علي السلم قدام باب الشقة اكتب وإلا البيت مليان ورق وأقلام على كل لون يا باتيستا , وأكيد مش إللى مقصود "باتيستا "المصارع الأمريكي المحترف , ولا "باتيستا " المدعوم من أمريكا المشارك في الثورة التي أطاحت بالحكم الاستبدادي ل "جيراردو ماشادو" الذى عاش هو أيضا خادماً لأمريكا . وأطاح بحكومة "باتيستا " فيدل كاسترو" ويحكم كوبا الآن أخيه راؤول كاسترو . ما علينا "باتيستا" نوع من القماش الشعبى كان بيتباع في حوارينا وأحيائنا الشعبية , وكان بياع القماش على عربيه كارو بينده علي كل لون يا "باتيستا " المهم ولعت سيجارة وحطيت العيش والزبادى جنبى علي السلم وقعدت وبدأت أكتب حتى اتملى الكشكول 100 ورقه والقلم لسه مخلصش بيحرضنى علي المزيد وصوت دوشت العيال سكتت تقريباً ناموا , طب هكتب على إيه يا روح خالتك على القميص ! وافتكرت انو ممكن ادخل الشقة خلاص "عيال الله " إللى اتولدو في زمن الثورة " ناموا الزبادى شكلو باظ والعيش ابو ربع جنيه اتكرمش , والسجاير خلصت , فتحت الباب لقيت العيال , الأول نايم في الصالة والتانية فى حصن ستها وتاج راسها جدتها , فكرت على طول في صورة مقسومة اتنين الناحيه اليمين طفل في كف إيده عصفور بيطبطب عليه والشمال طفل بيلعب في موبايل " تاتش " ومكتوب عليها " خلوا عيالكم يلعبوا في الطبيعة أفضل ما تلعب بيهم التكنولوجيا . شيلت البيه الصغير إللى كان نايم فى الصالة ادخله سريره وهوبا " يلا لعب لعب لعب " , ياض يابن القلب , الحمد لله , ربنا ستر , كان بيحلم بصوت عالى , دخلته سريره . وزى ما اتفقنا فى الأول مفيش مفاجآت , يعنى الكشول 100 ورقه مضاعش ولا العيال قطعوه في نزوة ثورية ومش هطلع ساكن في ميدان التحرير ولا حاجه , الموضوع بسيط وخلونى أكملكم كتبت إيه في الكشكول علي السلم بره الشقه عن المتاح من البراح الإفتراضى , واحده سايكو شمال كاتبه : وردة كل ما تشمها تشفط جرام من مخك لحد ما تشفط مخك كله فى ساقها . تقريباً كانت كتابة عميقة عن العطر المسموم . ودى مشاهد خطرة هنبدأها مع بعض أشوفكم بعد بكره .