قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم، إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلة سياح في سيناء أمس، يعد ضربة سيئة لمصر خاصة للاقتصاد، حيث قاد إلى عدم الاستقرار السياسي، كما يعزز الانخفاض الحاد في عدد السياح الذي بدأ منذ ثورة يباير عام 2011. وأضافت الصحيفة أن ما يثير السخرية هو تزامن الهجوم مع بدء محاكمة الرئيس المعزول "محمد مرسي" بتهمة التخابر مع جهات أجنبية، وارتكاب أعمال إرهابية، ومع تزامن محاكمته تفشى الإرهاب الحقيقي في نفس اليوم. وأشارت إلى أن الحكومة المصرية الحالية ووزير الدفاع "عبد الفتاح السيسي" وجدا أن عزل "مرسي" من السلطة كان أمرا حاسما لتعافي الاقتصاد المصري، ووصف جماعة الإخوان لما حدث بالانقلاب يشجع بشكل غير مباشر عودة الإرهاب الذي ابتليت به مصر في فترة التسعينيات. ومن جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" الصهيونية اليوم، إن الهجوم على الحافلة السياحية وهي في طريقها من دير سانت كاترين إلى الحدود الإسرائيلية ليس مجرد تذكير للإرهاب المتعصب الذي لا يزال متواجدا في شبه جزيرة سيناء، بل يعد اختبارا للمشير "عبد الفتاح السيسي" في تحديه للإرهاب. ولفتت الصحيفة إلى أن الحادث يهدف إلى استعراض القوة والطعن في الحملة الضخمة التي يشنها الجيش المصري منذ عدة أشهر ضد قواعد الإرهابيين هناك، موضحة أن الجيش نجح في السيطرة على معظم سيناء إلا القليل منها. وذكرت أن التعاون بين القوات المسلحة المصرية والقبائل الدوية قد تحسنت في الأشهر الأخيرة، ولكن لا تزال هناك مخابئ للإرهابيين في سيناء، خاصة في المناطق الجبلية، التي يصعب على البدو مساعدة القوات في الوصول إليها، وحتى الجيش بطائراته غير قادر على اختراق تلك المناطق. وأوضحت الصحيفة الصهيونية أنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية ستتزايد الهجمات الإرهابية في محاولة لتشويه صورة القائد العسكري الذي قد يجلب الهدوء والاستقرار للبلاد. كما رأت أن استهداف الحافلة السياحية إضافة إلى خطوط الغاز أيضا، يضرب ركائز الاقتصاد المصري، ولا شك في أن هجوم الأمس انتكاسة لصناعة السياحة، بعد أن بدأت في الانتعاش مرة أخرى. واختتمت "هآرتس" بقولها: إن الحكومة المصرية تلقي باللوم على جماعة الإخوان المسلمين بارتكابها الحادث، ولكن تزامن التفجير مع محاكمة الرئيس المعزول "محمد مرسي"، يفسر الجهد المنسق بين الجماعات المتطرفة والإخوان.