قالت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية إن التفجير الذي استهدف حافلة سياحية في طابا أمس، وأسفر عن سقوط 4 قتلى من بينهم 3 كوريين يهدف إلى ضرب السياحة التي تمثل الركيزة الأساسية للاقتصاد المصري. وبعنوان "العمل الإرهابي في سيناء رسالة للسيسي"، قالت صحيفة " هاآرتس" العبرية إن الهجوم في طابا هو رسالة للمشير فمع اقتراب الانتخابات الرئاسية في مصر تتكثف الأعمال الإرهابية التي تستهدف الإضرار باسم المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، أبرز المرشحين في هذا السجال، وذلك بضرب ركيزيتين من ركائز الاقتصاد المصري، وهما الغاز والسياحة. وذكرت أن التهاني التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسيسي، والتعامل معه على أنه الرئيس المقبل لمصر لم تعف المشير من المهمة العسكرية الثقيلة لقيادة الحرب على الإرهاب، فالهجوم على الحافلة التي كانت في طريقها من سانت كاترين إلى حدود إسرائيل ليس تذكيرًا بوجود المتعصبين الإرهاب في سيناء، وإنما هي استعراض للقوة يهدف إلى تحدي الحملة الضخمة التي يديرها الجيش المصري ضد قواعد المخربين بسيناء. وأضافت أن "توقيت العمل الإرهابي يأتي تزامنًا مع محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، ما يمكن تفسيره بأنه أمر تم تنسيقه بين الإخوان المسلمين" والمنظمات المتطرفة في سيناء"، مشيرة إلى أن هناك تهديدًا خطيرًا يتمثل في الجماعات والتنظيمات التي يأتي أعضاؤها إلى شبه الجزيرة المصرية من دول عربية أخرى مثل اليمن وليبيا والسودان. وذكرت أن القاهرة تتهم "حماس" والمنظمات الجهادية في غزة بدعم ومساعدة وتسليح الجماعات المتطرفة في سيناء؛ موضحة أنه يوجد على الأقل 12 منظمة إرهابية هناك بعضها ينتمي لتنظيم "القاعدة"، والآخر منظمات سلفية. وبعنوان "العمل التخريبي في طابا ..السيسي ونتنياهو يحاربان الجهاد"، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن مصر ما بعد الثورة، وحكومتها العلمانية هي هدف للإرهابيين بشكل لا يقل أهمية عن إسرائيل والطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا التهديد هو بزيادة التعاون بين الجانبين. وأضافت أن "انفجار الحافلة السياحية هو إشارة تحذير من الجهاد العالمي للمشير السيسي، وصور محاكمة الرئيس السابق، محمد مرسي بالتأكيد أعطت دافعًا للمنظمات الإرهابية كي تبعث برسالة للقاهرة لتخبرها من هو صاحب البيت". واعتبرت أن "الحادث التخريبي ليس إلا سهمًا موجهًا ضد الاقتصاد المصري، في الوقت الذي تعرضت فيه السياحة، أحد أهم محركات النمو الاقتصادي، لضربة قاسية بسبب التوتر في مصر". ولفتت إلى أن "الإرهاب ضد السياح، يمكن أن تدفعهم إلى مزيد من التفكير قبل زيارة مصر ما يضرر بجهود السيسي لتهدئة الأجواء وإعادة بناء الاقتصاد المصري"، مشيرة إلى أنه في السنوات الأخيرة، أتاح بدو سيناء للجهاديين من كل أنحاء العالم ملجأ لهم في شبه الجزيرة، واستغل فلسطينيون ومصريون وعراقيون وليبيون وسوريون وجزائريون وأفغان وشيشان وغيرهم غياب القانون والحكومة لإقامة دولة الجهاد في سيناء. وقالت إن "الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذا التهديد هو زيادة التعاون مع الحكومة المصرية، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية، وطالما هناك معاهدة سلام مع القاهرة، لا يمكن لتل أبيب أن تتصرف من تلقاء نفسها، وبالتالي فإن العمل المشترك على أساس المصلحة الواحدة هو الحل الوحيد". وختمت تقريرها بالقول إن السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نفس خندق الحرب ضد الجهاد العالمي الذي يستدم سيناء كقاعدة له، هذا الجهاد الذي لم يعد مقره في جبال تورا بورا الأفغانية ولكن هنا، على بعد 4 ساعات بالسيارة من تل أبيب، و8 ساعات من القصر الرئاسي في القاهرة. وبعنوان "السياحة المصرية والإسرائيلية في مرمى الإرهاب"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية تنظر لمصر وإسرائيل كعدو مشترك لها وتستخدم في الحرب ضدهما سلاحا واحدا هو ترويع السياح؛ موضحة في تقرير لها أن العدو الأول للمنظمة هو الجيش الثالث الذي يدير حربا شاملة في شمال ووسط سيناء، والأخر هي إسرائيل والتي تراها الجماعة عدوا أيديولوجيا. وقالت إن أنصار بيت المقدس التي تضم حوالي 200 ناشطا بدأت العمل بعد إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك ثم وسعت من عملياتها التخريبية داخل مصر بعد سقوط نظام الإخوان المسلمين في يوليو الماضي، دعما لهذا النظام، ولهذا هي تقوم خلال الفترة الأخيرة بعدد من الأعمال الإرهابية ضد مسئولي النظام الحاكم الجديد وضد قوات الأمن المصرية، لافتة إلى أن نشطاء الجماعة يعلمون جيداأن السياحة الوافدة توفر للقاهرة عملة أجنبية ربما تكون المورد الاقتصادي الوحيد الذي يمكن يجعل الأمور تستقر في البلاد. وأضافت أن هجوم طابا الذي تمثل على ضرب حافلة سياحية أنهت رحلتها في سيناء وكانت على وشك دخول إسرائيل، ليس إلا أسلوبًا كلاسيكيًا وقديمًا لتنظيمي الجهاد والقاعدة. وأوضحت أن الهجوم على ما يبدو نفذ باستخدام حقيبة متفجرات تم إدخالها في الحافلة، لافتة إلى أن الانفجار وقع في الجزء الأمامي منها، ما يعني أن أحد العاملين بالمعبر أو شخص تظاهر بأنه وأحد العاملين رمى الحقيبة بالحافلة وهرب بعد تفجير المتفجرات بجهاز تحكم عن بعد، كما أن هناك احتمالا أخرا وهو أن يكون العمل تم من قبل شخص انتحاري، وأي كان الأمر فالهدف في الأساس هو تخريب الاقتصاد المصري. وأضافت أن مصر رفضت أن تستقبل إسرائيل أي مصابين من مصابي الحادث الإرهابي؛ موضحة أن العشرات من سيارات الإسعاف كانت تقف على الحدود متأهبة لتقديم المساعدة علاوة على مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وذلك في الجزء الجنوبي من معبر طابا. ونقلت عن ايتسيك حاي مدير معبر طابا قوله " اتصلنا بمصر واقترحنا تقديم المساعدة، ووصلت سيارات الإسعاف الخاصة بنا خلال دقائق معدودات، إلا أن المصريين لم يسمحوا لنا بالدخول، ومن جانبا قمنا بإعادة سياح أرادوا زيارة مصر لإيلات، نحن نضغط على القاهرة لتسمح لنا بإدخال سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى مستشفى يوسف طال في إيلات".