قامت حركة "6 إبريل" ببني سويف بعمل تحقيق استقصائى حول مشكلة غرق عدد من القرى في مركز ببا بمياه الصرف الصحى، بالإضافه إلى عدم صلاحية مياه الشرب في هذه القرى. التقرير يتحدث عن أن 75 % من أهالى القرى مصابون بالفشل الكلوى وأمراض الكبد، وأنه تم رصد المشكلة فى أكثر من قرية من بينها قرية رزقة المشارقة وقرية طرشوب وعزبة عرفة التابعة لمركز ببا جنوب بنى سويف. وعرض التقرير تجوال أعضاء الحركة داخل القرى والاستقبال الحافل من الأهالى الذين تحدثوا عن المشكلة باستفاضة. فالشيخ نشأت محمد جودة -مأذون قرية رزقة المشارقة – تحدث قائلاً إن أهالى القرية يعيشون على مياه غير صالحة للاستخدام الآدمى وهى مياه آبار مختلطة بمياه الصرف الصحى قادمة لهم من محطة طرشوب التابعة لمركز ببا، وإن أهالى القرية يقومون بشراء جراكن المياه من مركز ببا، أو من خلال فناطيس المياه التي تأتى إليهم لبيعها للأهالى. وهو ما أكدته ريم محمد – التلميذة بالصف الثالث الإعدادى – حيث قالت إن والدها يذهب يوميًّا إلى مركز ببا لشراء المياه؛ وذلك لأن المياه القادمة للقرية غير صالحة للاستخدام الآدمى. وعاود الشيخ كلامه والحزن يمتلكه أن أخويه الاثنين ماتا بسبب الفشل الكلوى والكبدى، الذى أصابهما بسبب هذه المياه الملوثة. ويضيف التقرير جانبًا من جولة الأعضاء داخل القرى بملاحظة ظهور مياه الصرف الصحى على جدران المبانى الحديثة، بل إن بعض البيوت غمرتها مياه الصرف الصحى وتركها أهلها، وهو ما تحدث عنه أشرف محمد كامل قائلاً إن القرية تعيش على بركة من مياه الصرف الصحى، وإن منزله رغم أنه حديث الإنشاء ورغم أن أرضيته بالبلاط، إلا أن مياه الصرف الصحى تغمر المنزل. وتحدث عن احتياج القرية إلى صر ف صحى، وإلا سوف تحدث كارثة إنسانية، فمن الممكن أن تنهار المنازل على رءوس أصحابها، ولفت إلى أنه رغم أن محطة الصرف الصحى تقوم على أرض القرية، وتسمى محطة صرف صحى رزقة المشارقة، إلا أنها لا تخدم سوى أهالى مركز ببا، ولا يحصل أهل القرية منها إلا على مياه الصرف التى تغمر بيوتهم وأرضهم، وقال إنهم يشعرون بالظلم وبأنهم مواطنون درجه عاشرة، حيث لا توجد مياه صالحة للاستخدام الآدمى ويشترون المياه، وفى نفس الوقت مهددون من مياه الصرف الصحى أن تغرق منازلهم فتنهار على رءوسهم، وأضاف أن أكثر من 75 % من سكان القرية يعانون من الفشل الكلوى وامراض الكبد، وأشار إلى أن أهالى القرية تقدموا بطلب للمسئولين أكثر من مرة بأن يتم تحويل إمداد القريه بالمياه من محطة طرشوب إلى محطة كفر المناشى التى لا تبعد أكثر 500 متر، إلا أن المسئولين رفضوا، وأضاف أنهم طلبوا من المسئولين أن تستفيد القرية من مشروع الصرف الصحى المقام على أرضها، ولكن لم يجدوا استجابة من أى مسئول. تحدثت وهى تبكى أم محمد – سيده كبيرة – تركت منزلها بسبب ارتفاع مياه الصرف الصحى فيه قائلة إنها وأسرتها تركوا المنزل بسبب ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحى فيه؛ حيث إنها خافت من انهيار المنزل، كما أصبح المنزل غير صالح نهائيًّا للمعيشة. وأضافت "لم يتدخل أحد من المسئولين لمساعدتنا، فقد تركنا منزلنا ونسكن بالإيجار، وأكدت أن مياه الصرف الصحى تهدد أرواحهم وأن مياه الشرب غير صالحة ويشترون المياه، وفى نفس الوقت تحاسبهم الشركة على مياه غير صالحة ولا يستخدمونها. نبيل إبراهيم تقدم بشكاوى إلى الوحدة المحلية التابعين لها وإلى الوحدة المحلية بمركز ببا وإلى شركة المياه والصرف الصحى، وطالب بتحليل مياه الشرب التى تصل قريتهم، "ولكن دائمًا معامل الشركة تقاريرها تخرج لصالح الشركة والتى تقول إن المياه صالحة"، فاضطروا إلى اللجوء إلى معامل وزارة الصحة والتى أثبتت فى تقريرها أن المياه التى تصل إلى قرية رزقة المشارقة لا تصلح للاستخدام الآدمى؛ حيث إن نسبة المنجنيز والنشادر فيها تتجاوز الحد المسموح به؛ مما يعرض حياة مستخدمى هذه المياه للخطر . وأكد البيان حصول الحركة على نسخة من هذا التقرير، وأن نبيل ذكر أنه حرر محضرًا هو وأهالى القرية ضد شركة المياه رقم 3820 إدارى ببا بتاريخ 21/8 / 2012، ولكن تم حفظه، مشيرًا إلى أنه عرض المشكلة على المحافظ السابق، وكان رده بأن حل مشكلة المياه والصرف الصحى فى القرية سيتكلف 3 ملايين جنيه، وأن على أهل القرية توفير هذا المبلغ، وهو ما يعجزون عنه؛ حيث إن أغلب سكان القرية يجدون قوت يومهم بعد معاناة، وقال الأهالى إن القرية تحولت إلى مستنقع من مياه الصرف الصحى، وطالبوا الوحدة المحلية على الأقل بردم هذه المستنقعات، وهذا ما لم يحدث. وفي ختام البيان تساءل: "أين رئيس الوزراء؟! هل تنتظر حتى تحدث الكارثة لكى تتحرك؟! هل تنتظر إلى أن تنهار منازل القرية على رءوس أهلها؟!". كما توجه بالسؤال إلى رئيس الوحدة المحلية بمركز ببا: "هل تستطيع أن تقيم بقرية رزقة المشارقة؟ هل تستطيع أن تشرب مياهها؟!". ولرئيس شركة المياه والشرب ببنى سويف: "اتقِ الله، فهذه أرواح ستسأل عنها. لا تبرر الأخطاء أو الفساد.. حاربه وقاومه، وإلا سيكون مصيرك مصير من قبلك". وتعجب من موقف المحافظ السابق الذى طلب من أهالى القرية 3 ملايين جنيه، وطالب المحافظ الحالى المستشار مجدى البتيتى، قائلاً "تحدثت منذ يومين على قناة المحور عن إنجازاتك فى رصف طرق كلفت المحافظة الملايين، فى حين أن هناك قرى لا تجد مياهًا تشربها، هل هذا يعتبر فسادًا وإهدارًا للمال العام؟!".