أصبح مشهد القمامة وانتشارها في جميع الشوارع الرئيسية والفرعية بأحياء ومدن سوهاج أمرا طبيعيا ومألوفا، خاصة في ظل عدم وجود رقابة واهتمام من قبل رؤساء المدن والأحياء، وعدم مقدرتهم على اتخاذ القرارات وتفعيل "الغرامات" علي من يلقي القمامة، واستمرار الطفح الصحي الذي يغرق الأدوار الأولى للمساكن ، وينشر الأمراض والأؤبئة بين المواطنين. انتقلت "البديل" داخل أحياء مدينة سوهاج، والتقت بعدد من المواطنين للوقوف على المأساة التي يعيشون فيها.. في البداية يقول أحمد سيد – موظف ومقيم بمنطقة الحويتي – حي غرب سوهاج: إن مساكن المنطقة تسبح في مياه الصرف الصحي، مما يهددها بالانهيار وتعرض أرواح سكانها للخطر، حيث تآكلت أساسات المساكن جراء استمرار "الطفح الصحي"، فضلا عن تآكل الشبكة بالكامل، وعدم قيام المسئولين في الحي أو شركة مياه الشرب والصرف الصحي بعمل أي تجديدات لها منذ عقود طويلة. وتضيف أحلام عبد الله – ربة منزل مقيمة بمنطقة العمري بحي غرب – أن أهالي المنطقة يعيشون في مأساة حقيقية، ومعاناة شبه يومية، وكأنهم مواطنين من الدرجة العاشرة، فلا اهتمام بأي شئ بالمنطقة. وتشير ابتسام ربيع – ربة منزل – إلى أن السبب الرئيسي في الأزمة التي يعيشها سكان منطقة غرب الكوبري والعمري والشيخ خليفة والحويتي والشهيد عبد المنعم رياض، تقع في مسئولية الحي، والمواطن نفسه، لأن الفترة الماضية والظروف التي تمر بها البلاد، أحدثت نوعا من الأنفلات الأخلاقي، وهو ما تسبب في ظهور وانتشار القمامة في كل مكان، حتى بالقرب من فيلا المحافظ ومدير الأمن، ويجب على مسئولي الحي تحمل مسئوليتهم تجاه وطنهم. وانتقلت "البديل" لحي شرق، وهو أرقي أحياء المحافظة "اسمًا"، أما الواقع فله رأي مخالف تماما، حيث انتشرت القمامة في جميع شوارعه، خاصة الشوارع المهمة وذات الشهرة، شارع 15 وشارع الجمهورية، الذي توجد فيه فيلتي المحافظ ومدير الأمن، وشارع التحرير، وأصبح رؤية الأطفال الذين يبحثون عن أشياء يقومون ببيعها مرة ثانية، وبعثرة أكياس القمامة وتفريغها حتى يستفيدوا بمحتوياتها، أمرا طبيعيا. ويؤكد خالد عبد الرحيم – موظف ومن سكان حي شرق – أنه يقوم بدفع مبالغ مالية لرفع القمامة، ولكن لا أحد يأتي ويحمل القمامة من الصناديق المعدة لذلك، والتي أصبحت مرتعا للكلاب والقطط والفئران، ويطالب رئيس الحي وجميع المسئولين بأن يتحركوا سريعا، لإعادة الاضباط للشارع وإعادة شكله الجمالي. ومن جانبه أكد مصدر مسئول بحي شرق – رفض ذكر اسمه – أن الفترة الماضية ومنذ ثورة 25 يناير، والبلاد تعيش في فوضي، وأنه لا يستطيع أن يتخذ قرارا حاسما، خاصة وأن الوضع العام غير مهيأ لمثل هذه القرارات، وأنه يحاول بطرق ودية أن يقوم بتطبيق القانون، بمساعدة شرطة المرافق، وبالتنسيق مع الحي، حتي لا يحدث صدام مع الباعة الجائلين أو مع المواطنين، وأنه يأمل خلال الفترة القادمة أن يعود الانضباط للشارع السوهاجي.