* لو صدقنا أن إحدى الفنانات المتلونات تظاهرت في التحرير بالنقاب.. علينا أن نصدق أن آخرين شاركوا “لابسين” طاقية الإخفاء * الحزب الوطنى اخذ ديلة فى سنانه وجرى .. والستايل بتاعنا في حظر التجول نبوس العساكر ونكتب علي الدبابة ” يسقط مبارك * الفنانون الذين اتهموا الثوار كذبا سهلوا على القاتل مهمته.. وأرفض مشاركة المتلونين في أي عمل عن الثورة * ثورة 25 يناير انتفاضة شعبية.. وأرفض مسمي ثورة الشباب لأنه يعزل كبار السن * إنتاج أفلام عن الثورة تحتاج لبعض الوقت.. وأنا مع إنتاج أفلام “مسلوقة” لكن للهواة حوار – صفاء عبد الرازق: الفنان لطفى لبيب كوميديان من النوع الحريف ترك ترك بصمته في معظم الأفلام التي انتجت بعد عام 2000 وحتى الآن.. لكن لطفي لبيب ليس مجرد فنان عادي لكنه مهموم بقضايا بلده البديل حاورت لبيب ليس بصفته مبدعاً فقط , ولكن بصفته أحد الفنانين الذين شاركوا في الثورة وأعلنوا تأييدهم لها منذ بدايتها... خفة دم لطفي لبيب وقدرته امتدت من الفن إلى رؤيته للواقع الجديد لكن حبه للفن لازمه فتحدث عن دور الفن في توثيق ومعالجة أحداث الثورة, ومحاولات الفنانين الشباب لصناعة أفلام عن الثورة, منتقدا محاولات بعض الفنانين المتلونين للقفز على الثورة... إلى نص الحوار.. ** الفنان لطفي لبيب ما رأيك في الأعمال الفنية التي يتم تحضير لها في الوقت الحالي وتتناول أحداث الثورة؟ - الشعب المصرى منتظر أعمال تتحدث عن الثورة لكن رأيي هو أنه يجب علينا ألا “نسلق” أي أعمال، ومع ذلك يجب ألا نظلم الأعمال التي يتم إنجازها سريعا علي أيدي مجموعة من الشباب، بل يجب أن ننظر لها بإيجابية، خصوصا وأن الشباب قاموا وقت الثورة بتصوير الأحداث والغناء.. لذا فمن الطبيعي أن تكون هناك أفلام سريعة حول الحدث، وأنا عن نفسي سوف أقبل أفلام عن الثورة “مسلوقة” للهواء ليس للمتحترفين، واستدرك قائلاً:”لكن لو كانت لنفس الوشوش التي رفضت الثورة، هؤلاء لن نقبلهم”. ** البعض اعتبروا أن الثورة أرجعت النكتة الى الشارع المصري, فهل ترى هذا صحيحاً ؟ ردا مازحاً: “إحنا شعب دمه خفيف، يعني مثلا الناس رايحة تتصور أمام الدبابة، والإستايل بتاعنا في حظر التجول إن كلنا بننزل الشارع في حظر التجوّل... واسترسل قائلًا:”الستايل بتاعنا في حظر التجول كلنا ننزل الشارع ونبوس العساكر ونكتب علي دبابة الحرس الجمهوري ” يسقط مبارك”, حتي فى الميدان كانت النكتة موجودة لأننا نحب الحياة ونرفض الذل والظلم، وبجيدة أكثر أضاف قائلاً:”الناس اللي ماتت مكانتش عايزة تموت..كانت عايزة تعيش حرة..لأنها تحب الحياة”. ** يحاول بعض الفنانين ممن انتقدوا الثورة والثوار واتهموهم باتهامات عدة “ركوب موجة” الثورة بأي شكل، إحداهن مثلا قالت أنها كانت تشارك في المظاهرات بالنقاب ولهذا السبب لم يراها أحد؟ بإستغراب.. فعلاً فيه حد قال كده؟! وهل هذه الفنانة مازالت منقبة؟ أنا أعتقد إذن أن آخرين كانوا مشاركين ولكن “لابسين” طاقية الاخفاء. وأضاف لبيب:” هناك فنانون اتهموا الثوار بأشياء غريبة كزعمهم بأن هناك إباحية وفجور في ميدان التحرير أمام الجيش ووسط الدبابات والأسلحة, والحقيقة أن هؤلاء خيالهم مريض.. والغريب أن يأتي أحدهم ليزعم أن هذه أراء وأن كل واحد حر في رأيه. وعلق قائلاً” لكن بالنسبة لي حرية الرأي هي أن تقول:”أنا بحب الديكتاتور”، وآخر يرد:”أنا مش عايز الديكتاتور”، لا يوجد مشكلة في ذلك، لكن أن يصل الأمر لتضليل الناس والكذب وهناك من يضربون ويموتون هذا ليس رأي، فهذا كذب بيّن وتسهيل لمهمة القتلة”. ** وكيف تقيم ثورة 25 يناير الأن.. وهل ترى أنها انتهت؟ - بصراحة خايف جدا أنا شايف إن ثورة 25 يناير هي انتفاضة لشباب الطبقة الوسطي المتعلم ، سرعان ما تحولت لثورة شعبية جذبت كل الطبقات وهذا كان واضح جداَ خصوصاَ في الأيام القليلة قبل التنحي، ومع هذا أنا لا أحب مسمي ثورة الشباب وأنبّه لخطورة هذا المصطلح الذي يعزل باقي الفئات الكبيرة عن الشباب، فهو مصطلح به خبث ومصدره هو الطبقة الحاكمة. ما الذى تحتاجه مصر خلال الفترة القادمة ؟ مصر تحتاج إلى مهندسين فى السياسة, بمعنى أن لدينا علماء فى كل المجالات, لكن مهندسى السياسة نحتاجهم من أجل عودة الاستقرار وهدوء الأوضاع فى مصر .. كما أن هؤلاء سيشعرون الناس بأهمية صوتهم, وأنا متأكد أن هذا سيحدث قريباً. وكيف ترى المخرج من الأزمة السياسية التي نشهدها خلال المرحلة الإنتقالية الحالية ؟ في اعتقادي أنه لا يمكن لشخص واحد مهما كانت قدراته أن يخرجنا من واقعنا هذا.. فأنا مؤمن بالعمل الجماعي، ويمكننا مثلا أن ننتخب نواب أقوياء لديهم نزاهة.. وعموما الأفضل أن يكون لدينا مجلس رئاسي مدني، فالأخطر هو أن نعود لفكرة الزعيم المنقذ، هنضيع تاني لأن مفيش حد عنده حل سحري، يجب أن نحمل مسؤلية بلدنا مع بعض. ** هل كنت تتوقع أن يسقط النظام السابق بهذه الشكل.. خصوصا وأنه بدا وكأنه نظام هش يعتمد على حزب كرتوني ليس له شعبية ؟ - ضحك قائلاً: الحزب الوطنى ده عمل زى ما بيقولوا فى الفلاحين خد ديلة فى سنانه وجرى .. لكن بصراحة لم أكن أتخيل أنه ضعيف بهذا الشكل , بل كنت أعتقد أنه أقوى من ذلك بكثير لأنه كان مليئاً بأساتذة الجامعات ومن المفترض أن هؤلاء كانت لهم قاعدة شعبية فى الشارع , وبعد اللى حصل سألت نفسى ” هما راحوا فين ” .. أين رموز الحزب ؟ لذا أدركت وقتها أنه حزب بدون كوادر شعبية . ** يحاول البعض المقارنة بين ثورتي مصر وتونس التي ساهمت في إلهام الشباب بالثورة, فما الفرق بين الثورتين من وجهة نظرك؟ -مصر ليست تونس وهذا يجعل كلا الثورتين تختلف عن الأخرى, ثم إن مصر دولة كبيرة وعظيمة ولها تاريخ كبير فى الديمقراطية فنحن دولة مؤسسات بعكس أى دولة أخرى فى الوطن العربى ** وبخصوص الثورات العربية.. ماذا تقول للديكتاتور الليبي معمر القذافى؟ - يبتسم: فى الحقيقة أنا حزين جدا لاننا سنفتقد كوميدياناً كبيراً مثل هذا الراجل.