ذكرت صحيفة "سلات أفريك" المختصة بالشئون الإفريقية أن ما يحدث في مصر عبارة عن حرب نفسية وعملية شحن عواطف المواطنين. ولفتت إلى أن الطرفين المتعارضين سواء الجيش والمعارضة الليبرالية من جانب، والقوى الإسلامية من جانب آخر يلعبون على الوتر النفسي لاستقطاب المصريين لصالحهما وكسب استعطافهم وخلق تأييد في الرأي العام لصالحهما. وأضافت أن الحرب النفسية في مصر مستمرة منذ بداية الأزمة، فالإخوان يحشدون قواهم في ميدان رابعة العدوية وبعض الميادين الأخرى محاولين أن يصوروا أنفسهم للمصريين على انهم ضحايا انقلاب عسكري وأنه لديهم الشرعية في حكم مصر، بالإضافة إلى تسويقهم عنف الحكومة الحالية ضدهم والضحايا الذين يسقطون منهم حتى يستطيعوا أن يكسبوا تأييد شعبي. من جانب آخر، ترى الصحيفة أن القوى الحاكمة الحالية تلعب على نفس الوتر النفسي فهم يقولون: إن الإخوان ارهابيون يجب مقاومتهم سواء عن طريق الحشد الشعبي أو إبراز التهديدات التي يوجهها قادة الإخوان والجماعات الإسلامي ضد النظام الحالي أو ضد من يدعمه. من جانب آخر، لفتت صحيفة "لو بوا" الفرنسية إلى أن مصر تمر بأصعب فترة في تاريخها، وأنها لم تشهد انقسامًا مثل الذي تشهده في الوقت الحالي، فالمصري إما مؤيد بعنف للسلطة الحالية ضد الإخوان، أو مؤيد للإخوان بعنف أيضًا ضد السلطة الحالية. وبينت الصحيفة الفرنسية أنه لا يمر يوم واحد دون أن نسمع عن سقوط القتلى من المصريين، مشيرة إلى أن الأحداث زادت من شعبية المشير عبد الفتاح السيسي وجعلت منه الرجل القوي في البلاد، فالتظاهرات التي شهدتها ميادين مصر أكدت أن ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية وليس انقلابًا عسكريًّا ضد الإخوان، كما أظهرت الشعبية التي حظي بها السيسي إثر وقوفه إلى جانب الشعب أثناء إقالة الرئيس مرسي. غير أن هناك امتعاضًا من قِبَل بعض المصريين بسبب أحداث القتل التي تتوالى في الشارع المصري، فالشباب المصري هو الذي يدفع ثمن الصراع على السلطة من قِبَل الطرفين.