إن للأزهر الشريف مكانه عظيمه ليس في نفوس المصريين فقط بل في نفوس العالم العربي والعالم اجمع، ولمن لا يعرف تاريخ الأزهريين وأمجاد علمائه فقد التقت البديل مع أحد علمائه ودعاته ليحدثنا عن أمجاد الأزهر وعلمائه، ووقوفهم في وجه الظلم والعدوان ودفاعًا عن شريعة الله مع الداعية الأزهري الشيخ رجب شبعان رمضان السيد. للأزهر الشريف قصة طريفة.. فلم يكن هذا المعلم الحضاري موجودًا قبل الدولة الفاطمية.. فلقد أقام الفاطميون دولتهم الفاطمية بالمغرب وفى عهد رابع خلفائهم السلطان المعز لدين الله أمر جوهر الصقلى (قائد قواته) بدخول مصر ... فدخلها جوهر الصقلى بدون قتال شديد عام 358ه الموافق 969م، وانتزع الحكم من الإخشيدين.. فلقد كان يحكم مصر ابن كافور الإخشيدى وكان عمره لا يتجاوز عدة سنوات. ولما استقرت الأمور لجوهر الصقلي، قرر تأسيس عاصمة لحكم الفاطميين وأسس مدينة القاهرة، فنصب الجيش الفاطمى خيامه على منطقة جنوب الفسطاط وبدأ العمل فى بناء مدينة جديدة فى نفس العام 969م، وعنى الصقلى باختيار موقع المدينة بين خليج أمير المؤمنين والمقطم فشيد المدينة على الأرض الرملية الجافة.. وعندما أكمل جوهر الصقلى بناء القاهرة أصبحت عاصمة الفاطميين ومقرا لخلافتهم ، فانتقل إليها المعز لدين الله الخليفة الفاطمى فى موكب ضخم وكبير من المغرب للقاهرة عام 973 م .. وفى نفس الوقت .. وضع جوهر الصقلى أساس مسجد كبير فى القاهرة فى اليوم الرابع عشر من رمضان 359 ه الموافق لعام 971 م واستغرق بناؤه عامين ، حيث أقيمت فيه الصلاة لأول مرة فى السابع عشر من شهر رمضان عام 360 ه الموافق 972 م . وسمى بالأزهر الشريف لعدة أسباب ، بسبب أن الفاطميين ينتسبون إلى إبنة الرسول عليه الصلاة والسلام السيدة فاطمة الزهراء، ويقال إنه سمى بالأزهر لأنه كان محاطا بقصور فخمة التى كانت تسمى القصور الزهراء، أو أنه سمى كذلك تفاؤلا لأن يكون أعظم المساجد ضياء ونورا .. كما يقال أن سبب هذه التسمية نسبة الى كوكب الزهرة .. وكل هذه الأسباب صحيحة. ولقد عُرف الجامع الأزهر أول الأمر بجامع القاهرة ثم باسمه الحالى .. وبالطبع نعرف جميعا أن اسم القاهرة كان الخليفة لا يرغب فيه وكان يريد تسمية المدينة باسم (المدينة الزهراء) وشيد الأزهر الشريف فى المنطقة المجاورة لقصر المعز ملك الفاطميين، وكان المبنى الأول للأزهر حوالى نصف المبنى الحالى ... وتوجه إليه فى سنة 362ه فى عيد الفطر الخليفة المعز لدين الله ليشهد أول صلاة رسمية له فى الجامع الأزهر.. وكان الغرض من إنشاء الجامع الجامع الأزهر أن يكون رمزًا للسيادة الروحية للدولة الفاطمية ومنبرًا للدعوة التى حملتها هذه الدولة. عظماء الأزهر اعتاد كثير من المغرضين على اتهام الأزهر، واختلاق المقالب الشائنة لرجاله، وهم إذ يلصقون التهم الآثمة بهم إلصاقًا يتجافى عن الحق والإنصاف، إنما يهاجمون الإسلام نفسه من وراء ستار ليحققوا مآرب خبيثة لا يقدرون على البوح بها علانية، ولا جرم فقد (بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) [آل عمران:118]. 1- كان للشيخ عبد المجيد سليم صلابة في الحق و إباء للضيم ومما يذكر له من مواقفه المشرفة أن الشيخ وكان مفتياً للديار المصرية وصل إليه سؤال من إحدى المجلات عن مدى شرعية إقامة الحفلات الراقصة في قصور الكبار 2- وكان الشيخ المراغي حازماً في قضاياه لا ترهبه سلطة أو يخضع لابتزاز، ونذكر له هنا من مواقفه المشرفة وهو ينظر قضية كبيرة تتعلق بملايين الجنيهات، لوح له أصحابها ببعض الألوف حتى يصدر الحكم لصالحهم، ولكنه رفض في شجاعة فلابد أن يأخذ العدل مجراه، فألقي أصحاب القضية بواسطة بعض البلطجية عليه ماء النار. 3- وكان للشيخ جاد الحق مواقف مشرفة في العديد من القضايامنها: أنه تمسك بموقف مؤتمر علماء المسلمين الذي عقد بالأزهر، وأفتي بأن فوائد البنوك من الربا المحرم، وطالب بالعودة الى مباديء الاقتصاد الاسلامي. كما رفض قرار الكونجرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وطالب أمريكا بمواقف عادلة تجاه العرب وإسرائيل، وأكد أن القدس إسلامية. وكان للإمام الأكبر موقف مشهود ومشرف من مؤتمر السكان الذي انعقد بالقاهرة نهايات عام 1994، فقد خاض الشيخ معركة شرسة ضد بعض البنود الواردة في مسودة إعلان مؤتمر القاهرة الدولي للسكان. ذلك المؤتمر الذي أراد أن يصدر عن القاهرة بلد الأزهر قرارات تناهض الأديان، وتعتدي على أفاق البشر وكرامة الانسانية، مثل إباحة العلاقات الجنسية الشاذة بين الرجل والرجل، وبين المرأة والمرأة، وإباحة حمل العذاري الصغيرات والحفاظ على حملهن، وإباحة إجهاض الزوجات الشرعيات الحرائر، وغير ذلك. فقد تصدى الإمام الجليل لهذه البنود في بيان شامل صدر عن مجمع البحوث الاسلامية، بعد دراسة متعمقة لوثيقة المؤتمر باللغتين العربية والإنجليزية، فكان للبيان وما تبعه من البيانات فعل الزلزال الذي أجهض المؤامرة. وهذه بعض من مواقف وأمجاد أهل الأزهر وتاريخ الأزهر وحتى لا نغفل عن عدم ذكر أحدٍ من العلماء الآخرين نود أن نقول أن الأزهر دائمًا سيظل هو منبر العمل والنور الذي يقتبس منه بعلمه وعلمائه.